سيناموانغ.. يسعى لتعويض فشل تايلند آسيويًا ببلوغ المونديال

المنتخب الأزرق خسر آخر مبارياته الودية أمام قطر بثلاثية

سيناموانغ أمامه مسؤولية كبيرة في تصفيات الدور الحاسم («الشرق الأوسط»)
سيناموانغ أمامه مسؤولية كبيرة في تصفيات الدور الحاسم («الشرق الأوسط»)
TT

سيناموانغ.. يسعى لتعويض فشل تايلند آسيويًا ببلوغ المونديال

سيناموانغ أمامه مسؤولية كبيرة في تصفيات الدور الحاسم («الشرق الأوسط»)
سيناموانغ أمامه مسؤولية كبيرة في تصفيات الدور الحاسم («الشرق الأوسط»)

في جنوب شرقي القارة الأكبر في العالم آسيا، تقع في شبه الجزيرة الهندية الصينية مملكة تايلند، المملكة التي تأمل التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، وذلك بعد صعودها للتصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات العالم المقررة في روسيا 2018.
المنتخب الأزرق الطموح منح أكثر لاعب خاض مباريات في تاريخ المنتخب مقاليد الإدارة الفنية، كياتيسوك سيناموانغ المولود في الحادي عشر من أغسطس (آب) من عام 1973 في مدينة ودون تاني، الواقعة شمال شرقي البلاد، وتضم قرابة 315 ألف نسمة على أرضها.
لم يكن يعلم وهو يدور بين شوارع بلدته أنه سيكون اللاعب التاريخي لبلاده، ومدربًا للمنتخب بعد ذلك، وقائد حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم.
سيناموانغ بدأ حياته الكروية في مطلع التسعينات الميلادية عاشقًا للشباك مع أندية تايلندية طموحة مثل: نادي كرنك تاي، ونادي رجيوف، ونادي الشرطة في منتصف التسعينات الميلادية، مرورًا بتجربة ماليزية مع نادي بيرلس الذي ينافس في دوري أندية الممتاز بماليزيا.
ولم يعلم المهاجم التايلندي أنه سينتقل إلى نادي هدرسفيلد تاون أحد أبطال الدوري الإنجليزي في مطلع القرن العشرين، وعاد مرة أخرى بعد التجربة الإنجليزية لنادي رجيوف التايلندي، الذي انتقل بعده لسنغافورة وتحديدًا لنادي واريورز الذي كان يسمى نادي الجيش السنغافوري، ليختتم مسيرته في 2006 مع نادي هوانغ الفينتامي، مسجلاً 352 هدفًا خلال 362 مباراة في مسيرته الممتدة 15 عامًا في الملاعب الخضراء.
عشقه للشباك ساهم في ضمه للمنتخب منذ 1992 حتى 2007، حيث قرر الاعتزال بعد خروج المنتخب التايلندي من دور المجموعات من نهائيات الأمم الآسيوية 2007، وكانت تايلند إحدى الدول المستضيفة للبطولة، ليعود بعد 6 سنوات، ويتولى القيادة الفنية للمنتخب الأزرق.
في يونيو (حزيران) من عام 2013 عُين مدربًا للمنتخب، وساهم منذ ذلك التاريخ برفع تصنيف بلاده من المركز 165 الذي كان إبان تدريبه للمنتخب إلى المركز 120، وفقًا لتصنيف الفيفا الصادر في الحادي عشر من أغسطس (آب) الماضي.
المدرب البالغ (43 عامًا) قد رسب في اختباره الأول، حين فشل بالتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية 2015 في أستراليا، رغم ذلك ابتلع الفشل سريعًا، ليقود المنتخب التايلندي بعد ذلك لتحقيق بطولة آسيان لكرة القدم 2014، أو كما تسمى «بطولة سوزوكي 2014»، وحققت تايلند اللقب بفوزها على ماليزيا في النهائي المكون من مباراتين بمجموع 4 - 3، ليبدأ رحلة النجاح والكفاح نحو التأهل إلى البطولة الأهم وهي نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
سيناموانغ راهن خلال التصفيات الأولية لنهائيات كأس العالم على صفوة لاعبي الدوري التايلندي، حيث كان تركيزه الأكبر على لاعبي وصيف الدوري نادي موانغ تونغ يونايتد الذي ضم 9 من أبرز لاعبيه، فيما ضم من نادي تشونبوري صاحب المركز الرابع أربعة لاعبين، واستدعى من صفوف بطل الدوري نادي بوريرام يونايتد لاعبين، والرقم ذاته استدعاه من أندية سوفانبوري وشنقراي يونايتد، فيما ضم لاعبًا وحيدًا من أندية بورت وبانكوك كلاس وبانكوك يونايتد وأبون يونايتد، فاستعان بحارس وصيف الدوري التايلندي العام الماضي، كاوين تامساتشانان حارس نادي موانغ تونغ يونايتد البالغ (26 عام).
ويبرز في خط الدفاع الظهير ثيراثون بونماثان قائد المنتخب التايلندي، واللاعب الذي يطلق عليه لقب «كريستانو رونالدو تايلند»؛ نظرًا لقيامه باحتفالية كريستانو رونالدو عند تسجيله الأهداف، وليس هذا السبب فحسب، فالظهير الأيسر يمتلك قدمًا يسرى قوية تعتبر إحدى أقوى الأسلحة للمنتخب الأزرق، وسبق للاعب تسجيل هدف تصدر البرامج الرياضية، وكان من أبرز الأهداف ضمن دوري أبطال آسيا 2015، حين سجل هدفًا لفريقه بوريرام يونايتد على جامبا أوساكا الياباني من ضربة ركنية أرسلها للمرمى مباشرة لتسكن الشباك، ويعد معدل أعمار خط الدفاع في المنتخب التايلندي (25 عامًا)، حيث يضم خط الدفاع الكثير من اللاعبين الواعدين مثل تانبون كاسرت مدافع موانغ تونغ يونايتد، حيث يعد ركيزة أساسية في خط الدفاع ويبلغ من العمر (23 عامًا) فقط.
وفي خط المنتصف يوجد الجناحان الطائران مونجكول توساكاي وكريركريت ثاويكارن لاعبا ناديي تشونبوري وآرمي يونايتد، حيث ساهما في صناعة الكثير من الأهداف للمنتخب الأزرق بتحركاتهم المستمرة على الأطراف، ويعدان من أبرز أسلحة المدرب سيناموانغ، فيما يوجد في الوسط الهجومي جوهرة المنتخب أو «ميسي تايلند»، كما تحب أن تطلق عليه وسائل الإعلام هناك مع الجماهير العاشقة لمنتخبها، فاللاعب الشاب ذو الـ22 عامًا أطلق عليه لقب ميسي؛ لما يملكه من مهارات فردية تشابه الساحر الأرجنتيني، وكان أحد أهم الحلول للمنتخب التايلندي خلال رحلته للتصفيات المؤهلة تشانثيب سونكجراسين هو صانع ألعاب المنتخب التايلندي الأول.
وفي خط المقدمة يوجد هداف المنتخب تيراسيل دانغدا لاعب موانغ تونغ يونايتد الذي سجل خلال مشاركته مع المنتخب 34 هدفًا، والذي سجل أهداف الفوز في مباراتي تايوان خلال التصفيات الأولية لنهائيات كأس العالم 2018، واستدعى المدرب اللاعب الشاب سيروني تشكاشاك لاعب أبون يونايتد الصاعد حديثًا للدوري التايلندي، حيث أشركه في اللقاء الودي مع المنتخب القطري الأسبوع الماضي، وتطرق إليه خلال تصريحه بعد المباراة حيث أكد ظهور اللاعب بشكل جيد خلال المباراة، وأظهر قدراته خلالها.
وكان المنتخب التايلندي قد تأهل للتصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا بعد تصدره المجموعة السادسة بـ14 نقطة، وضمت المجموعة العراق وفيتنام وتايوان وإندونيسيا، وانتصر المنتخب الأزرق في أربع مباريات، بينما تعادل في مباراتين، ولم يذق طعم الخسارة.
وفي ظل استعداداته للتصفيات المؤهلة قد لعب عدة مباريات، أولها كان في أواخر مارس (آذار) الماضي مع المنتخب الكوري الجنوبي، وانتهت المباراة بخسارة بهدف نظيف، وفي مطلع يونيو الماضي حقق المنتخب التايلندي لقب كأس ملك تايلند 2016 بعد فوزه على المنتخب الأردني في النهائي بهدفين مقابل لاشيء، وكان قد تأهل للنهائي بعد تغلبه على المنتخب السوري بضربات الترجيح 7 - 6، بعد تعادل الفريقين بهدفين لكل منهما في المباراة، وفي الأسبوع الماضي كان الاختبار الأخير بملاقاة المنتخب القطري، وانتهت المباراة بخسارة تايلند بثلاثية نظيفة.
ويأمل المدرب كياتيسوك سيناموانغ الذي شهد خروج منتخبه من التصفيات النهائية لنهائيات كأس العالم 2002، عندما كان لاعبًا أن يقود منتخبه لنهائيات كأس العالم 2018، وبداية المشوار يكون أمام المنتخب السعودي مساء اليوم الخميس.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».