السودان: حاضرة دارفور تستعد للاحتفال بنهاية أجل السلطة الإقليمية

بحضور أمير قطر إلى جانب البشير ورئيسي تشاد وأفريقيا الوسطى

السودان: حاضرة دارفور تستعد للاحتفال بنهاية أجل السلطة الإقليمية
TT

السودان: حاضرة دارفور تستعد للاحتفال بنهاية أجل السلطة الإقليمية

السودان: حاضرة دارفور تستعد للاحتفال بنهاية أجل السلطة الإقليمية

استعدت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، للاحتفال بنهاية أجل السلطة الإقليمية التي أنشأتها وثيقة الدوحة لسلام دارفور التي وقعت في عام 2011، بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، ورئيسي تشاد إدريس ديبي، وأفريقيا الوسطى فوستين - أركانج تواديرا، إلى جانب الرئيس السوداني عمر البشير، ويتوقع أن يشارك الأمير القطري السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وقال والي شمال دارفور عبد الواحد يوسف في تصريحات صحافية إن الترتيبات اكتملت لاستقبال أمير قطر والرؤساء في مدينة الفاشر كبرى مدن دارفور، وقد وصل وفد مقدمة كبير من الحكومة القطرية قبل يومين، وسيتم تكريم أمير قطر والرئيس التشادي لدورهما في عملية الوساطة وتوقيع الاتفاقية.
وكانت الدوحة قد استضافت مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية وحركات التمرد التي تقاتل في دارفور، توجت بتوقيع اتفاق سلام بين الخرطوم وحركة التحرير والعدالة بقيادة الدكتور تجاني سيسي في يوليو (تموز) 2014، فيما رفضتها حركة العدل والمساواة، وحركتا تحرير السودان قيادة مني أركو مناوي وعبد الواحد محمد أحمد نور.
ويتوسط رئيس الآلية الأفريقية الرفيعة ثابو مبيكي منذ أكثر من عام بين فصائل التمرد الرئيسية في الإقليم في مفاوضات مع الحكومة السودانية، ولم تكلل العملية باتفاق لوقف الأعمال العدائية، وكانت آخر جولة في أغسطس (آب) الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقال والي شمال دارفور إن الرئيس السوداني عمر البشير سيعقد قمة مع أمير قطر وأخرى مع رئيسي تشاد وأفريقيا الوسطى لمناقشة عدد من القضايا المشتركة والتعاون بين هذه البلدان مع السودان، وسيوجه البشير خطابًا بهذه المناسبة من الفاشر صباح اليوم، مشيرًا إلى أن انتهاء أجل السلطة الانتقالية التي أنشأتها وثيقة سلام الدوحة لا يعني انتهاء الوثيقة وفق آليات لإنفاذ ما تبقى من الوثيقة بحضور كافة الأطراف، مؤكدًا أن الحرب التي استمرت لأكثر من 12 عامًا أحدثت شرخًا كبيرًا في النسيج الاجتماعي وهز الثقة بين مكونات الإقليم. وقال إن هناك خطة لجمع السلاح حتى تتعافى دارفور.
وما زالت قوات البعثة الأممية والأفريقية المشتركة في دارفور (يوناميد) منتشرة في الإقليم رغم مطالبة الخرطوم بإنهاء وجودها في أجل محدد. وذكر الوالي إن وجود قوات دولية في بلاده أمر مستفز، لكنه استدرك قائلا: «وجود يوناميد أمر يلي وزارة الخارجية». وكانت اللجنة العليا لسلام دارفور برئاسة عمر البشير قد حلت في يونيو (حزيران) الماضي السلطة الإقليمية، ومكتب متابعة الاتفاقية التابع للقصر الرئاسي، وتم إنشاء إدارة عامة برئاسة الجمهورية للإشراف على المفوضيات الخمس التي كانت تتبع في السابق للسلطة التي تم حلها. ويتوقع أن يصدر البشير قرارًا بانتهاء أجل السلطة وفق مرسوم رئاسي خلال الاحتفال اليوم.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.