سويسرا تفتح تحقيق فساد في عرض ألمانيا لاستضافة كأس العالم

ملاحقة بيكنباور وثلاثة آخرين قضائيا بتهم احتيال وسوء إدارة من الناحية الجنائية وغسل أموال واختلاس

فرانتس بيكنباور (أ.ب)
فرانتس بيكنباور (أ.ب)
TT

سويسرا تفتح تحقيق فساد في عرض ألمانيا لاستضافة كأس العالم

فرانتس بيكنباور (أ.ب)
فرانتس بيكنباور (أ.ب)

قال مسؤولون أمس إن ممثلي الادعاء السويسريين يحققون مع أسطورة كرة القدم الألمانية فرانز بيكنباور وثلاثة مسؤولين ألمان بارزين فيما يتعلق بمنح استضافة كأس العالم 2006 لألمانيا. وأعلن الادعاء السويسري في بيرن أن الإجراءات تتعلق بمزاعم احتيال وسوء إدارة من الناحية الجنائية وغسل أموال واختلاس. وأضاف الادعاء السويسري أنه يعمل مع نظيريه في ألمانيا والنمسا وأنه تم إجراء عمليات تفتيش متزامن في ثمانية مواقع أمس.
وخضع أربعة أعضاء من اللجنة المنظمة لكأس العالم 2006 للتحقيق وهم بيكنباور - الذي قاد ألمانيا الغربية للفوز بكأس العالم كلاعب ومدرب - والرئيسان السابقان للاتحاد الألماني للعبة تيو تسفانتسيغر وفولفغانغ نيرسباخ والأمين العام السابق هورست شميدت. واعترف بيكنباور - الذي لم يتسن الحصول على تعليقه أمس - في وقت سابق بارتكاب أخطاء لكنه نفى بشدة ارتكاب أي مخالفات. ويعتبر بيكنباور على نطاق واسع من أفضل لاعبي كرة القدم عبر التاريخ إذ كان قائدا لألمانيا الغربية الفائزة بلقب كأس العالم 1974 ومدربا للمنتخب المتوج باللقب في 1990. وكان بيكنباور (70 عاما) عضوا سابقا باللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للعبة (الفيفا).
وقال الادعاء السويسري إن تحقيقاته انصبت على تمويل مشترك لحفل كان في البداية قيمته سبعة ملايين يورو (7.80 مليون دولار) وتقلصت فيما بعد إلى 6.7 مليون يورو. وتابع الادعاء السويسري في بيان «هناك شكوك في أن المشتبه بهم يعرفون أن هذا المبلغ لم يستخدم في تمويل تنظيم الحفل لكن بدلا من ذلك تم سداد دين لم يتكبده الاتحاد الألماني للعبة». وقال البيان إن المشتبه بهم ربما «ضللوا عمدا» باقي أعضاء اللجنة المنظمة «بما في ذلك باقي أعضاء اللجنة للتصرف بطريقة تسببت في خسارة مالية للاتحاد». وكان المسؤولون الأربعة ضمن ستة أشخاص خضعوا للتحقيق بواسطة لجنة القيم بالفيفا في مارس (آذار) الماضي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».