مقتل 10 إرهابيين من «حركة الشباب» في حملات أمنية

الصومال: سقوط قذائف «هاون» بجوار القصر الرئاسي

جندي صومالي حاملا سلاحه بالقرب من سيارة لهجوم بالقذائف في شارع مكة المكرمة في مقديشو أول من أمس (أ.ف.ب)
جندي صومالي حاملا سلاحه بالقرب من سيارة لهجوم بالقذائف في شارع مكة المكرمة في مقديشو أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل 10 إرهابيين من «حركة الشباب» في حملات أمنية

جندي صومالي حاملا سلاحه بالقرب من سيارة لهجوم بالقذائف في شارع مكة المكرمة في مقديشو أول من أمس (أ.ف.ب)
جندي صومالي حاملا سلاحه بالقرب من سيارة لهجوم بالقذائف في شارع مكة المكرمة في مقديشو أول من أمس (أ.ف.ب)

أصيب أمس 4 أشخاص جراء سقوط قذائف «هاون» على منطقة وارتا - نابادا بالقرب من القصر الرئاسي في مقديشو، بينما أعلنت القوات الحكومية أنها قتلت 10 إرهابيين من ميليشيات «حركة الشباب» في حملات أمنية.
وقال مسؤولون وضباط في الجيش الوطني إن من بين القتلى في العملية الخاصة في منطقة تورتورو، مسؤول الضرائب لميليشيات «الشباب». ونقلت وكالة الأنباء المحلية عن ضابط في قوات «دنب» العسكرية الخاصة، أنها تمكنت من تصفية 6 إرهابيين «بإقليم شبيلي السفلي؛ من بينهم قائد ميداني»، مشيرا إلى أن «قوات الجيش اعترضت عناصر ميليشيات (الشباب) أثناء محاولتهم العبور إلى محافظة شبيلي الوسطى». وقال مسؤول إن 4 مدنيين أصيبوا في الهجوم الذي وقع بالقرب من القصر الرئاسي المحصن. وأكد مسؤول محلي مقتل شخص وإصابة 3 آخرين جراء سقوط 4 من القذائف خلف القصر الرئاسي على مقربة من مدرسة «15 مايو»، لكنه أوضح أن مصدر القذائف غير معروف، فيما سيتم التحقيق لمعرفة ملابسات الحادث. وقال شاهد عيان بالمنطقة إن ما لا يقل عن 5 قذائف هاون سقطت على المنطقة، وتسببت في حالة من عدم الاستقرار. وتزامن الهجوم مع افتتاح الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أعمال المنتدى التشاوري الوطني حول عملية الانتخابات المقبلة بحضور مسؤولين من الحكومة ورؤساء الولايات الإقليمية وممثلين عن المجتمع الدولي.
وأكد حسن مجددا أن حكومته والولايات الإقليمية يعطون الأولوية لأهمية تعزيز الأمن والاستقرار خلال فترة الانتخابات، بالإضافة إلى الحفاظ على نزاهة الانتخابات، موضحا أن الحكومة تبذل قصارى جهدها من أجل التصدي لمعرقلي الانتخابات، في إشارة إلى تصاعد الهجمات الإرهابية لعناصر «حركة الشباب» التي تقول السلطات الصومالية إنها مرتبطة بتنظيم «القاعدة» المتطرف. وأسفرت معارك بين رعاة من ميليشيتين متجاورتين، شمال شرقي مدينة جالكعيو حاضرة إقليم مذج وسط البلاد، عن مقتل 10 أشخاص وإصابة نحو 20 آخرين.
إلى ذلك، أعلنت الحكومة الصومالية على لسان وزير النقل والطيران المدني علي جنغلي عن وقف دخول شحنات القات إلى مقديشو إلى أجل غير مسمى.
وقال جنغلي إن الدولة اتخذت قرارا يقضي بعدم دخول شحنات القات إلى العاصمة مقديشو، لكنه لم يقدم أي تفاصيل لسبب الحظر أو مدته، مكتفيا بنفي أن يكون السبب انعقاد مؤتمر منظمة «إيقاد» الإقليمية يوم السبت المقبل.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إنه على الرغم من أن حظر هبوط الطائرات التي تحمل القات من كينيا إلى الصومال، قد دخل بالفعل حيز التنفيذ، لكن إقليم بونتلاند، الذي يتمتع بالحكم شبه الذاتي، ما زال يتحدى الحظر.
وتصل الطائرات المحملة بالقات في العادة من كينيا إلى العاصمة مقديشو في ساعات الصباح، ويستهلك القات بعد الظهر. وطُلب من العاملين في شركة تصدير القات في العاصمة الكينية نيروبي عدم الذهاب إلى العمل، علما بأن الحكومة الكينية تعهدت بدعم منتجي القات بعد حظره أوروبيا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».