ليبيا: السراج يبدأ مشاورات تشكيل حكومته الجديدة.. واستمرار المعارك في سرت

إيطاليا تنقذ آلاف المهاجرين

ليبيا: السراج يبدأ مشاورات تشكيل حكومته الجديدة.. واستمرار المعارك في سرت
TT

ليبيا: السراج يبدأ مشاورات تشكيل حكومته الجديدة.. واستمرار المعارك في سرت

ليبيا: السراج يبدأ مشاورات تشكيل حكومته الجديدة.. واستمرار المعارك في سرت

بدأ أمس أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة اجتماعاتهم في العاصمة الليبية طرابلس لبحث إمكانية تشكيل حكومة جديدة استجابة لطلب البرلمان الموجود في مدينة طبرق، بينما قالت القوات الموالية للحكومة التي يترأسها فائز السراج إنها فقدت عشرة من عناصرها في اشتباكات أمس ضد تنظيم داعش بمدينة سرت الساحلية انتهت إلى السيطرة على الحي رقم 1 وتدمير مخزن للذخيرة والسيطرة على مخزن للتموين.
ووزع المركز الإعلامي لعملية البنيان لمرصوص، التي تشارك فيها قوات معظمها من مدينة مصراتة، لقطات فيديو وصورا فوتوغرافية تظهر تقدم هذه القوات في إطار مهمتها لما وصفته بتطهير بقية جيوب الدواعش. ونقلت قناة «النبأ» الموالية لجماعة الإخوان المسلمين عن مصدر طبي بالمستشفى الميداني في سقوط عشرة من عناصر هذه القوات في اشتباكات أمس. وكان السراج قد أعلن في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس أن النصر النهائي على تنظيم داعش في البلاد سيعلن قريبا، مشيرا إلى أن القوات لموالية لحكومته أرغمت عناصر «داعش» على التراجع. في غضون ذلك، ترأس السراج اجتماعا في العاصمة طرابلس لأعضاء مجلسه الرئاسي لكن في غياب اثنين من أعضائه المقاطعين له، بسبب الخلاف حول المناصب العسكرية والأمنية. وقال بيان لمكتب لسراج إن جدول أعمال الاجتماع تضمن مناقشة التعديلات المقترحة على التشكيلة الوزارية للحكومة، مشيرا إلى بدء المشاورات بشأن بتقييم عمل الوزارات الحالي.
إلى ذلك، أقال عبد الله الثني رئيس الحكومة الانتقالية الموالية للبرلمان الليبي في شرق البلاد، سفير ليبيا لدى مالطا الحبيب الأمين، وعين حسين المصراتي قائمًا بالأعمال إلى حين تعيين سفير في وقت لاحق.
من جهة أخرى، هدد محمد أحمد الخباشة قائد جهاز حرس المنشآت النفطية الليبية الفرع الجنوبي، بإغلاق اثنين من الحقول الخاضعة لسيطرته بسبب عدم سداد الحكومة لأموال ضرورية لاستمرار العمليات الأمنية. ونقلت وكالة رويترز عن الخباشة أنه سيتم حقلي الخليج والوفاء اللذين ينتجان نحو 30 ألف برميل من مكثفات الخام الخفيف يوميا. في المقابل، أعلن مصطفى صنع الله رئيس مجلس الإدارة بالمؤسسة الوطنية للنفط أن تأخير لجنة الترتيبات المالية التابعة لمجلس حكومة السراج في توفير مبالغ الميزانية للمؤسسة، يكلف ليبيا المليارات من الدولارات نتيجة فقدان الإيرادات.
من ناحية اخرى، أشاد مارتن كوبلر رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا بعملية إنقاذ آلاف المهاجرين قبالة السواحل الليبية، معتبرا أن الاتجار بالبشر جريمة ويجب وقفها. وقال كوبلر في تغريدة له عبر حسابه على موقع توتير «أتمنى أن تكون من أولويات حكومة الوفاق الوطني». وطبقا لما أعلنه خفر السواحل الإيطالي فقد تم أمس إنقاذ 6500 مهاجر قبالة الساحل الليبي في 40 عملية إنقاذ منفصلة في واحد من أكبر تدفقات اللاجئين في يوم واحد هذا العام.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.