وزير الإدارة المحلية: مؤتمر دولي حول اليمن للمنظمات غير الحكومية في شرم الشيخ المصرية

يشارك فيه المانحون وصناديق خيرية ورجال أعمال وسيخصص للجانب الإغاثي

نائب الرئيس السوداني حسن صالح مستقبلا رئيس الوزؤاء اليمني أحمد عبيد بن دغر في الخرطوم أمس (إ.ب.أ)
نائب الرئيس السوداني حسن صالح مستقبلا رئيس الوزؤاء اليمني أحمد عبيد بن دغر في الخرطوم أمس (إ.ب.أ)
TT

وزير الإدارة المحلية: مؤتمر دولي حول اليمن للمنظمات غير الحكومية في شرم الشيخ المصرية

نائب الرئيس السوداني حسن صالح مستقبلا رئيس الوزؤاء اليمني أحمد عبيد بن دغر في الخرطوم أمس (إ.ب.أ)
نائب الرئيس السوداني حسن صالح مستقبلا رئيس الوزؤاء اليمني أحمد عبيد بن دغر في الخرطوم أمس (إ.ب.أ)

قال وزير الإدارة المحلية اليمني، رئيس اللجنة العليا للإغاثة الإنسانية، عبد الرقيب فتح الأسودي، إن مؤتمرا دوليا سيعقد في مدينة شرم الشيخ بمصر مطلع مارس (آذار) المقبل، وتشارك فيه منظمات المجتمع المدني اليمنية والعربية والدولية غير الحكومية، وبمشاركة المانحين من صناديق خيرية لهيئات شعبية، وكذا مساهمة رجال أعمال في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي واليمن سيكون لذلك الأثر الإيجابي على المؤتمر الدولي.
وأوضح الوزير فتح لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف من عقد المؤتمر هو استقطاب المشاريع الجادة من المنظمات الوطنية والدولية المهتمة بالعمل الإغاثي الإنساني في اليمن، مشيرا إلى أن المهمة الأساسية للحكومة اليمنية تتمثل بحشد الموارد لدعم الإغاثة ومرحلة إعادة التعافي للبنى التحتية والإسهام في إيجاد شراكة فاعلة مع منظمات المجتمع المدني والجهات الإغاثية المختلفة، ودعم إيجاد تنمية محلية متوازنة على مستوى المحافظات المختلفة.
ولفت الوزير فتح إلى أن المؤتمر ما زال في مرحلة الإعداد والتخطيط له، وفيما يتعلق بنشاط لجنة الإغاثة في الوقت الحاضر، قال الوزير فتح إن لجنته ستنفذ عدة أنشطة إنسانية إغاثية في محافظة أبين جنوب البلاد، خلال الفترة المتبقية من العام الحالي 2016م. وأوضح أن هذه الأنشطة تتضمن تأهيل مرافق كليات تعليمية وصيانة وترميم مدارس، إلى جانب توفير الحقيبة المدرسية للطلاب وترميم وصيانة معاهد التعليم المهني، وإعادة تأهيل قسم الطوارئ في مستشفى بالرازي بمدينة جعار شرق مركز المحافظة زنجبار.
وأضاف أنه سيتم توزيع علاجات لمرضى السل ولمرضى الفشل الكلوي، إلى جانب القيام بحملات رش للبعوض الناقل لحمى الضنك والملاريا وتوزيع أدوية للأمراض المزمنة، مثل أمراض السكري والسرطان، وكذا وتوزيع مستلزمات إيواء لـ500 أسرة وترميم عدد من المنازل وحفر آبار ارتوازية، علاوة على مساهمة الحملة الإغاثية بتوفير مضخات ومولدات كهربائية لتلك الآبار المستهدفة. وأكد الوزير فتح أن هذه الأعمال الإغاثية لن تقتصر على محافظة أبين إذ ستشمل عددا من المحافظات اليمنية.
وكان رئيس الحكومة اليمنية، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، التقى أول من أمس، برئيس مجلس إدارة مركز سفراء العطاء محمد بكر الجهني، الذي قدم عرضا موجزا عن إمكانية عقد مؤتمر دولي للمنظمات غير حكومية للإغاثة الإنسانية والتعافي الاقتصادي باليمن المزمع عقده في الفترة المقبلة. وأشاد بن دغر بالأدوار الكبيرة التي يقدمها مركز سفراء العطاء، كونه يعتبر أحد أبرز المراكز الإنسانية المتخصصة في الدعم اللوجيستي وإدارة المشاريع والبرامج الإغاثية في حالات الكوارث. وثمن حجم المشاريع والبرامج الإنسانية التي نفذها المركز، خاصة فيما يتعلق وتوفير جميع متطلبات الإغاثة والإيواء وغيرها، مشيدا بمساعدة المركز للشعب اليمني لتجاوز ما يعانيه من كارثة إنسانية وإسهامه في تحقيق التعافي الاقتصادي. وقدم الجهني في اللقاء شرحا موجزا عن أهداف المؤتمر الدولي للمنظمات غير الحكومية للإغاثة الإنسانية والتعافي الاقتصادي باليمن، المزمع عقده في النصف الثاني من مارس 2017 في مدينة شرم الشيخ المصرية. وكلف رئيس الحكومة وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة الدكتور عبد الرقيب فتح سيف، لرئاسة لجان التنسيق وتنفيذ كل ما يلزم لنجاح المؤتمر.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».