بشقين سياسي وأمني.. «اتفاق جدة» يعيد إحياء مشاورات السلام اليمنية

كيري: ملتزمون بأمن السعودية > الجبير: الصيغة الجديدة للحل متكاملة

وزراء خارجية السعودية والامارات واميركا ووزير الدولة البريطاني خلال اجتماعهم الرباعي بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن في جدة أمس  (تصوير: محمد المانع)
وزراء خارجية السعودية والامارات واميركا ووزير الدولة البريطاني خلال اجتماعهم الرباعي بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن في جدة أمس (تصوير: محمد المانع)
TT

بشقين سياسي وأمني.. «اتفاق جدة» يعيد إحياء مشاورات السلام اليمنية

وزراء خارجية السعودية والامارات واميركا ووزير الدولة البريطاني خلال اجتماعهم الرباعي بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن في جدة أمس  (تصوير: محمد المانع)
وزراء خارجية السعودية والامارات واميركا ووزير الدولة البريطاني خلال اجتماعهم الرباعي بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن في جدة أمس (تصوير: محمد المانع)

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، عن إقرار دول مجلس التعاون الخليجي مبادرة تستهدف «حقن الدماء في اليمن»، وإطلاق خطة جديدة للمفاوضات المتوقفة، مبينًا أن الخطة تقضي بتسليم أسلحة الميليشيات بما فيها الصواريخ الباليستية وقواعد إطلاقها من الحوثيين والقوات المتحالفة معهم إلى طرف ثالث وتشكيل حكومة وحدة وطنية واحترام سيادة الدول المجاورة والممرات المائية الدولية.
وحول الاتفاق الجديد، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير: «لا توجد أي حجة لأي طرف بأن يقول إن الصيغة المقترحة الآن غير متكاملة، على الحوثي - صالح اغتنام الفرصة للوصول إلى حل سلمي، مضيفا أن الاجتماع بحث أفكارًا لدحض حجج ميليشيا الحوثي - صالح لإفشال المشاورات».
وقال كيري على هامش الاجتماع المشترك الذي ضم أيضًا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وتوبايس إلوود وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط في جدة أمس، إن «تنفيذ الخطة سيبدأ بعقد جلسة مشاورات بين المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ وأطراف الأزمة اليمنية كافة».
وجاءت تصريحات كيري بعد أن عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في جدة أمس، برئاسة عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، اجتماعًا مشتركا مع كل من جون كيري وزير الخارجية الأميركية وتوبايس إلوود وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ومشاركة الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون.
وناقش الاجتماع مستجدات الأوضاع في اليمن والجهود التي تبذل لإحلال السلام هناك، وعبّر الوزراء عن دعمهم لجهود المبعوث الأممي لتحقيق الاتفاق على خريطة طريق في المستقبل القريب للوصول إلى حل سياسي وأمني شامل في اليمن، وفق قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
وأثناء المؤتمر الصحافي الذي جمع وزير الخارجية السعودية بنظيره الأميركي، أكد كيري حق السعودية في الدفاع عن نفسها أمام الصواريخ التي تطلقها الميليشيات الحوثية، مشددًا على أهمية أن يعي الحوثيون أنهم أقلية في اليمن، داعيًا إياهم إلى قبول المقترحات الجديدة للحل.
وقال كيري: «الولايات المتحدة ملتزمة بأمن السعودية»، مشيرا إلى أن بلاده قلقة من محاولات استهداف الأراضي الحدودية للسعودية، وزاد: «عرضت لي صور منذ وقت مبكر خلال لقائي مع الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، صاروخ يأتي من إيران وكان تم وضعه قرب الحدود السعودية، ونحن قلقون من الهجمات التي تستهدف القرى الحدودية للسعودية، وإن أي انتهاكات لسياسات الدول غير مقبول، وإن السعودية ودول المنطقة لها الحق في الدفاع عن مواطنيها وحدودها، خصوصا التهديد الذي تشكله شحنات الصواريخ والأسلحة المتطورة التي تأتي من إيران، وهذا الأمر يتعدى اليمن، وليس تهديدا للسعودية فقط، بل تهديدا للمنطقة وضد الولايات المتحدة»، داعيًا الحوثيين إلى تسليم السلاح إلى طرف ثالث محايد.
وشدد وزير الخارجية الأميركي على ضرورة حصول الشعب اليمني على كل الحقوق التي يستحقها، مركزًا على أن «إراقة الدماء في اليمن طالت ويجب إنهاء الحرب». وقال إن عودة الاستقرار إلى اليمن ضروري لمواجهة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش»، و«القاعدة».
وأكد إجماع الأطراف كافة على ضرورة حل الأزمة في اليمن بالطرق الدبلوماسية، وركز على أن السعودية وأميركا تتشاركان في القلق حيال المأساة الإنسانية في اليمن. وطالب بالسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى أنحاء البلاد كافة.
وعبّر كيري عن قلق بلاده «بشأن الهجمات على جنوب السعودية»، مشددا على أن بلاده ملتزمة بأمن السعودية و«لا بد أن يكون الحل في اليمن مقرونا باحترام أمن السعودية».
وكشف خلال المؤتمر عن الاتفاق على «أن تحصل مقاربة جديدة للمفاوضات اليمنية»، وذلك بهدف حقن الدماء التي طال أمد إراقتها، وهو ما استوجب السعي إلى إيجاد حل سياسي.
وتطرق إلى أن اتفاق جدة الجديد يعطي الحوثيين الثقة بالحكومة المقبلة في اليمن. وقال كيري في هذا السياق: «اتفاقنا الجديد يعطي الحوثيين فرصة للوثوق بالهيكلة الحكومية المقبلة في اليمن».
وطالب كيري الميليشيات الحوثية بقبول المقترحات الجديدة للحل، مشددًا على أن دول مجلس التعاون اتفقت على ضرورة تزامن المسارين السياسي والعسكري في التسوية السياسية باليمن.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إنه بحث مع نظيره الأميركي جون كيري الأوضاع في اليمن وسوريا.
وركّز الجبير على أهمية عودة الأطراف اليمنية إلى المفاوضات ومناقشة النقاط التي لم تعد تجدي معها ذرائع عدم الوضوح نفعًا، وهي الذرائع التي استخدمها الانقلابيون لإفشال مفاوضات الكويت.
وشدد الجبير على رفض كل الخطوات الأحادية من الانقلابيين، مؤكدًا اهتمام السعودية بتسوية أزمة اليمن سلميًا، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، داعيًا الميليشيات إلى فك الحصار على المدن والسماح بإدخال المساعدات.
ولفت إلى أن الانقلابيين استولوا على المدن اليمنية بقوة السلاح، وأن السعودية تدخلت لحماية الشرعية في اليمن حتى لا تقع البلاد في قبضة ميليشيات ما يسمى «حزب الله» وإيران.
وأكد الجبير بالقول: «عبرنا عن أسفنا في استئناف الأطراف اليمنية للمفاوضات والوصول لحل سلمي»، وقال: «رفضنا في الاجتماع الخطوات أحادية الجانب التي اتخذها الحوثي وصالح». وأبان الوزير الجبير أن الاجتماع بحث أيضا موضوع التدهور في المؤسسات اليمنية خصوصا في المؤسسات المالية، مشيرا إلى اجتماع في الرياض عقد منذ يومين مع متخصصين في هذا المجال للنظر في كيفية حماية المؤسسات المالية والحفاظ عليها من التدهور الذي شهدته بسبب تصرفات الحوثي وصالح.
وأكد الجبير أن السعودية ودول مجلس التعاون عبرت كما عبرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن اهتمامها وحرصها على إدخال المساعدات الإنسانية لليمن.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.