هارت.. في يد من لا يرحم

جو ليس أول الضحايا.. فغوارديولا كتب من قبل نهاية رونالدينهو وإيتو وإبراهيموفيتش في برشلونة

غوارديولا.. مدرب ناجح بلا قلب (رويترز)
غوارديولا.. مدرب ناجح بلا قلب (رويترز)
TT

هارت.. في يد من لا يرحم

غوارديولا.. مدرب ناجح بلا قلب (رويترز)
غوارديولا.. مدرب ناجح بلا قلب (رويترز)

ما سيحدث بعد ذلك في هذه المرحلة واضح تماما. كلاوديو برافو في الطريق من برشلونة. لعب جو هارت آخر مباراة له بألوان مانشستر سيتي وتعني السرعة التي تلاحقت بها الأحداث، مع عدم وجود أي مؤشرات على التراجع، أن من المفترض أن يسمع الحارس ما هو أكثر في الأيام القادمة عن كيف يمكن أن تكون هذه اللعبة قاسية أحيانا. من سوء حظ هارت أن هذا ليس إلا طبيعة النشاط التجاري، وبينما من السهل فهم عنصر من عناصر التعاطف، فربما يرى البعض من أكثر الغاضبين فكرة جيدة في العودة إلى الفترة التي قضاها غوارديولا في برشلونة، وينظر في نتائج مدرب يعرف تماما ماذا يريد ويرفض أن ينحني لأي شخص.
وكما كان برشلونة يمتلك لاعبين يرون أنفسهم كيانات لا يمكن المساس بها، عندما تولى غوارديولا السيطرة في 2008. كان من هؤلاء لاعب فاز بالكرة الذهبية، ومحل احترام لنقله اللعبة إلى مثل هذه المستويات الاستثنائية، بل إن مشجعي ريال مدريد وجهوا له التحية بتصفيقهم أثناء خروجه من الملعب بعد إحدى مواجهات الكلاسيكو في برنابيو. يقول تشافي إن البرازيلي رونالدينهو «غير تاريخنا». كان «واجهة المشروع»، بتعبير فيران سوريانو، نائب رئيس برشلونة. يقول توستايو، مهاجم البرازيل في كأس العالم: 1970: «رونالدينهو يتمتع بمهارات البرازيلي روبرتو ريفيلينو في المراوغة، ورؤية البرازيلي غيرسون ماغراو، واستهتار غارينشيا، وسرعة جاريزينهو، وفنيات زيكو، وإبداع روماريو».
وفي نفس الوقت، يمكن تلخيص آخر موسم لرونالدينهو في برشلونة، من خلال الدمية التي تجسد شخصيته في برنامج «لاس نوتسياس ديل جينيول»، وهو ما يوازي النسخة الإنجليزية من برنامج «سبيتينغ إيمدج» الساخر، ولازمته الشهيرة «فيستا! (العيد). غاب النظام وتضررت ثقافة الفريق في حجرة تبديل الملابس نتيجة لذلك. ومع هذا فلا أحد كان بإمكانه أن يتخيل ما سيحدث بعد ذلك. بالتأكيد لم يكن ديكو يعرف أيضا، رغم قدرته على فك طلاسم الدفاعات (أندرسون لويز دي سوسا المعروف باسم ديكو لاعب نادي بورتو وبرشلونة وتشيلسي السابق.. برتغالي الجنسية برازيلي الأصل). كذلك لم يكن صامويل إيتو، وهو لاعب آخر صاحب شخصية مهيمنة داخل الفريق، يعرف ما سيحدث تاليا. قال غوارديولا في أول يوم تولى فيه المنصب: «هؤلاء الثلاثة ليسوا في تفكيري للمستقبل. الحق إننا سنمضي من دونهم فيما هو قادم، فقد آن الأوان للبدء من جديد».
وكما تبين، فإن إيتو لم يكن قادرا على إيجاد ناد جديد وتم التراجع عن القرار. عاد إيتو للفريق وأنهى الموسم كثاني أفضل هداف في دوري الدرجة الأولى الإسباني «لاليغا»، كما سجل أول الأهداف في مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر يونايتد. لكن ما لم يدركه هو أن تلك المباراة كانت هي الأخيرة له. فقد قرر غوارديولا استبعاده. وأوضح: «أعرف تماما أن الناس يريدون معرفة السبب في حدوث هذا لأنه لاعب كرة قدم رائع. كان رائعا داخل وخارج الملعب طوال العام، ولكنها مسألة إحساس».
ينطبق هذا على هارت من كافة الجوانب؛ فهو أيضا صار مسألة إحساس وإذا كان هذا يبدو مرضيا للمتعاطفين معه، فسيكون من الجدير عندئذ أن نتذكر دائما أن مشاعر غوارديولا الغريزية ساهمت في خلق أقوى ناد في العالم، وأفضل ناد في العالم من حيث كرة القدم الجميلة التي يقدمها، مع برشلونة، حيث فاز بـ14 لقبا من بين كل الألقاب الـ19 المتاحة في 4 سنوات.
لكن ما لا يريد أن يفوز به هو نزال يتعلق بالشعبية وربما في هذا الإطار كان هناك بعض من التصورات الخاطئة. وكما يقول غراهام هانتر في كتابه «بارسا، صناعة أعظم فريق في العالم»: «غوارديولا ليس ملكا. يمكن أن يكون (غوارديولا) شخصية حادة ومن الصعب إرضاؤها – أو (بيسادو pesado) كما يقولون في إسبانيا». الترجمة هي «ثقيل»، ولعل هارت يعرف هذا الإحساس بالنظر إلى أنه لم يتعرض لمثل هذا النوع من الرفض منذ قصته غير المعروفة كثيرا مع مدرب مانشستر سيتي الأسبق الإيطالي روبرتو مانشيني – وهو على غرار الوصف الإسباني، يمكن القول بأنه حقيبة ظهر محشوة بالأحجار – حيث شعر المدرب بالاستياء والإهانة بعد أن انتقد حارسه أداء الفريق عقب هزيمة تعرض لها من ريال مدريد، وطالب مانشيني بعرض الدولي الإنجليزي للبيع.
تحدث مانشيني بهذه الطريقة وبعد مرور بضعة أسابيع كان بروسيا دورتموند ضيفا على ملعب الاتحاد معقل سيتي في ذلك الوقت، في تلك الأيام عندما كان نشيد دوري الأبطال لديه تأثير كبير على بعض لاعبي سيتي. ذكرت في تقريري الذي نشر صباح اليوم التالي، أن سيتي «تفوق لفترات طويلة»، وكان من الممكن أن يتعرض لهزيمة منكرة. ومع هذا، فقد كانت هناك فترات في تلك المباراة، لو ألقى فيها أحد حفنة من الأرز على شباك هارت، لنجح في منع كل حبة من دخول مرماه. نجح سيتي بطريقة في الخروج متعادلا 1-1. وانضم القائد الحالي لمانشستر يونايتد إلى المشيدين بأدائه. غرد واين روني قائلا على «تويتر»: «أفضل حارس مرمى في العالم».
ليس تماما. حيث سبق وأن مر هارت بفترات كان يرتكب فيها الكثير من الأخطاء، ولم يكن من قبيل الصدفة تماما أن ترى أخطاء من النوع الذي تسبب في الإطاحة بمسيرة إنجلترا في 2016. وبدأت الأخطاء قاسية تحديدا بالنظر إلى التأنق الغريب قبل المباريات. وعلى نفس القدر كانت هناك فترات تألق أيضا، وقد يحتاج الأمر للكثير من جلسات التنويم المغناطيسي فبل أن يتمكن الكثيرون من الاقتناع بأن بديله الحالي، الأرجنتيني ويلي كاباليرو ليس مغامرة أكبر لفريق سيتي.
تأتي ذكرى أخرى من مباراة أخرى حل فيها الفريق ضيفا على برشلونة في مارس (آذار) العام الماضي، وتعرض لهزيمة 0-1 في دوري الأبطال عندما منع هارت هدفا آخر مع صافرة النهاية، عندما انفرد لويس سواريز بالحارس تماما. احتضن سواريز منافسه، ونظر إليه وجها لوجه وقال له إنه لم ير في حياته أداء مثل هذا. وكانت تتبدى على وجه المهاجم الأوروغواياني أمارات الإعجاب.
كان غوارديولا حاضرا في تلك الليلة – ولعل القارئ يتذكره وهو ينفجر في نوبة ضحك أثناء جلوسه في المدرجات عندما مرر ليونيل ميسي الكرة من بين قدمي جيمس ميلنر – والعار، ربما، أن رجلا بمثل سمته في مضمار التدريب ليس مستعدا على ما يبدو للعمل مع هارت بناء على ما يتصوره عن نقاط ضعف الحارس. إذا كان يظن أن قدرة هارت على استخدام قدميه والتمرير تحتاج إلى تحسن، أفلم يكن من الممكن القيام بهذا داخل ملعب التدريب؟ وإذا كان هارت يحتاج إلى التوقف عن إرسال الكرات الطويلة بركلاته، وإخراج الكرة بصورة أسرع ويتفهم أهمية البناء من الخلف، أفلا تعتبر هذه تعديلات كان من الممكن إدخالها بطريقة مباشرة نسبيا؟
أو لعل المدرب – تماما كما حدث مع إيتو – يعتمد على «إحساسه» وإذا كان الأمر كذلك، دعونا لا ننسى أن المدرب الإسباني لم يكن بهذا السوء حتى الآن اعتمادا على حدسه الطبيعي. كان غوارديولا في عامه الـ37. عندما قبل مهمة تدريب برشلونة، تحت أضواء وسائل الإعلام العالمية، وأعلن على الفور نهاية رونالدينهو وديكو وإيتو. والرجل شأنه شأن كل المدربين العظماء، يمكن أن يكون قاسيا، وثابت الجأش، و.. نعم: «وغْدًا» في بعض الأحيان.
لا تظن للحظة أنه سيهتم، لكون هارت يحظى باحترام اللاعبين. ولا تتخيل أنه يأبه للمخاطرة التي يتضمنها ذلك، أو الانتقاد الذي تسبب فيه بسبب تعامله مع حارسه. ولا تفترض بأن يعود غوارديولا لبيته في المساء، وهو يشعر بالقلق من إمكانية أن توجه له محاضرة حول معايير الأصول الاحترافية.
يحدث شيء مشابه في مانشستر يونايتد، مع الوضع في الاعتبار أن قرار جوزيه مورينهو بعدم الاعتماد على باستيان شفاينشتايغر، وإحساس الإهانة الذي تسبب فيه هذا في ألمانيا. عبر كارل هاينز - رومينيغه والكثير من اللاعبين الآخرين في بايرن ميونيخ عن غضبهم – وإن لم يكن واضحا حتى الآن ما إذا كان النادي يريد استعادة اللاعب – بينما هناك وميض قوي من «فيفبرو»، الرابطة العالمية للاعبين، حيث يبدو أن الانطباع السائد هو أن شفاينشتايغر تعرض لجريمة خطيرة، وليس مجرد تجميد مشاركته في أنشطة الفريق الأول. قال ديجان ستيفانوفيتش، محام سلوفيني: «هذا تنمر واضح. لو حدث هذا في سلوفينيا، لقمنا بإدانة مورينهو وطالبنا بأعلى عقوبة – السجن 3 سنوات». وفي هذه الحالة من الممكن أن تطال هذه الضجة كل مدرب، وتحديدا السير أليكس فيرغسون.
في المقابل، توصل مورينهو إلى أن ساقي شفاينشتايغر لم تعودا قادرتين على مجاراة عقله. كان أداء لاعب الوسط تجسيدا للكآبة في أولد ترافورد الموسم الماضي، ولعلك تتذكر بعض التفاصيل القاتلة بعد إقالة لويس فان غال، عن الوقت القليل بشكل واضح الذي قضاه شفاينشتايغر في مانشستر. تعرض شفاينشتايغر لإصابة في يناير (كانون الثاني)، وكان لديه ميل للعودة إلى ألمانيا، حيث كان يطير للمشاركة في مباريات يونايتد، ويعود مباشرة من جديد. وكان لذلك أثر سيئ على مستوى اللاعبين، على أقل تقدير.
أما هارت فهو وجه يحظى باحترام أكبر بكثير من لاعبي فريقه، لكن الغريب أن هذا قد يكون في صالح غوارديولا، الذي يسعى دائما لأن ينظر إليه الجميع بشكل كبير باعتباره الزعيم. قال بارتون لاعب مانشستر سيتي السابق: «الأمر مثير للاشمئزاز». لكن هذا ليس ردا كافيا. هل هو بلا قلب؟ نعم. هل هو مثير للاستقطاب؟ بلا شك. لكن ليس هناك ما يدعو إلى الاشمئزاز إذا كنت تتحدث عن البحث عن الأفضل لفريقك وإذا كان في كرة القدم من يقدر على البرهنة على سلامة قراراته، فليس سوى رجل يحمل سجل إنجازات غوارديولا.
كانت هناك تقارير تتحدث عن أن فريق برشلونة أعلن أن حارسه الدولي التشيلي كلاوديو برافو سينتقل إلى مانشستر سيتي فور تعاقده مع بديل له. وقال المدير الرياضي في النادي الكاتالوني روبرت فرنانديز مؤخرا: «توصلنا إلى اتفاق مبدئي مع مانشستر سيتي بشأن كلاوديو برافو. نحن ننتظر تطور الأحداث هذا الأسبوع. سنفتح الباب لرحيل كلاوديو فور توقيعنا مع حارس آخر». وتابع: «كنا نناقش تجديد عقده عندما وصل عرض سيتي، واللاعب قال لنا إنه يريد التفكير بهذا العرض». وسيعتمد برشلونة في حال رحيل برافو على الحارس الألماني مارك - أندري تير شتيغن، كما أنه يجري مفاوضات مع آياكس أمستردام الهولندي للتعاقد مع حارسه الدولي ياسبر سيليسن. ويرغب غوارديولا بالتعاقد مع برافو ليحل بدلا من جو هارت الذي لا يدخل ضمن خططه في الفريق إذ لم يشركه في المباراتين الأوليين من الدوري الممتاز ولا حتى في ذهاب الملحق المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا. وفتح غوارديولا الباب قبل أيام أمام رحيل هارت الذي قد ينتقل إلى إيفرتون أو أشبيلية الإسباني بعد أن كان الحارس الأساسي لسيتي في الأعوام الستة الماضية.
وأعلن غوارديولا أنه لن يقف في طريق جو هارت في حال قرر ترك الفريق. وأوضح غوارديولا أنه سعيد ببقاء هارت وقتاله للحصول على مركزه، لكنه لن يقف في طريقه في حال أراد ترك الفريق، ورد على سؤال بشأن إمكان مغادرته قائلا: «أجل بالطبع». وتابع: «أريد سعادة اللاعبين، ولا أريدهم أن يبقوا هنا في حال لا يرغبون بالبقاء». وأضاف: «جميع اللاعبين هنا لديهم عقود، وهم يقررون مستقبلهم، إذا أرادوا البقاء يمكنهم ذلك، وسنقاتل معا، وإذا أرادوا المغادرة لأنهم يفضلون خوض جميع المباريات، وأنا لا أتكلم عن جو بل عن جميع اللاعبين في الفريق، فأنا سأعمل حينها مع اللاعبين الذين يريدون البقاء». وكان غوارديولا ألقى بالشك حول مستقبل هارت قبل انطلاق الدوري بقوله: «إنه لاعب في الفريق وأنا سعيد بمؤهلاته وسلوكه وبما يمثله للنادي. لاحقا، سنقرر (بشأن مستقبله) في غرفة مغلقة. الآن هو لاعب في الفريق».
وتابع: «أخبرته بأنه إذا قرر البقاء فسيتعين عليه رفع مستواه.. أن يدرك ما نريده من حارس المرمى». وقال: «إنه اختار كاباييرو في التشكيلة الأساسية لأنه شارك بصورة أكبر في فترة الإعداد للموسم مقارنة بهارت الذي كان يشارك مع منتخب بلاده في بطولة أوروبا 2016». وأضاف: «ويلي لعب هاتين المباراتين والآن هو أفضل. لكن هذا لا يعني أن جو لن يلعب». وأردف: «أكن له تقديرا كبيرا. أعرف قيمته. كنت واضحا فيما أتطلع إليه». وفي رده على سؤال بشأن ما الذي يرغب فيه من حارس المرمى قال: «أولا أتطلع إلى إنقاذ الفرص. لكن بعد ذلك يجب عليه إجادة اللعب بقدميه.. يساعدنا في بناء الهجمة بصورة جيدة».
وقال غوارديولا إنه كان لديه لاعبون «يعانون من مشكلات» في الماضي لكنهم استمروا وتحسن مستواهم. وحدد أحدهم وهو إيريك أبيدال مدافع برشلونة السابق «الذي انتهى به المطاف كأفضل مدافع أيسر في أوروبا» مع الفريق الكتالوني. وأضاف: «إذا استمر جو هنا سيقاتل مع حراس مرمى آخرين وسيكون عليه إقناعي بمستواه كي يلعب. هكذا تسير الأمور.. لم يتغير شيء».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».