الجيش المصري يحبط هجومًا على كمين بسيناء ويقتل 4 عناصر

توقيف قيادي إخواني «متورط في عمليات إرهابية» خلال مواجهة مسلحة بالقاهرة

الجيش المصري يحبط هجومًا على كمين بسيناء ويقتل 4 عناصر
TT

الجيش المصري يحبط هجومًا على كمين بسيناء ويقتل 4 عناصر

الجيش المصري يحبط هجومًا على كمين بسيناء ويقتل 4 عناصر

قال المتحدث العسكري في مصر، إن القوات المسلحة أحبطت أمس هجومًا كان يستهدف أحد الكمائن في مدينة رفح بشمال سيناء. ويعكس الهجوم استمرار التحديات الأمنية في البلاد بعد نحو 3 أعوام من بدء حرب شاملة على الإرهاب في شبه الجزيرة التي أعلن في أجزاء منها حالة الطوارئ وحظر التجوال. يأتي هذا في وقت قالت فيه الشرطة، إن قياديًا في جماعة الإخوان متورط في عمليات إرهابية أصيب خلال مواجهة مسلحة شرق القاهرة، إثر مداهمة منزل كان يختبئ به.
وأوضح المتحدث باسم الجيش العميد محمد سمير، في بيان نشر على صفحته على «فيسبوك»، أن قوات الجيش الثاني الميداني وجهت ما قال إنها «ضربة قوية لمجموعة من العناصر الإرهابية التي حاولت استهداف كمين النافورة بقطاع رفح».
وأضاف أن القوات تبادلت النيران مع العناصر التي وصفها بـ«التكفيرية» خلال «إلقاء القنابل اليدوية وزرع العبوات الناسفة بمحيط الكمين».
وأشار العميد سمير إلى أن تبادل إطلاق النار نتج عنه «مقتل 4 من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة»، وضبط 4 قنابل يدوية وجهاز لتفجير العبوات الناسفة وحزام ناسف، مشيرًا إلى أن القوات فككت عبوة ناسفة كانت معدة للتفجير.
وتابع أن القوات تواصل «عمليات التمشيط والمداهمة ضد العناصر التكفيرية وتكثيف إجراءات الحماية والتأمين بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي».
ونشطت في شمال سيناء تنظيمات متشددة مع تراخي القبضة الأمنية في الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، لكن نشاط تلك المجموعات تزايد بشكل كبير بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو (تموز) عام 2013.
وسقط خلال المواجهات المحتدمة بين سلطات الأمن والجماعات الإرهابية مئات من ضباط وعناصر الجيش والشرطة، كما أعلن الجيش مقتل المئات من عناصر التنظيمات المتشددة.
وأعلنت حالة الطوارئ في أجزاء من شمال سيناء منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2014. وجدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سريان الطوارئ في تلك المناطق لمدة 3 أشهر.
وكان الجيش قد أعلن مقتل زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس أبرز التنظيمات المتشددة في شمال سيناء، التي بايعت تنظيم داعش في وقت سابق، في عملية نوعية في أوائل الشهر الحالي.
وفي غضون ذلك، قال بيان لوزارة الداخلية المصرية إن الأجهزة الأمنية «نجحت في ضبط أحد كوادر اللجان النوعية لتنظيم الإخوان الإرهابي، واثنين من العناصر التكفيرية المتورطين في عدد من العمليات الإرهابية».
وأشار البيان إلى أن أجهزة المعلومات في وزارة الداخلية، رصدت تعليمات بتصعيد جماعة الإخوان بتكليفات قياداتها بالخارج من العمليات الإرهابية، تزامنًا مع الذكرى الثالثة لفض اعتصامي رابعة والنهضة لجماعة الإخوان.
وأوضح بيان الداخلية أن معلومات توافرت لقطاع الأمن الوطني، مفادها «اتخاذ كوادر لجان العمليات النوعية لجماعة الإخوان من إحدى الشقق الكائنة بمنطقة عين شمس (شرق القاهرة)، مقرًا لعقد لقاءاتهم التنظيمية ووكرًا لاختبائهم وإخفاء أسلحتهم ومعداتهم التفجيرية التي كانوا ينوون استخدامها في أعمالهم العدائية».
وأشار البيان إلى أنه «حال مداهمة القوات الأمنية للشقة، فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها، مما دفعها للتعامل مع مصدرها، حيث أسفر ذلك عن إصابة الإخواني محمد عبده محمود حسين عطية (28 سنة) بعدة أعيرة نارية، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج».
وقالت الداخلية إن عطية من أبرز كوادر «لجان العمليات النوعية التابعة لجماعة الإخوان بالقليوبية، وإنه مطلوب ضبطه»، مشيرة إلى أنه عثر بـ«الوكر التنظيمي» على 9 عبوات تفجيرية مختلفة الأحجام والأوزان، وكمية من الأدوات المستخدمة في تصنيع العبوات التفجيرية، وكمية من مادة RDX شديدة الانفجار، التي تفوق في سرعتها وقدرتها التدميرية مادة TNT المتفجرة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.