قرعة دوري الأبطال.. «الحظ التعس» يواصل ملاحقته لمانشستر سيتي

غوارديولا يعود بفريقه الجديد إلى ناديه السابق برشلونة والتوقعات ليست في صالحه

عانى لاعبو سيتي من مهارات ميسي في المواجهات الأوروبية («الشرق الأوسط»)
عانى لاعبو سيتي من مهارات ميسي في المواجهات الأوروبية («الشرق الأوسط»)
TT

قرعة دوري الأبطال.. «الحظ التعس» يواصل ملاحقته لمانشستر سيتي

عانى لاعبو سيتي من مهارات ميسي في المواجهات الأوروبية («الشرق الأوسط»)
عانى لاعبو سيتي من مهارات ميسي في المواجهات الأوروبية («الشرق الأوسط»)

صار هذا التوقيت جزءًا معتادًا من التقويم بالنسبة إلى مانشستر سيتي، يستقبله بنفس العيون الزائغة، فيما يندب حظه وراء الكواليس لشعوره بأن ثمة لعنة تطارده. هذا هو الموسم السادس الذي يظهر فيه الفريق ضمن كوكبة دوري أبطال أوروبا، ومن جديد يرمق الأندية الإنجليزية الأخرى المشاركة في البطولة بنفس نظرة الحسد. الشعور بأن الأحداث تكرر نفسها هو شعور غامر، وهم معذورون تحديدًا إذا نظروا إلى ليستر سيتي وتساءلوا لماذا لم يحدث أبدًا أن حالفهم نفس الحظ الطيب في البداية.
وهو حظ عثر تمامًا بالطبع، عندما يشعر ليستر بالطمأنينة لكون القرعة أوقعته في مجموعة مريحة كثيرًا، بفضل فوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ)، ومن ثم دخل القرعة مع الفرق المتصدرة ليجد نفسه في المجموعة السابعة مع بورتو البرتغالي وكلوب بروج البلجيكي والدنماركي كوبنهاغن، وهو يمثل المزيج المثالي من المدن الكبرى بالنسبة للمشجعين لزيارتها، وكذلك المنافسين الذين يبدون في متناول بطل الدوري الإنجليزي.
وفي المقابل، لا بد أن جوسيب غوارديولا يحدث نفسه بما سبقه إليه مانويل بيليغريني وروبرتو مانشيني من قبله أيضًا، بالنظر إلى أن أول فريق أوقعته القرعة معه كان برشلونة، وسرعان ما تأكد أنه سيواجه منافسًا من الدوري الألماني (البوندسليغا) من جديد، بوروسيا مونشنغلادباخ.. وهو نفس نمط المنافسة الذي وجده في البطولة في كل موسم.
كان غوارديولا حاضرًا في ملعب كامب نو، يشاهد من المدرجات كمدرب لبايرن ميونيخ، في آخر مرة ذهب فيها سيتي إلى هناك، ولا تزال هذه المناسبة حاضرة في الذاكرة، بسبب اللحظة التي مرر فيها ليونيل ميسي الكرة من بين ساقي جيمس ميلنر لاعب وسط مانشستر سيتي، وشوهد مدرب برشلونة السابق غوارديولا وهو منهمك في نوبة ضحك. وإذا كان تمرير الكرة من بين الساقين هو العار المطلق بالنسبة للاعب الكرة المحترف، فلقد عانى ميلنر وفيرناندينهو بشدة في تلك الليلة، إذ بدا حينذاك أن ميسي ونيمار يتبادلان الأدوار في التلاعب بمنافسيهما.
واجه سيتي، برشلونة 4 مرات خلال المواسم الثلاثة الماضية وخسر فيها جميعًا، بمجموع أهداف (7/ 2). وهذه أول مرة يلتقي فيها الفريقان في مرحلة مبكرة كهذه في البطولة، وربما كانا يستشعران صعوبة الموقف بالنظر إلى أن المجموعة الثالثة تضم كذلك بوروسيا مونشنغلادباخ، الذي ربما كان أقوى فرق التصنيف الثالث. وعلى العكس، فإن ليستر سيواجه الفريق الذي كان يحتل المركز الثالث في الدوري البرتغالي الموسم الماضي، إضافة إلى اثنين من المنافسين الآخرين الذين ليس لهم تاريخ كبير في البطولة. وبات هذا مسألة تشغل تفكير الفريق الذي ورثه غوارديولا. في الموسم الماضي أوقعت القرعة سيتي في مواجهة يوفنتوس، ومونشنغلادباخ وإشبيلية، بطل الدوري الأوروبي. وفي السنة السابقة أوقعته في مواجهة بايرن ميونيخ وروما وسيسكا موسكو.
وحتى في عام 2013، عندما كانت القرعة أكثر رأفة بالفريق عن المعتاد وتأهل مانشستر سيتي مع بايرن ميونيخ إلى دور الستة عشر، اصطدم سيتي رغم ذلك ببرشلونة، كما حدث قبل عامين. ولو نظرت إلى منافسي سيتي في 2012، ستجد بوروسيا دورتموند وأياكس وريال مدريد، أبطال ألمانيا وهولندا وإسبانيا.
وفيما يعد إشارة إيجابية أكثر، احتل مونشنغلادباخ المركز الرابع في الموسم الماضي في الدوري الألماني، بعد خسارته 13 من أصل 34 مباراة، وابتعاده بفارق 33 نقطة وراء بايرن ميونيخ، في حين لا ينبغي أن يشعر سيتي بقلق مفرط من مواجهتي سيلتيك الفريق الرابع في المجموعة الثالثة، خصوصًا أن قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لن تمنع اللاعب المعار إلى سيلتيك، باتريك روبرتس، من اللعب ضد فريقه السابق مانشستر سيتي. يميل سيلتيك لتكبير الهالة حول مواجهة سيتي بوضعها في سياق المعركة البريطانية، لكن هاجس غوارديولا الأكبر سيكون حتمًا هو مواجهة برشلونة، وهي مباراة سيشارك فيها بديل جو هارت، كلاوديو برافو، الذي سيلعب قريبًا تحت قيادة مدربه القديم.
أما بالنسبة إلى أندية الدوري الإنجليزي الممتاز الأخرى، فلعل آرسنال يشعر بثقة في قدرته على الحفاظ على سجله بالتأهل للأدوار الحاسمة في كل النسخ التي أقيمت على مدار السنوات الـ16 الماضية، حتى ولو كان باريس سان جيرمان منافسًا صعبًا في مجموعة تضم أيضًا بازل ولودوغوريتس رازغراد، بطلي سويسرا وبلغاريا.
ستكون هذه أول مرة منذ المشاركة الوحيدة لبلاكبيرن روفرز في دوري الأبطال منذ 21 عامًا، التي تخلو فيها البطولة من فريق إنجليزي سبق له الفوز باللقب، وفي غياب ليفربول ومانشستر يونايتد وتشيلسي، الذين فازوا معًا بـ9 ألقاب، ليس هناك ما يؤكد أن الأندية الإنجليزية تثير قلق المنافسين بنفس الدرجة كما كان في السنوات الماضية.
ومع هذا، فلا بد أن توتنهام يشعر بأن فرصه في بلوغ الأدوار الحاسمة قد تعززت بفضل القرعة التي جنبتهم مواجهة أي من الفرق التي تملك مؤهلات حقيقية للمنافسة على اللقب. كان سيسكا موسكو هو من كان الجميع يريد مواجهته من بين جميع فرق التصنيف الأول، حتى لو كان معنى ذلك رحلة طويلة في وسط الأسبوع. وسيشعر فريق المدرب ماوريسيو بوكيتينو بالامتنان عندما ينظر إلى منافسيه الاثنين الآخرين في المجموعة الخامسة، باير ليفركوزن الألماني وموناكو الفرنسي، إذا كان يمكن أن يواجه منافسين أكثر صعوبة. ويمكن أن يشهد مانشستر سيتي على هذا أيضًا، بحكاياته مع الحظ التعس. من جهته وللغرابة، أبدى غوارديولا سعادته بفكرة مواجهة ناديه السابق برشلونة، على الرغم من إقراره بأن فريقه مانشستر سيتي سيعاني للتأهل عن مجموعته الصعبة في دوري أبطال أوروبا. وبعد أن أوقعت القرعة سيتي ضمن المجموعة الثالثة إلى جانب برشلونة وبوروسيا مونشنغلادباخ وسيلتيك، فذلك يعني أن غوارديولا سيكون على موعد مع العودة للنادي الذي بدأ فيه مسيرته وقاده مدربًا على مدار 4 سنوات. وقال غوارديولا بعد إعلان نتيجة القرعة: «لا يمكنني إنكار الإحساس المميز الذي ينتابني بسبب العودة لبرشلونة. نشأت هناك ولعبت وأنا أبلغ من العمر 13 عامًا لأصبح لاعب كرة قدم». وأضاف: «أمضيت أغلب حياتي هناك. أعرف الناس والنادي ووسائل الإعلام وأغلب اللاعبين، كما أنني أعرف الأحاسيس السائدة هناك».
ولعب غوارديولا أمام برشلونة من قبل وهو يأمل هذه المرة أن يكون حظ فريقه سيتي أفضل من بايرن ميونيخ الألماني الذي خسر (5/ 3) في مجموع مباراتيه أمام برشلونة في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال موسم (2014/ 2015). وأضاف: «حدث ذلك مع بايرن. انتابني إحساس رائع في المرة الأولى وجاءت المرة الثانية عادية، ثم سارت الأمور على طبيعتها بعد ذلك». وسيلعب سيتي مع سيلتيك بطل الدوري الاسكوتلندي ومونشنغلادباخ الذي أنهى في المركز الرابع في الدوري الألماني الموسم الماضي. وقال غوارديولا: «يجب أن نقدم أفضل مستوياتنا لنعبر دور المجموعات. أعرف برشلونة جيدًا وكذلك الحال بالنسبة لبوروسيا مونشنغلادباخ». وأضاف: «أملك كثيرًا من الاحترام لسيلتيك. إنهم يملكون كثيرًا من الخبرة على الصعيد الأوروبي».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».