إحباط عملية إرهابية بسيارة مفخخة في المكلا قبل تنفيذها بساعات

الإطاحة بشبكة تزوير وضبط عناصر إرهابية خطيرة في عدن ولحج

جنود من القوات الأمنية المشاركة في تطهير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية («الشرق الأوسط»)
جنود من القوات الأمنية المشاركة في تطهير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية («الشرق الأوسط»)
TT

إحباط عملية إرهابية بسيارة مفخخة في المكلا قبل تنفيذها بساعات

جنود من القوات الأمنية المشاركة في تطهير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية («الشرق الأوسط»)
جنود من القوات الأمنية المشاركة في تطهير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية («الشرق الأوسط»)

أحبطت قوات الأمن والجيش بمدينة المكلا حاضرة محافظة حضرموت بجنوب اليمن، أمس، عملية إرهابية جديدة بسيارة مفخخة كانت بحوزة انتحاري يستعد لتنفيذ العملية واستهداف القوات الأمنية والمرافق المهمة في المدينة الساحلية التي تم تحريرها من قبضة تنظيم «القاعدة» أواخر أبريل (نيسان) الماضي.
وأوضحت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الأمن والجيش، بمدينة المكلا، داهمت، بعد بلاغات وتحر دقيق، موقعا مشتبها به يستخدم كمعمل للجماعات الإرهابية لتجهيز المتفجرات والسيارات المفخخة، وتمكنت من ضبط سيارة مفخخة كانت جاهزة لتنفيذ عمليات إرهابية بالمدينة.
وقال مدير أمن المكلا العميد سليمان بن غانم إن المكلا تشهد وضعا أمنيا مستقرا جدًا في ظل تمكن مراكز الشرطة والبحث الجنائي والنيابات والمحاكم من أداء عملها وتقديم خدماتها للمواطنين من أبناء حضرموت، لافتًا إلى أن عاصمة المحافظة الساحلية تعيش أوضاعا طبيعية وحركة ملاحية واقتصادية دؤوبة ودون أي عوائق أو اختلالات أمنية تذكر سوى بعض المحاولات للجيوب الإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار.
وأكد مدير أمن المكلا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن حملات الدهم والتعقب للجيوب الإرهابية في المدينة مستمرة، وأن قوات الأمن والنخبة الحضرمية تؤدي دورها الأمني في حفظ الأمن والاستقرار وملاحقة الجيوب الإرهابية بكل اقتدار وتميز، وسط إجراءات أمنية مشددة، وتوفير الحماية اللازمة لتأمين المرافق الحيوية المهمة، وذلك بدعم وإشراف قوات التحالف العربي وفي المقدمة المملكة العربية السعودية والإمارات.
وكانت القوات الأمنية بعاصمة المحافظة قد داهمت، الأحد الماضي، موقعا مشتبها به في منطقة فوه بمدينة المكلا، يتم فيه تجهيز السيارات المفخخة، حيث تمت المداهمة للموقع قبل تفجير سيارة مفخخة يُعد لها أحد الإرهابيين، وأثناء عملية المداهمة انفجر الصاعق في الإرهابي مما أدى إلى إصابته. وتشهد محافظة حضرموت إجراءات أمنية مشددة بعد سلسلة من العمليات الإرهابية التي استهدفت نقاطا أمنية ومعسكرات للجيش خلال الأشهر الماضية، خلفت مئات القتلى والجرحى من الجنود والمدنيين وتبناها تنظيم داعش حينها، حيث تواصل قوات الجيش والأمن الحضرمية انتصاراتها في استتباب الأمن وتجفيف بؤر الإرهاب والتطرف.
على صعيد آخر، لقي 3 من عناصر تنظيم «القاعدة» بجزيرة العرب مصرعهم، أمس، جراء استهداف سيارتهم على الخط الرئيسي الرابط بين مديريتي عتق ونصاب بمحافظة شبوة شرق البلاد. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «طائرة أميركية من دون طيار (درون)، استهدفت سيارة تقل عناصر من تنظيم (القاعدة) بالمحافظة، حيث شوهدت أشلاؤهم متناثرة في المكان والنيرات تشتعل في سيارتهم على خط عتق - نصاب، وذلك في إطار الغارات التي ينفذها الطيران الأميركي وتستهدف عناصر التنظيم في عدة مناطق بجنوب اليمن».
على صعيد أمني متصل، تمكنت قوات الحزام الأمني بمحافظة لحج الجنوبية، أمس، من القبض على عناصر إرهابية بمدينة الفيوش، وبحسب المعلومات الأمنية، فإن بين العناصر المقبوض عليها، خبيرين في صنع اللواصق المتفجرة وهما بسام حردبة وفادي اللحجي بحسب بلاغ صحافي لمركز الإعلام التابع للحزام الأمني، الذي تشرف عليه قوات التحالف. وفي وقت سابق أول من أمس، ضبطت قوات الحزام الأمني ورشة تصنيع مواسير كاتيوشا ومسطرة مدفعية في إحدى المناطق القريبة من منطقة الفيوش التابعة لمدينة تبن.
إلى ذلك، تمكن رجال الأمن في عدن من ضبط، ما وصفت بأنها أكبر شبكة تزوير في مدينة المنصورة وسط عدن، والتي كانت تقوم بتزوير الهويات العسكرية والمدنية وجوازات السفر وشهادات الميلاد والشهادات الدراسية، وأوضح الناطق الرسمي لشرطة عدن عبد الرحمن النقيب في تصريحات إعلامية أنه وبعد التحري والمتابعة من قبل جهاز الأمن في عدن بإشراف ومتابعة مدير الشرطة اللواء شلال شايع تم مداهمة وكر العصابة التي يقودها المدعو (أ ع ع) والذي يقود شبكة تمارس عملها في محل تجاري يدعى (العدسة الذهبية) في مديرية المنصورة وتم ضبط الشبكة والقبض على زعيم وأفراد الشبكة والعثور بحوزتها على عدد من الجوازات والهويات المزورة بالانتماء إلى عدن والمحافظات الجنوبية.
ولفت النقيب إلى أن ذلك الإنجاز الأمني الذي تحققه إدارة أمن عدن «يعد رافدا مهما في محاصرة الجريمة في عدن وتجفيف أدواتها التي تستخدمها في الجريمة ومنها الوثائق المزورة إحدى أهم أدوات ارتكاب الجرائم»، كما أعلن النقيب إلقاء القبض من قبل وحدة مكافحة الإرهاب، على قائد من تنظيم «القاعدة» يدعى أبو عزرائيل، في عملية نوعية، وبحسب مركز الإعلام الأمني بشرطة عدن فإن عملية القبض على المدعو (س أ) ولقبه أبو عزرائيل تمت في منطقة البساتين شرق عدن، وهي العملية الرابعة التي تنفذها وحدة مكافحة الإرهاب في أمن عدن بنجاح خلال 24 ساعة. ويعد أبو عزرائيل قائدا من قيادات تنظيم «القاعدة» الإرهابي الذي يديره المخلوع صالح والذي تبنى عدة عمليات اغتيالات في عدن طالت قيادات في الأمن والمقاومة وشخصيات اجتماعية، ومتهم رئيسي في عدد من حوادث الاغتيالات التي شهدتها عدن، وفقا للناطق باسم شرطة عدن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.