تطابقت الآراء بين السعودية وتركيا بشأن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، بالتأكيد على استبعاده، وفي حين أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي، أن الرياض وأنقرة أول من دعم المعارضة السورية المعتدلة، أشار أيضا إلى أن المملكة كانت أول من بادر بضرب «داعش» في إطار التحالف الدولي، كما أكد دعم المملكة للعملية العسكرية التركية «درع الفرات» في شمال سوريا لمواجهة الجماعات الإرهابية.
وأعلن الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي، عقب مباحثاتهما في أنقرة أمس، أن «المعارضة السورية المعتدلة وضعت خريطة طريق لتكون أساسا للمرحلة الانتقالية في سوريا». ووصف الجبير خطة المعارضة السورية بأنها «خطة جادة وشاملة فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية للوصول لمستقبل جديد في سوريا، ونالت تقدير كل الدول التي شاركت في اجتماع مستقبل سوريا في لندن مساء أمس (أول من أمس) وأثبتت للعالم أجمع أن المعارضة السورية مستعدة للانخراط في العملية السلمية بشكل جاد، لتطبيق إرادة المجتمع الدولي التي يرفضها النظام».
وشدد الجبير على أنه «لا بديل عن الحل السياسي في سوريا» لافتا إلى أن الحلول العسكرية ستكون البديل بعد استنفاد كل الجهود السياسية.
وأكد أن هناك ضرورة لتطبيق وقف إطلاق نار جاد في سوريا، وفتح جميع المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية. وأعاد الجبير التأكيد على موقف المملكة بشأن التمسك بسوريا موحدة، لا مكان للأسد فيها، لافتًا إلى أن «وجهتي النظر السعودية والتركية متطابقتان منذ اليوم الأول للأزمة».
كما أكد الجبير التطابق الكامل بين المملكة وتركيا بشأن جميع ملفات سوريا واليمن والعراق ومكافحة الإرهاب، قائلا: «نتطلع إلى العمل دوما في المسائل المشتركة والثنائية بين البلدين».
وتابع الجبير، أن المملكة وتركيا تربطهما علاقات سياسية استراتيجية، مشددا على أن المملكة تقف مع أشقائها في تركيا وتدعم الشرعية في تركيا، في إشارة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في منتصف يوليو (تموز) الماضي. وأضاف أن المملكة تساند كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية للدفاع عن نفسها وتجاوز هذه المرحلة. وبدوره قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده والمملكة بينهما توافق تام فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا واليمن، وأنهما سيواصلان العمل معا للتوصل إلى حل للأزمتين.
وأكد أن الأسد لا يمكن أن يشارك في أي مرحلة انتقالية مقبلة في سوريا، قائلاً: «لقد رفض (الأسد) كل المبادرات، واستخدم الأسلحة الكيماوية، وقتل أكثر من 600 ألف مواطن من شعبه، ومن ثم لا يمكن الحديث عن أي دور له في المستقبل». وأضاف أن عملية «درع الفرات» التي أطلقتها بلاده على حدودها مع سوريا «مستمرة حتى تطهير الحدود من الإرهابيين». مضيفا: «تركيا ستعمل مع المملكة وبقية حلفائها على إعادة السوريين إلى المناطق التي خرجوا منها في بلادهم».
وبشأن التعاون العسكري بين المملكة وتركيا، قال جاويش أوغلو، إن «هناك تعاونا قائما بالفعل بين البلدين حاليا، ونحن ندعم السعودية عسكريا واستخباراتيا في حربها ضد تنظيم داعش، وأنا شخصيا حضرت عدة اجتماعات في هذا الشأن». وتابع أن الرئيس رجب طيب إردوغان أكد للعاهل السعودي استعداده لتقديم الدعم الكامل عقب بدء العلميات العسكرية للتحالف العربي في اليمن. وهناك عسكريون وطائرات عسكرية سعودية تستخدم قاعدة تركية في حربها ضد تنظيم داعش.
وتشارك قوات سعودية في عمليات التحالف الدولي لضرب «داعش» وتنطلق الطائرات السعودية من قاعدة إنجيرليك في أضنة جنوب تركيا. وقال جاويش أوغلو: «نحن مستعدون دائمًا لتطوير وتعزيز هذا التعاون العسكري مع السعودية لمواجهة التنظيمات الإرهابية». وأعلن وزير الخارجية التركي عن تشكيل مجلس تنسيقي رفيع المستوى من أجل تحقيق شراكة استراتيجية في المجالات كافة بين تركيا والمملكة.
وقال جاويش أوغلو، إن البلدين شكلا حتى الآن 8 لجان لتعزيز التعاون، مشيرا إلى أن أول اجتماعات المجلس الجديد ستعقد في تركيا خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وشدد على تطابق رؤية تركيا والسعودية في العمل من أجل استقرار الأوضاع في المنطقة.
ومن جانبه قال الجبير، إن السعودية تتطلع إلى عقد أول اجتماع للمجلس التنسيقي المشترك رفيع المستوى بين البلدين. وأعرب جاويش أوغلو عن شكر تركيا للقيادة السعودية على موقفها المساند الذي أبدته عقب محاولة الانقلاب الفاشلة. وعبر الوزير التركي عن امتنان بلاده لما تقوم به المملكة العربية السعودية لخدمة حجاج بيت الله الحرام وإدارة الحج وتأمين الحجاج، قائلا إن الحجاج الأتراك، وعددهم 52 ألفا في العام الجاري، يشعرون أنهم في بلدهم الثاني، نظرا لحسن الضيافة السعودية.
في شأن آخر، قال جاويش أوغلو إن بلاده ستسمح لنواب ألمان بزيارة قاعدة إنجيرليك الجوية في جنوب تركيا، بعد أن أوفت ألمانيا بالشروط اللازمة للزيارة. وكانت تركيا قد منعت البرلمانيين الألمان من زيارة القاعدة ردا على قرار أصدره البرلمان الألماني وصف فيه أحداث شرق الأناضول في عام 1915 بأنها كانت مذابح إبادة جماعية، وأرادت أنقرة أن ينأى النواب بأنفسهم عن القرار قبل الزيارة.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد بدأ مباحثاته في أنقرة أمس، بلقاء مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وسيلتقي أيضا كلا من رئيس الوزراء بن علي يلدريم والرئيس رجب طيب إردوغان قبيل اختتام زيارته لتركيا اليوم الجمعة، والتي تستهدف تأكيد الدعم السعودي لتركيا في مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري الفاشل، وتعزيز التنسيق بين البلدين بشأن قضايا المنطقة. وتناولت مباحثات الجبير وجاويش أوغلو أمس إلى جانب العلاقات الثنائية التطورات في كل من سوريا واليمن والعراق.
أنقرة والرياض نحو شراكة استراتيجية شاملة.. وتطابق حول سوريا واليمن والإرهاب
الجبير وجاويش أوغلو أعلنا عن 8 لجان لدفع التعاون.. ومجلس تنسيقي رفيع المستوى
أنقرة والرياض نحو شراكة استراتيجية شاملة.. وتطابق حول سوريا واليمن والإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة