يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره التركي رجب طيب إردوغان، الأحد المقبل، على هامش قمة مجموعة دول العشرين في الصين، فيما تقول مصادر تركية إن التباين في المواقف بين تركيا والولايات المتحدة بشأن الأكراد في شمال سوريا، إضافة إلى ما حققته عملية (درع الفرات) ضد تنظيم داعش، سيكونان محورا لهذا اللقاء.
ومن المنتظر أن يزور كارتر تركيا قريبا للقاء نظيره التركي للتباحث حول هذا الأمر وحول العمليات في شمال سوريا.
وقبيل الحديث عن الاتفاق غير الرسمي على الهدنة، أرسل الجيش التركي المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الحدود مع سوريا مع تأكيدات رسمية بأن عملية «درع الفرات» ستستمر حتى تضمن تركيا أمن حدودها وتطهرها من جميع «التنظيمات الإرهابية» وعلى رأسها «داعش» وأيضا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب الكردي، اللذين تصنفهما أنقرة تنظيمين إرهابيين وامتدادا لمنظمة حزب العمال الكردستاني.
وبحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية، أرسل الجيش التركي دبابات وعربات مصفحة إلى الحدود المتاخمة لمدينة جرابلس التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا.
وأضافت أن مختصين بتفكيك الألغام، يواصلون إبطال مفعول ألغام زرعها عناصر «داعش» في جرابلس قبل انسحابهم من المدينة في إطار عملية «درع الفرات».
وذكر الجيش التركي في بيان، أمس الثلاثاء، أن 108 قذائف استهدفت 21 موقعا تابعا للعناصر الإرهابية في منطقة جرابلس أطلقت منذ الساعة 16:30 أول من أمس.
وأضاف البيان أن المدفعية التركية حققت إصابات مباشرة في صفوف «الإرهابيين»، دون تحديد هويتهم، مشيرا إلى استمرار العمليات العسكرية في الشمال السوري، في إطار عملية «درع الفرات».
وأكد البيان الحرص الشديد للقوات المسلحة التركية على عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين في المنطقة.
وكان الجيش التركي أعلن، مساء الاثنين، أن قوات الجيش الحر التي تدعمها تركيا طردت «الإرهابيين» من عشر قرى إضافية في شمال سوريا.
وأضاف الجيش في بيان أن العمليات تتحول الآن إلى المنطقة الغربية من شمال سوريا، حيث قالت القوات المدعومة من تركيا في السابق إنها سيطرت على عدد من القرى. ولم يحدد البيان «الإرهابيين» الذين تم طردهم.
ومع تزايد الضغوط الغربية على أنقرة لعدم التمادي في عملياتها ضد أكراد شمال سوريا حتى لا يؤدي ذلك إلى تعقيد الموقف، جدد الكثير من المسؤولين الأتراك أن القوات المسلحة التركية ستواصل عملية «درع الفرات» حتى يتم التأكد من تأمين الحدود التركية ضد «جميع التنظيمات الإرهابية».
وقال وزير الدفاع التركي فكري إيشيك في مقابلة تلفزيونية إن عملية «درع الفرات» مستمرة لحين ضمان أمن الحدود التركية، وإن القوات المسلحة التركية عازمة على إزالة جميع العناصر الإرهابية في الحدود التركية السورية.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالين إن «تركيا لن تسمح بدويلة على حدودها تديرها منظمة حزب العمال الكردستاني، وستدافع عن وحدة الأراضي السورية ضد (المنظمة الإرهابية) وداعميها في الغرب»، على حد قوله.
وأضاف كالين في مقال نشرته، أمس، صحيفة «ديلي صباح» التركية الصادرة باللغة الإنجليزية أن عملية «درع الفرات» التي أطلقتها وحدات خاصة في الجيش التركي، الأربعاء الماضي، في مدينة جرابلس بمحافظة حلب شمالي سوريا، تهدف إلى تطهير الحدود التركية السورية من جميع «المنظمات الإرهابية»، وعلى رأسها «داعش»، ومنظمة حزب العمال الكردستاني وذراعها السوري حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحها المسلح وحدات حماية الشعب الكردية، بحسب ما كتب ف المقال.
ولفت كالين إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح وحدات حماية الشعب الكردية قاما بتهيئة الظروف للاستيلاء على مزيد من الأراضي التي انسحب منها تنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف المتحدث الرئاسي أن تركيا لا يوجد بينها وبين مواطنيها الأكراد، أو أكراد سوريا والعراق أي مشكلات.. «غير أننا نمتلك مشكلة مع منظمة حزب العمال الكردستاني، التي قال إنها تعتدي على المدنيين الأتراك وقوات الأمن، وفي الوقت نفسه تمارس الظلم بحق الأكراد وتقتلهم». واعتبر كالين أن منظمة حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي يستغلان الحرب السورية «دونما خجل» لإنشاء دولة «إرهابية» في سوريا، مشددا على أن تركيا لن تسمح بذلك.
وأشار كالين إلى تبخر نظرية أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو القوة الوحيدة الفعالة في قتال تنظيم داعش، عقب دخول الجيش السوري الحر إلى مدينة جرابلس وتطهيرها من التنظيم الإرهابي، بدعم من تركيا، في إطار عملية «درع الفرات».
وتابع أن «درع الفرات»، أظهرت أنه في حال توفير الدعم للفصائل السورية المعتدلة مثل الجيش السوري الحر، فإنه يمكن تحرير الأراضي السورية من الإرهاب إلى جانب قتالها ضد تنظيم داعش الإرهابي، فضلا عن النظام السوري.
ودعا المتحدث باسم الرئاسة التركية أميركا إلى التخلي عن دعمها لأكراد شمال سوريا قائلا: «على الولايات المتحدة أن ترى الأضرار التي لحقت بالنسيج الاجتماعي والعرقي في سوريا جراء دعمها للاتحاد الديمقراطي السوري ووحدات حماية الشعب الكردية».
من جانبه قال عمر تشيليك، وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، إنه لا يحق لأحد أن يحدد لتركيا أي تنظيم إرهابي يمكنها قتاله في الوقت، الذي تواجه فيه البلاد انتقادات بعد توغلها في شمال سوريا الذي شهد اشتباكات مع مقاتلين أكراد.
وقال تشيليك في مؤتمر صحافي في أنقرة مساء الاثنين: «لا يحق لأحد أن يقول لنا أي تنظيم إرهابي يمكننا قتاله وأي تنظيم نتجاهله».
تركيا: «درع الفرات» مستمرة لحين ضمان تطهير الحدود من {جميع الإرهابيين»
إردوغان يلتقي أوباما الأحد على هامش قمة مجموعة دول العشرين في الصين
تركيا: «درع الفرات» مستمرة لحين ضمان تطهير الحدود من {جميع الإرهابيين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة