بدء محاكمة «سفين لاو» أشهر داعية متشدد في ألمانيا اليوم

«أبو آدم» متهم بدعم منظمة إرهابية أجنبية

الداعية المتشدد سفين لاو (أبو آدم) يحرض في خطبه على الكراهية قبل اعتقاله («الشرق الأوسط»)
الداعية المتشدد سفين لاو (أبو آدم) يحرض في خطبه على الكراهية قبل اعتقاله («الشرق الأوسط»)
TT

بدء محاكمة «سفين لاو» أشهر داعية متشدد في ألمانيا اليوم

الداعية المتشدد سفين لاو (أبو آدم) يحرض في خطبه على الكراهية قبل اعتقاله («الشرق الأوسط»)
الداعية المتشدد سفين لاو (أبو آدم) يحرض في خطبه على الكراهية قبل اعتقاله («الشرق الأوسط»)

أسس الداعية المتشدد سفين لاو (35 سنة) منظمة «متطرفة» سنة 2010 في أعقاب حظر منظمته الأولى من قبل وزارة العدل بتهمة التحريض على الكراهية، لكن اعتقاله تم بعد تأسيسه «شرطة الشريعة»، التي وصفها رالف ييغر، وزير داخلية الراين الشمالي فيستفاليا، بأنها «حرب على الديمقراطية».
وتبدأ اليوم الثلاثاء في محكمة دوسلدورف، عاصمة ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، محاكمة سفين لاو بتهمة دعم منظمة إرهابية أجنبية والتحريض على الكراهية. وتجري وقائع المحاكمة في محكمة دوسلدورف، المعروفة بأنها أكثر قاعة مؤمنة أمنيًا في ألمانيا، وسبق أن حوكم فيها كثير من المتهمين بالإرهاب. وأعلنت المحكمة شمول الصحافيين أيضًا بإجراءات التفتيش وحظر الحقائب والكومبيوترات والهواتف الجوالة والكاميرات. وفضلاً عن الحراسة التي ستوفرها القوات الخاصة للمبنى الخرساني المسلح، ستقف طائرة هيلكوبتر على المبنى تحسبًا لأي خرق.
وألقت الشرطة الألمانية القبض على المتشدد سفين لاو (أبو آدم) في أبريل (نيسان) 2015 بتهمة «التحضير لارتكاب جنايات خطيرة». وقالت النيابة العامة آنذاك إنه تم اعتقال لاو في منشنغلادباخ، وكان متنكرًا بهدف التخلص من رقابة الأمن، بتهمة جمع التبرعات للمتشددين، والعمل على تجنيد مقاتلين للقتال في سوريا.
وسفين لاو من المتشددين المعروفين على مستوى ألمانيا، ولد لأسرة كاثوليكية متزمتة، وله تاريخ حافل في مراهقته بتعاطي المخدرات. اعتنق الإسلام وهو في سن 15 سنة، بينما كان يقضي دورة تدريب مهنية بغية إعداده ميكانيكيا، واختار اسم «أبو آدم» له في نشاطه الإسلامي. وعمل قبل ذلك رجل إطفاء متطوعًا.
وتخضع دائرة حماية الدستور الاتحادية (مديرية الأمن العامة) سفين لاو لرقابة شديدة منذ سنوات، إلا أنها فشلت في توفير أدلة كافية تبرر اعتقاله ومحاكمته. وتذهب صحيفتا «إكسبريس» و«راينشه بوست» إلى أن اعترافات بعض أتباعه وفرت الآن ما يكفي من أدلة على دعمه تنظيم داعش. وذكرت دائرة حماية الدستور أن لاو سافر إلى سوريا للالتحاق بتنظيم داعش في العام الماضي، إلا أنه عاد بالاتفاق مع التنظيم، برغبة في تنظيم حملة التبرعات وتجنيد المتطوعين للتنظيم في ألمانيا.
وكانت «شرطة الشريعة» القشة التي قصمت ظهر سفين لاو في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي؛ إذ شكل لاو و8 من أتباعه فرقة لبست ملابس برتقالية تشبه ملابس دوريات دائرة حفظ النظام، كتب عليها «شرطة الشريعة» في مدينة فوبرتال، ونصحت الناس بنبذ الكحول والقمار والمراقص والحانات. كما وعظت المجموعة الناس في حي فوبرتال - ألبرفيلد بضرورة اتباع «شريعة الله» لأنها البديل الأفضل. وعمم لاو على الإنترنت صورة «شرطة الشريعة»، وكان كل أفراد المجموعة يديرون ظهورهم إلى الكاميرا عداه. وصدر حينها عن دائرة المستشارة أنجيلا ميركل تصريح يدعو إلى معاقبة مجموعة «شرطة الشريعة» بشدة.
قبلها كان لاو يستفز السلطات بكثير من الصور الممنتجة التي تصوره على دبابة في حلب، أو يحمل الكلاشنيكوف، ويقول إن «القتال» محمود.. إلخ، لكن السلطات سجلت له مكالمات ورسائل إلكترونية جاء في إحداها: «هنا أو هناك، ستنفجر قنبلة»، إلا أنه برر ذلك في مقابلة مع مجلة «فوكوس» بالقول إنه كان «يمزح» فقط.
وتقول النيابة العامة إنها تمتلك صورًا تمثل سفين لاو في سوريا، عكس ما كان يدعيه عن عدم وصوله إلى سوريا. وأضافت أنها تحتفظ بتسجيلات لمكالمات هاتفية ومقابلات صحافية تشي بعلاقته بجمع التبرعات للمنظمات الإرهابية. كما تحتفظ بمعلومات عن فصيل من المقاتلين من أتباعه انضم في سوريا إلى «داعش»، كما أنه اشترى للتنظيم مجموعة سيارات استخدمت إحداها في تنفيذ عملية انتحارية في سوريا.
زار لاو مصر قبل ثلاث سنوات بنية الانتقال من هناك، بحسب رأي «دائرة حماية الدستور»، إلى سوريا للقتال إلى جانب المتشددين، وتتهمه النيابة العامة بتسفيره اثنين من المراهقين الألمان للقتال إلى جانب «داعش» في سوريا والعراق، وبشراء معدات للرؤية في الظلام بمبلغ 1440 يورو لصالح التنظيم الإرهابي.
والمعتقد، بحسب التقارير، أن النيابة العامة الألمانية تعتمد اعترافات أحد اتباع سفين لاو ضده. ويجري الحديث عن إسماعيل عيسى الذي قاتل إلى جانب «داعش» في سوريا، واعتقلته السلطات الألمانية في نهاية 2014 بعد عودته إلى ألمانيا. ويفترض أن يكون اللبناني مصدر المعلومات عن علاقات سرية للاو مع عشرات المقاتلين الألمان في صفوف «داعش» و«النصرة». واعترف عيسى أيضًا أن لاو هو من جنده للالتحاق بتنظيم «متشدد» يقاتل إلى جانب «داعش»، وأن لاو نفسه نظم عمليات تهريب المقاتلين الألمان من تركيا إلى سوريا بالتعاون مع مهرب اسمه «أبو عزيز». وأشار عيسى أيضًا إلى قضية شراء السيارات من قبل لاو لصالح التنظيم الإرهابي، خصوصًا سيارة نقل نفايات استخدمت في تنفيذ عملية انتحارية في سوريا.
من ناحيته، قال موتلو غونال، أحد محامي الدفاع عن سفين لاو، لوكالة الأنباء الألمانية إن الأدلة ضد موكله ستنهار مثل «بيت من ورق». وأضاف أن النيابة العامة ستعتذر عن التهم التي وجهتها إليه، وستضطر لتعويضه ماليًا عن الأضرار التي لحقت به طيلة فترة اعتقاله.
على صعيد ذي صلة، بدأت أمس محاكمة الألماني سامي.و. بتهمة الانتماء لتنظيم داعش، أمام محكمة مدينة شتوتغارت الألمانية. ويواجه الألماني (20 عامًا) تهمة السفر إلى سوريا مطلع عام 2015 والانضمام إلى الإرهابيين هناك. وبحسب صحيفة الدعوى، فقد تدرب المتهم على استخدام السلاح، وأُوكلت له وحدة قتالية.
وغادر المتهم سوريا، بحسب ادعائه، بسبب قلقه على الحالة الصحية لوالدته وبضغط من أبيه، وتمكن من الفرار إلى تركيا، حيث تم القبض عليه في مطار شتوتغارت عقب ترحيله. وأخلت سلطات التحقيق حاليًا سبيل المتهم الذي يحاكم بتهمة الانضمام لتنظيم إرهابي. وتم وقف المحاكمة قبل تلاوة صحيفة الدعوى بعد تقدم الدفاع بطلب لجعل جلسات المحاكمة مغلقة. وذكر شتيفان هايدنغر، من النيابة العامة في شتوتغارت، أن الشاب بدأ علاقته بالمتشددين في ألمانيا منذ سنة 2013، وأنه تدرب في سوريا طوال 20 يومًا على استخدام مختلف أنواع الأسلحة والمتفجرات. ويعاني الشاب من اضطرابات نفسية جعلت القاضي يتردد كثيرًا في حسم ما إذا كان وضعه العقلي يؤهله لإجراء المحاكمة. وحددت المحكمة 27 جلسة للنظر في القضية حتى 23 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.