السودان يستقطب شركات سعودية وإماراتية ومصرية للاستثمار في الذهب

يوفر لها التسهيلات والسماح بتصدير منتجاتها

السودان يستقطب شركات سعودية وإماراتية ومصرية للاستثمار في الذهب
TT

السودان يستقطب شركات سعودية وإماراتية ومصرية للاستثمار في الذهب

السودان يستقطب شركات سعودية وإماراتية ومصرية للاستثمار في الذهب

أبرمت الحكومة السودانية عدة اتفاقات جديدة مع شركات تعدين سعودية وإماراتية وقطرية ومصرية خلال الأسبوع الماضي، للاستثمار في قطاع الذهب والمعادن الأخرى، وذلك بعد طرح وزارة المعادن فرصًا وتسهيلات وحوافز للشركات العربية الراغبة في الاستثمار، بدءًا بتخصيص نافذة واحدة للإجراءات، والسماح لها بتصدير منتجاتها مباشرة، واتخاذ إجراءات لتفادي الحظر الأميركي على صادرات الذهب.
وبلغ إنتاج الذهب في البلاد نحو 45 طنًا خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالي، يتوقع أن يرتفع إلى 100 طن بنهاية العام الحالي. إضافة إلى السعي لإدراج الذهب السوداني في البورصة العالمية قريبًا، وأن يصبح السودان ثاني منتج للذهب في أفريقيا، بجانب ترشيحه ليكون ضمن العشرة الأوائل في إنتاج الذهب عالميًا.
وأجرى الدكتور أحمد محمد الصادق الكاروي، وزير المعادن، الأسبوع الماضي لقاءات ومشاورات مع الدكتور نزار جميل، المدير التنفيذي لمجموعة مروج الإماراتية، للاتفاق على المواقع التي ستعمل فيها الشركة الإماراتية، والتي أعلنت أنها ستشرع فورًا في زيارة المواقع التعدينية التي خصصت لها. كما بحث الوزير مع الشيخ فهد بن حمد بن عبد العزيز آل ثاني، رئيس شركة الدوحة للاستثمار القطرية، وعاطف بشير، رئيس مجموعة شركات RPM المصرية، كيفية الاستفادة من الفرص الاستثمارية في المعادن الأخرى.
كما أبرم الوزير الكاروي اتفاقًا مع مجموعة شركات بن طامي القابضة السعودية للاستثمار في مجالات تصنيع المعادن الصناعية كالرخام والجرانيت محليًا، بدلا من تصديرها كمواد خام، مما سيرفع من قيمتها المضافة. وأعلن الدكتور رياض المصطفى، مدير عام المجموعة، أن شركته ستشرع في تنفيذ برنامج استثماري صناعي في قطاع التعدين، خاصة التعدين الصخري، إلى جانب الدخول في المعادن الصناعية، وإنشاء مصانع لها في السودان، بما سيمكن من إضافة قيمة لمعدني الرخام والجرانيت المتوافرين في الأراضي السودانية.
وفي حين رحب الوزير بالاستثمارات العربية الشقيقة الجديدة، واعدًا بتوفير كل التسهيلات وتكملة الإجراءات، والسماح لهم بالتصدير مباشرة، أوضح الكاروي لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده أصبحت تعول كثيرًا على الذهب في دفع الاقتصاد السوداني ورفد خزينة الدولة، حيث بدأوا في تنفيذ برنامج لرفع إنتاجية البلاد من الذهب إلى 100 طن، يتوقع أن يكتمل في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مشيرًا إلى أن نسبة مساهمة قطاع الذهب في الناتج المحلي للدولة حاليًا بلغت 3.4 في المائة، بمعدل نمو 10.3 في المائة، وذلك في النصف الأول من العام الحالي.
وكان الوزير قد أشار في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» إلى أن بلاده اتخذت إجراءات لتفادي الحظر الأميركي، وتعاقدت لشراء مصفاة ومصنعين للذهب من تركيا ومعامل من بريطانيا، ليصبح المنتج المحلي ذا مواصفات عالمية، تمكن من عرضه وبيعه في البورصات والأسواق الدولية مباشرة، مبينًا أن وزارته شرعت في تنفيذ خطة شاملة لتحصين القطاع وعائداته من آثار أي استهداف محتمل من الولايات المتحدة الأميركية، التي فشلت العام الماضي هي وبريطانيا في تمرير قرار من مجلس يقضي بحظر تصدير الذهب المنتج في السودان والاستثمار فيه.
ويبلغ عدد الشركات السودانية العاملة في الذهب 349 شركة، منها 149 شركة امتياز، و152 شركة تعدين صغيرة،: و48 شركة لمخلفات التعدين، ويرتفع العدد إلى 434 شركة بعد دخول الشركات السعودية والإماراتية والقطرية والمصرية في منظومة الاستثمار في الذهب، والذي أصبح المخرج للاقتصاد السوداني، بعد تقلص عائدات النفط والحظر الأميركي على الاقتصاد السوداني.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».