أين تذهب أموال الدوري الممتاز الإنجليزي وسط الثراء غير المسبوق!

إغداق في سوق الانتقالات عاد بالفائدة على دوري الدرجة الأولى.. والأندية الصغرى تشعر بالقلق

الأموال تتدفق على كرة القدم الإنجليزية  -  بوغبا أغلى صفقة في سوق الانتقالات الصيفية (أ.ف.ب)
الأموال تتدفق على كرة القدم الإنجليزية - بوغبا أغلى صفقة في سوق الانتقالات الصيفية (أ.ف.ب)
TT

أين تذهب أموال الدوري الممتاز الإنجليزي وسط الثراء غير المسبوق!

الأموال تتدفق على كرة القدم الإنجليزية  -  بوغبا أغلى صفقة في سوق الانتقالات الصيفية (أ.ف.ب)
الأموال تتدفق على كرة القدم الإنجليزية - بوغبا أغلى صفقة في سوق الانتقالات الصيفية (أ.ف.ب)

قد يكون هذا من العواقب غير المقصودة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت)، لكن الحقيقة أن نافذة الانتقالات الصيفية هذا الموسم لم تشهد أكبر كم من الأموال يتم إنفاقه من جانب أندية الدوري الإنجليزي الممتاز فحسب، بل إنفاق المزيد من الأموال داخل البلاد بصورة غير مسبوقة في الكرة الإنجليزية.
والسؤال الذي سيطرحه كثير من المشجعين الآن هو: أين ستذهب هذه الأموال بعد ذلك؟ وفقا لبحث أجرته شركة ديلويت الاستشارية، أنفقت أندية الدوري الممتاز الإنجليزية مليارا و165 مليون جنية إسترليني، خلال نافذة الانتقالات الصيفية التي أغلقت مساء الأربعاء، وتراوحت أسعار اللاعبين ما بين الـ89 مليون جنيه إسترليني التي دفعها مانشستر يونايتد لتأمين خدمات الفرنسي الدولي بول بوغبا، إلى المليون جنيه التي دفعها سندرلاند للحصول على دونالد لوف. نحو 445 مليون جنيه إسترليني من إجمالي الأموال صرفت في سوق الانتقالات كانت على لاعبين من أندية إنجليزية، مما يمثل زيادة بواقع 50 في المائة مقارنة بالموسم الماضي. وفضلا عن هذا، فإن الإنفاق على ضم لاعبين من دوريات البطولة الإنجليزية (الدرجات الأدنى من الدوري الممتاز) تضاعف، ليضرب رقما قياسيا، بـ140 مليون جنيه إسترليني.
وليس من الصعب معرفة أسباب هذه الزيادة في الإنفاق، باعتبار صفقة البث التلفزيوني التي تم التوصل إليها، والتي تقدر بـ5 مليارات جنيه إسترليني، العامل الرئيسي وراء هذه الزيادة. وقال دان جونز، الشريك في مجموعة ديلويت الرياضية: «كما كان الحال على مدار عدد من السنوات حتى الآن، تعتبر الزيادة في عائدات البث التلفزيوني المحرك الأساسي لهذه القوة في الإنفاق. لقد سمحت الزيادة في قيمة هذه الصفقات، وتوزيع العائدات بالتساوي من جانب مجموعة الدوري الممتاز، سمحت من جديد لأندية هذه الفئة بالاستثمار بقوة في سوق الانتقالات هذا الصيف».
وبالنسبة إلى أولئك المعنيين بصحة اللعبة المحلية، فإن السؤال الأساسي هو: ماذا سيحدث لأي من الثروات المالية الجديدة؟ وفقا لمجموعة ديلويت، فإن الإجابة ببساطة هي: مزيد من اللاعبين. يقول جونز: «لم يسبق أن كانت عضوية الدوري الممتاز شيئا مربحا مثلما هي الآن، حيث سينال آخر فريق بالبطولة نحو 100 مليون إسترليني. وعلى هذا النحو، فقد شهدنا لهذا آثارا سريعة، فيما يتعلق بالإنفاق في بطولة الدرجة الأولى والثانية».
ويواصل جونز: «كان هذا الصيف على موعد مع رقم قياسي، بوصول إجمالي الإنفاق لأندية الدرجة الأولى إلى 215 مليون جنيه إسترليني، وهو يزيد على ضعف الرقم القياسي السابق، وكان هذا الرقم مدفوعا باستثمار الأندية التي هبطت أخيرا، والتي تبحث عن العودة الفورية إلى الممتاز، وكذلك الاستثمار من جانب الأندية الطموحة في هذا القسم التي تسعى لدخول أغنى دوري لكرة القدم في العالم».
وتعد هذه أرقاما غير مسبوقة في هرم كرة القدم الإنجليزية، رغم أن كثيرا من الإنفاق في دوري الدرجة الأولى يتركز في فرق القمة. وقد أنفقت الأندية الثلاثة التي هبطت من الدوري الممتاز في مايو (أيار) الماضي (استون فيلا، ونيوكاسل، وونوريتش) وحدها مجتمعة ما يقارب 117 مليون جنيه إسترليني على شراء لاعبين جدد، وهو ما يزيد على نصف الرقم الإجمالي الذي أنفقته كل أندية الدرجة الثانية. وإضافة إلى هذا، ساهم بيع 4 لاعبين من نيوكاسل (جورجينيو فينالدوم، وموسى سيسوكو، وأندروس تاوسند، وداريل يانمات) بشكل كبير في ارتفاع أسعار الانتقالات التي حصلت عليها أندية البطولة الإنجليزية من نظيرتها في الدوري الممتاز.
وقال ليام تومبسون، المتحدث باسم مجموعة «اتحاد مشجعي كرة القدم»: «تدفع مبالغ مالية هائلة على اللعبة، ونريد أن نرى توزيعا أكثر تساويا لهذه الأموال عبر هرم كرة القدم، لتصل إلى مستوى القاعدة».
وأضاف: «لقد أظهرت الجهود المتضافرة من المشجعين على مدار السنوات القليلة الماضية أن بإمكان الأندية أن تفعل المزيد بالأموال التي تدخل إلى اللعبة. على سبيل المثال، استمر ستوك سيتي في الإبقاء على أسعار التذاكر المتدنية، إضافة إلى تقديم تذاكر مجانية لحضور المباريات التي يلعبها الفريق خارج أرضه. كذلك قام عدد آخر من أندية الممتاز وبطولة الدرجة الأولى الإنجليزية بتجميد الأسعار أو تخفيضها. ويساعد هذا في أن تظل المتابعة الحية لكرة القدم في متناول المشجعين. ويعد سقف الـ30 جنيها المحدد لتذاكر المباريات الخارجية انتصارا كبيرا لمشجعي كرة القدم، لكننا نحث مشجعي كرة القدم على أن يظلوا متيقظين، وأن يواصلوا سؤال أنديتهم عما يقومون به من أجل مشجعيهم».
ولا تنطبق قاعدة الـ30 جنيها على أندية الدرجة الأولى، ويجد مشجعو الفرق التي هبطت لهذا القسم أنهم من الممكن أن يدفعوا المزيد من الأموال لحضور المباريات التي تقام خارج الأرض في القسم الثاني، بمستوى يفوق ما كانوا يدفعونه في الدوري الممتاز. ويشير جون ويليامز، وهو أستاذ أكاديمي في جامعة ليستر متخصص في التأثير الاجتماعي لكرة القدم على المستوى الوطني، إلى أن الأندية يمكن أن تركز على هذه المسألة لتكتسب مزيدا من الجماهيرية.
ويقول: «يكمن الخوف، بالنسبة لأندية الدرجة الأولى تحديدا، في أنها ستنفق الأموال التي تحصل عليها أيا ما كانت في محاولة للعودة للدرجة الممتازة، وهذا هو الخطر. المكاسب المالية كبيرة جدا، وستنفق الأندية هذه الأموال على اللاعبين والأجور وأي شيء آخر يعتقدون بأنه ضروري لتحقيق هذه العوائد. لكن هناك عددا من الأماكن القليلة الأخرى التي يمكن أن توجه إليها الأموال. أولا، يمكن للأندية أن تنفق على كرة القدم النسائية. وسيحفز هذا الدعم المحلي أولا، لكنه سيظهر أيضًا أن الأندية تعمل من أجل الصالح العام، وتمثيل كل الشرائح. كما سيكون هذا استثمارا جيدا مع نمو اللعبة، وكونها لم تعد حكرا على الأندية الكبرى».
وتابع: «سيكون العمل الجاد الذي يستهدف المشجعين صغار السن شيئا ذا معنى. ونحن نعرف أن المشجعين صغار السن يميلون للارتباط بالأندية الأكبر، وارتداء شعاراتهم على المستوى المحلي. وأي شيء يمكن للنادي الصغير عمله لتخفيض منتجاته هو أمر جيد.. خفضوا أسعار التذاكر، خفضوها، انظروا إلى أي مدى يمكنكم تخفيضها، وافعلوا ذلك».
ويمكن عمل شيء أخير، بحسب ما يقول ويليامز، وهو شيء تبناه ليستر بطل الدوري الممتاز. ويوضح: «ربما عليكم عمل ما يبدو أنه حقق شعبية مدهشة هنا في ليستر. يختار مالكو النادي مباراتين ويمنحون أي مشجع يحضر المباراة كعكة ومشروبا خفيفا. عندما أجرى تلامذتي مقابلات مع المشجعين منذ بدء هذه التجربة، لم يكن المشجعون يرون ذلك بالعمل الكبير، لكنهم رأوا فيه تعبيرا عن اهتمام المالكين. لماذا لا تختارون مباراتين من المباريات، وتظهروا أنكم مهتمون، وتقدموا للمشجعين شيئا يحبونه أيضا؟ لم لا تنشرون الحب؟».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».