يرى الباحث أسامة بركات في محاضرة أن المفكر السوري بديع الكسم، انتزع اعترافا مبكرا بأصالة وعمق نتاجه الفلسفي، مستشهدا بقول المفكر جوزيف بوخنسكي، الذي قال مرة بعدما قرأ أعمال الكسم: «الآن نستطيع القول: إن العرب قد عادوا إلى الإسهام في العمل الفلسفي».
وقال بركات في محاضرة نظمتها الجمعية الفلسفية الأردنية أخيرا في «منتدى الفكر الاشتراكي»، إن «المفكر الكسم حدد معنى الفلسفة ولغتها وبحث في الحقيقة الفلسفية، والنزعة الإنسانية وخصائص التفكير الحر، وفلسفة الجمال ودور الفلسفة في توحيد الفكر وإنجاز ثورة ثقافية وإنسانية، إضافة للكثير من البحوث حول بعض الفلاسفة كهيغل وغيره». ويرى الكسم، بحسب المحاضر، أن الأديان ليست سوى أداة ترسم للإنسان الخطوط الرئيسية لمسار حياته، وعليه هو أن يستلهم منها تفاصيل بناء المنظومة القيمية إما بالعقل أو بالعاطفة أو بالتجربة أو بها كلها.
وتابع: «إن الكسم يرى في فلسفة القومية العربية عقيدة اجتماعية سياسية ترتكز لمبادئ الحقوق الطبيعية للإنسان ولرابطة المحبة الإنسانية، وتهدف في أولى أولوياتها للإصلاح الاجتماعي والارتقاء الأخلاقي العربي، ولما كانت القومية العربية تعبر عن ضمير الإنسان العربي المتيقظ وتتضمن دعوه حضارية لترقي المجتمع العربي والإنساني، فهذا سبب كاف ليبادر المجتمع الإنساني بدعم هذه الدعوة، كما أن هذه الدعوة تستلزم نضالا قويا أخلاقيا وهذا النضال أو الكفاح الأخلاقي هو بعينه نشاط فلسفي تشترك فيه كل مكونات الأمة».
ولد بديع بن محمد عطا الله الكسم، عام 1924 في مدينة دمشق، لأسرة اشتهرت بالعلم، فقد كان أبوه مفتيا للديار الشامية عام 1917 حتى وفاته عام 1938. ثم حصل على الشهادة الثانوية عام 1942 وعلى الإجازة الجامعية والماجستير في عام 1949 من جامعة القاهرة ونال شهادة الدكتوراه من جامعة جنيف بسويسرا 1950 عن أطروحة سماها «فكرة البرهان في الفلسفة».
ونشر منذ الوقت عشرات المقالات والأبحاث الفلسفية منها «العاطفة القومية»، و«الإنسانية الصحيحة في القومية الصحيحة»، و«التربية الجمالية»، و«الشرق والغرب في فلسفة رينيه جينون - الحقيقة الفلسفية»، و«طاغور في ذكراه المئوية»، و«ازدواج الدلالة في الثقافة العربية»، و«الثورة الثقافية».
فكر الكسم في ندوة أردنية
فكر الكسم في ندوة أردنية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة