أعلنت بروكسل، أمس، عن خطة عمل جديدة لمكافحة التطرف في أوساط صغار السن والمراهقين، تختلف عن الاستراتيجية التي تتبعها مع الشباب البالغين الذين خصصت لهم أقساما خاصة داخل السجون.
وتعتمد الطريقة الجديدة للتعامل مع المراهقين على «أسلوب الحوار والانفتاح»، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية في بلجيكا إلى جانب «عدم اللجوء إلى عزلهم بعيدا عن الآخرين، إلا إذا كان أحدهم متورطا في ملفات تتعلق بالتجنيد للسفر إلى الخارج للمشاركة في العمليات القتالية».
وقالت صحيفة «دي مورغن» اليومية البلجيكية إن الحكومة وجهت مؤسسات تعليمية داخلية والمدارس العادية بالاستعانة بأولياء الأمور والمعلمين في نهج استراتيجية مكافحة التطرف الجديدة بين صغار السن، والاستماع إليهم وعدم رفض أفكارهم بشكل مباشر، بغية حمايتهم من الأفكار المتشددة. أما بالنسبة للشباب الذين تتجاوز أعمارهم 18 عاما، فستكون هناك قواعد أكثر صرامة قد تصل إلى قطع اتصال المتشددين منهم بأصدقائهم أو أهاليهم من داخل أماكن احتجازهم. إلى ذلك، سيتم توفير دورات تدريبية للموظفين لاكتشاف حالات التشدد مبكرا داخل المؤسسات الشبابية والأماكن التي يتردد عليها الشباب والتعاون مع الجهات الأمنية، حال وجود أي تهديد إرهابي. وحسب الأرقام الرسمية، لم يتم وضع سوى أربعة حالات فقط لشباب يحملون الفكر المتشدد في المؤسسات الشبابية المغلقة لتفادي انتقال ما يحملونه من أفكار إلى أقرانهم.
يأتي ذلك غداة إعلان مكتب التحقيقات في مدينة لياج البلجيكية أن قاضي الأحداث، أصدر قرارا باحتجاز مراهق من أصول إسلامية لمدة ثلاثة أشهر، داخل إحدى المؤسسات التعليمية الداخلية، وذلك عقب نشر فيديو ظهر فيه الشاب وهو يدعو إلى قتل المسيحيين، كما أمر قاضي التحقيقات بإطلاق سراح والده الشيخ العلمي، أحد أئمة المساجد في مدينة فرفييه القريبة في شرق البلاد، الذي كان يعتبره البعض أحد الأئمة الذين تتضمن خطبهم دعوة إلى الكراهية والتحريض على العنف. وكان الشيخ وابنه قد اعتقلتهما الشرطة البلجيكية مساء الأحد الماضي فور عودتهما مع باقي أفراد العائلة من العطلة وخضعا للاستجواب. وجاء الاعتقال على الرغم من إعلان محامي الشيخ العلمي في وقت سابق، أنه في طريق عودته إلى بلجيكا وسيقوم الشيخ بنفسه بالذهاب مع ابنه إلى قسم الشرطة لرفضه ما جاء في فيديو يدعو إلى قتل المسيحيين، وأن الشيخ يريد أن يظهر الاستعداد للتعاون مع رجال التحقيق.
وكانت بلجيكا قد تعرضت في مارس (آذار) الماضي لهجمات إرهابية، استهدفت مطار بروكسل وإحدى محطات القطارات الداخلية فيها، وأسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين. كما شهدت فرفييه في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي تبادل إطلاق للنار بين الشرطة وعناصر عادت من سوريا وقالت السلطات وقتها إن الأمر يتعلق بمحاولة لتنفيذ مخطط إرهابي يستهدف عناصر ومراكز الشرطة في فرفييه، وانتهى الأمر إلى مقتل شخصين وإصابة الثالث واعتقاله بعد إطلاق رصاص وإلقاء قنابل مع عناصر الشرطة.
ويأتي الإعلان عن هذه الخطة الجديدة عقب عدة اعتقالات في صفوف مشتبهين بهم في مدن بلجيكية. كان آخرها اعتقال ابن إمام قام بنشر مقطع فيديو يدعو إلى قتل غير المسلمين.
وفي تصريحات عقب قرار إطلاق سراح الشيخ العلمي، قال المحامي هاردي إن «قرار إطلاق سراح الشيخ يعني أنه لا يشكل خطرا على المجتمع، ولكن للأسف بعض السياسيين يعمدون إلى خلق مناخ من الخوف حول الإمام العلمي. وفي كثير من الأحيان، يكون الأمر غير صحيح. ولقد أثبت الشيخ أنه يتعاون مع السلطات، ويعمل باتجاه تدابير لمساعدة ابنه على تفادي الوقوع في مثل هذه الأخطاء في المستقبل».
بروكسل تعلن عن استراتيجية جديدة لمكافحة التطرف بين صغار السن
تعتمد على الانفتاح والحوار والتعاون مع أولياء الأمور
بروكسل تعلن عن استراتيجية جديدة لمكافحة التطرف بين صغار السن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة