خبيران عسكريان يطالبان بمحاسبة أممية للانقلابيين إثر تجنيدهم الأطفال

اعتبرا منهج الحوثي وصالح السياسي دليل ضعف

خبيران عسكريان يطالبان بمحاسبة أممية للانقلابيين إثر تجنيدهم الأطفال
TT

خبيران عسكريان يطالبان بمحاسبة أممية للانقلابيين إثر تجنيدهم الأطفال

خبيران عسكريان يطالبان بمحاسبة أممية للانقلابيين إثر تجنيدهم الأطفال

أكد خبيران أمنيان أن اعتماد الميليشيات الحوثية على منهج متخبط وعشوائي الذي لا تحكمه قوانين أو أعراف، يمثل خرقًا واضحًا للقوانين الدولية والإنسانية، ويوضح مدى الضعف الذي تعانيه تلك الميليشيا، ودعا الخبيران الأمم المتحدة إلى التدخل في انتهاكات الانقلابيين المتمثلة في القصف العشوائي وتجنيد الأطفال والخطف والابتزاز.
وندد الخبير الأمني الدكتور أحمد الأنصاري بما يقوم به الحوثي من انتهاك صارخ للقوانين الإنسانية والدولية، واستهداف المدنيين في نجران، وأضاف أن هذه الميليشيات عصابات مسلحة استولت على السلطة في اليمن، وتحكمها شريعة الغاب ولا تخضع لأي أنظمة أو قوانين، ولا تتورع عن استخدام أي وسيلة لإرهاب الطرف الآخر.
ولفت إلى أن جميع المعطيات سواء من الناحية العسكرية أو النواحي السياسية والقانونية، تجرم استهداف المدنيين، فضلاً عن أن عن هذا النوع من التجاوزات لا يجلب النصر في الحروب، بل يأتي بنتائج معاكسة.
وذكر أن جميع ما يستخدمه الحوثيون في هذه الحرب يمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي والإنساني، إذ يجندون الأطفال، ويقومون بعمليات خطف وابتزاز وغيرها من الأمور الإجرامية المنافية للأخلاق.
ورأى أن أهداف الحوثي والمخلوع علي صالح المتشابهة في الوصول إلى السلطة جعلت مصالحهم مشتركة، وأن اللغة الوحيدة التي يفهمونها ويتعاملون بها هي لغة القوة.
وتطرق الأنصاري إلى أن ما أحدثه الحوثي والمخلوع صالح في اليمن لم يكن تدميرا وقتلا فقط، بل ما فعله حكمهم وحربهم تجاوز ذلك بكثير، إذ تسببوا في زيادة الجرائم داخل المجتمع اليمني، ومنها انتهاك حقوق الإنسان وارتفاع نسبة الفقر والأمية، إلى جانب أمور أخرى لن تكتشف إلا بعد انتهاء الحرب كالمقابر الجماعية والممارسات اللا إنسانية واللا أخلاقية في المعتقلات، وهو الأمر الذي يحدث في كل الدول التي كانت تحت سيطرة ميليشيات مسلحة.
وعن وجود الأسلحة والصواريخ الإيرانية الصنع في اليمن، قال الأنصاري: «هذه الأسلحة وصلت اليمن عندما كان الحوثي على رأس السلطة منذ عام ونصف، حيث كانت هناك رحلات مباشرة من طهران إلى صنعاء، وكان عدد الرحلات يصل إلى ست رحلات مباشرة في اليوم الواحد لتصل من خلالها الأسلحة والصواريخ التي يتم تجميعها في صنعاء من قبل الميليشيات وبمساعدة عناصر من (حزب الله) اللبناني الإرهابي، إضافة للأسلحة التي كانت موجودة لدى الحرس الجمهوري وغيره».
إلى ذلك، أكد الخبير في الشؤون الأمنية أحمد الموكلي لـ«الشرق الأوسط»، أن استهداف المدنيين من قبل الحوثيين يؤكد مدى الانهزامية التي وصلت إليها الميلشيات الانقلابية. وتابع: «الحرب هي ليست عشوائية، بل تحكمها قوانين وأنظمة ملزمة تحمي المدنيين والأطفال ورجال الإعلام وغيرهم ممن صنفتهم الأنظمة الدولية ذات العلاقة، وما يقوم به الحوثيون والمخلوع صالح خبط عشواء عبر إطلاق صواريخ وقذائف دون أهداف محددة، وهذا أمر يعاقب عليه القانون الدولي في النزاعات المسلحة». وتساءل عن دور المنظمات الحقوقية وتقاريرها؟
ووصف استهداف المدنيين من قبل المخلوع والحوثي بأنها دليل ضعف وفشل ذريع وانهزامية أمام قوات التحالف الذي جاء بناء على طلب الحكومة اليمنية الشرعية لتنفيذ قرار الأمم المتحدة 2216.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.