بوريس يستقبل وفد المعارضة ويدعو إلى تفادي {أخطاء} العراق في سوريا

بوريس يستقبل وفد المعارضة ويدعو إلى تفادي {أخطاء} العراق في سوريا
TT

بوريس يستقبل وفد المعارضة ويدعو إلى تفادي {أخطاء} العراق في سوريا

بوريس يستقبل وفد المعارضة ويدعو إلى تفادي {أخطاء} العراق في سوريا

استقبل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أمس، وفد المعارضة السورية برئاسة منسق عام الهيئة، د. رياض حجاب، الذي يزور العاصمة البريطانية، فيما قال مسؤول بريطاني إن رؤية الهيئة العليا للمفاوضات لقوى المعارضة السورية التي أعلنت في لندن، تضمنت أفكارًا جديدة تساعد في إنجاح أي مفاوضات قادمة مع النظام.
وكان جونسون دعا في مقالة نشرتها صحيفة «ذي تايمز»، أمس الأربعاء، إلى عدم ارتكاب الأخطاء التي وقعت خلال حرب العراق مجددًا لدى البحث عن حل للنزاع في سوريا. وطالب جونسون برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدًا أنه من الممكن تفادي الفوضى التي أعقبت الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين سابقًا.
وكتب جونسون: «لماذا يتكرر الأمر نفسه؟ الأسد ليس رجلاً قويًا بل زعيم ضعيف إلى حد يثير الخوف، لن يتمكن أبدًا بعد الآن من الحفاظ على تماسك بلاده، ليس بعد المجازر التي ارتكبها». واتهم الأسد باستخدام «تكتيكات عسكرية وحشية» في النزاع الحالي في هذا البلد. كذلك انتقد رئيس بلدية لندن السابق روسيا، و«سلوكها غير المبرر» في دعم الأسد. وكتب: «إن الأسرة الدولية برمتها ملتزمة، أقله مبدئيًا، بالتخلص من الديكتاتور السوري. حتى الروس وافقوا على الحاجة إلى انتقال سياسي». وأضاف: «لكن الروس يستخدمون أيضا قوتهم العسكرية لتفادي هزيمته وإبقائه في السلطة». وقال إدوين سموأل، المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن رؤية المعارضة تتضمن عناصر جديدة، منها الالتزام بـ«الحقوق المتساوية»، و«حماية مصالح كل السوريين بما يشمل الأقليات والمرأة»، و«حماية مؤسسات الدولة والتركيز على محاربة التطرف والإرهاب».
وأوضح سموأل في بيان: «لو كنت من جيل الشباب في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وكنت غير راضٍ عن إدارته للأزمة والبلاد، قد أفكّر مرتين قبل أن أدعم حكومة جديدة انتقالية خوفًا من الانتقام، ولكن رؤية المعارضة السورية التي تعلن اليوم في لندن تؤكد أن الانتقام ليس موجودًا على خارطتها السياسية».
وقال: «رؤية المعارضة السورية تؤكد أهمية استعادة ما نعرفه جميعًا عن قيم المجتمع السوري وهي التنوع والتسامح، كما تدعم جهودنا مع روسيا لاستعادة الهدنة». من جهته، شدد المبعوث السوري الخاص لسوريا غاريث بايلي، على أن ما يحدث في سوريا اليوم، لا يشكل مأساة للشعب السوري وحده، بل ويشكل تهديدًا للشعوب الأوروبية وبقية العالم. وأضاف في اتصال لـ«لشرق الأوسط»: أنه «طالما بقي الأسد في السلطة، ستظل أوروبا تواجه أمواج اللاجئين، وتهديد الإرهاب والتطرف»، كذلك فإن «داعش» لن يهزم، والطريق الوحيد لهزيمته هو إزالة الأسد، والمساعدة على وجود حليف في دمشق لديه الإرادة والقدرة على هزيمة التنظيم». كما أكد بايلي على أن «الوضع في سوريا ليس مسدودًا، ويمكن حله بانتقال الحكم بين ديكتاتورية الأسد إلى هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين عن النظام، ممن لم يرتكبوا الجرائم بحق الشعب السوري»، مشددًا على أن الهيئة العليا للتفاوض تطالب بحكم ديمقراطي في سوريا يقوم على أساس القانون.
ولفت المبعوث السوري الخاص لسوريا، إلى أن رؤية المعارضة السورية تطالب بنهاية للعنف ووقف استهداف المدنيين، كذلك رفع الحصار، وتوصيل المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين والموقوفين، وتأمين طريق آمن للاجئين والنازحين للعودة إلى أماكنهم، بحسب قرارات الأمم المتحدة. وقال إن «المجتمع الدولي مدعو لجعل هذا التطلع حقيقة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».