وزير الإعلام الصومالي: بتنا أفضل حالاً بسبب سياسة الحوار

محمود حسن قال لـ «الشرق الأوسط» إن 3 سيدات يتنافسن في الانتخابات الرئاسية خلال أكتوبر

وزير الإعلام الصومالي: بتنا أفضل حالاً بسبب سياسة الحوار
TT

وزير الإعلام الصومالي: بتنا أفضل حالاً بسبب سياسة الحوار

وزير الإعلام الصومالي: بتنا أفضل حالاً بسبب سياسة الحوار

قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة الصومالي، محمود عبدي حسن، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن بلاده تتوقع القضاء على «حركة الشباب المجاهدين» المتطرفة، خلال العام المقبل، داعيا إلى ضرورة اعتماد سبل متنوعة في مواجهة ظاهرة الإرهاب، وعلى رأسها فتح باب للحوار مع عناصر تلك التنظيمات، في مسعى لاحتوائهم وإعادة دمجهم في مؤسسات الدولة.
وأضاف حسن، على هامش مشاركته في الملتقى العربي الخاص بدور الإعلام في مكافحة الإرهاب الذي أقيم في العاصمة السودانية الخرطوم الأسبوع الماضي، أن بلاده باتت أفضل حالا بعد أن انتهجت سياسة الحوار.
وأشاد الوزير الصومالي بالدعم الذي وفرته المملكة العربية السعودية لبلاده، قائلاً إن الرياض قدمت دعما كبيرا للصومال بما في ذلك دعم ميزانية الدولة. وطالب حسن الدول العربية بتقديم مزيد من الدعم لبلاده، ووقوف الجامعة العربية بجوار الصومال لتحقيق التنمية وبناء المؤسسات كي يكون أكثر صلابة من السابق، مشيرا إلى أن الصومال لا يزال في حاجة للدعم في مجالات الصحة والاقتصاد وبناء الجيش والتعليم.
وأكد قدرة بلاده على تأمين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لافتا إلى وجود 3 سيدات للمرة الأولى بين المتنافسين على منصب الرئيس.
* شاركت في الملتقى العربي الخاص بدور الإعلام في مكافحة الإرهاب والذي عقد في العاصمة السودانية الخرطوم.. كيف يمكن التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التي تعاني منها بلادكم والمنطقة العربية بشكل عام؟
- الإعلام في الصومال يقوم بدور كبير في مجال مكافحة الإرهاب، ولكن الأفضل أن يكون هناك قناة فضائية عربية وإذاعة مشتركة حتى تتم محاصرة التطرف والإرهاب واستكمال منظومة الحرب على الإرهاب في عموم المنطقة العربية، وقد توصل على سبيل المثال إعلان الخرطوم إلى كثير من البنود الإيجابية التي إذا ما قمنا بتنفيذها حتما سيكون الوضع أفضل.
* الصومال يعاني من عدم الاستقرار بسبب الإرهاب، إلى أي مدى تمكنتم من حصار هذه الظاهرة؟
- الصومال قطع شوطا لا بأس به لتحقيق الاستقرار، كما تم تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي وبنسب جيدة. كما تمكن الصومال من بناء جيشه بقدر معقول، ونسير للأمام للخروج من المنعطفات الخطيرة التي فرضت نفسها علينا طيلة ربع قرن.
* هل تتواكب إمكانات الدول العربية في مكافحة الإرهاب مع تسارع امتلاك الجماعات والتنظيمات المتطرفة لأدوات تساعدها على التمدد؟
- التطور التكنولوجي خطير لهذه الجماعات، ونحن نبحث حتى اليوم في تعريفه، والأفضل أن ننظر في أسباب وجوده والأدوات التي يمتلكها ويدمر بها الأمن القومي العربي، ويهدد حتى وجود هذه الدول، ومن المفترض أن يتعاون العالم مع الدول العربية لأن العالم ليس في مأمن من خطره، وقد طال دولاً مثل فرنسا وبلجيكا وحتى أميركا، وبالتالي علينا أن نهتم بالحوار وليس بالعمل العسكري فقط.
* هل يمكن فتح باب للحوار مع التنظيمات الإرهابية ومن يحملون السلاح؟
- في الصومال نهتم بالحوار، ومن يترك السلاح يتم العفو عنه، ونعرض عليه الانخراط في مؤسسات الدولة من أجل البناء.
* بحسب تجربتكم في هذا المجال، هل ساهم الحوار في تحقيق نتائج ملموسة لحصار ظاهرة الإرهاب؟
- وصلنا إلى مرحلة أفضل عبر الحوار.
* من يدعم «حركة الشباب المجاهدين»؟
- لا نعرف، ولن نتهم دول الجوار؛ لأن من مصلحتها استقرار الوضع الأمني في الصومال؛ لأنه إذا تم حرق بيتك وصل الحريق والخطر إلى البيت المجاور، وبالتالي لا بد أن يشترك معنا الجوار في الحرب على الإرهاب.
* هل تتعاون معكم إثيوبيا في الحرب على الإرهاب؟
- بالفعل إثيوبيا تتعاون معنا من خلال تواجد 22 ألف جندي من قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام، وهي تقوم بدور كبير معنا في مكافحة الإرهاب.
* ما الجهود التي تقوم بها الحكومة الصومالية لمكافحة الجماعات المتطرفة؟
- إشاعة العلم والمعرفة، وتصحيح الخطاب الديني والحوار.
* إلى أين تسير «حركة الشباب» الصومالية المتطرفة؟
- التطرف والإرهاب ظاهرة عالمية، وإلصاق تهمة التطرف بالشباب خطأ، فالمفترض أن الشباب هو المعني ببناء البلاد، ومن خلال الحوار يمكن الوصول إلى نتائج طبية، وهذا ما فعلته الحكومة الصومالية لاحتواء حركة الشباب، وبالتالي نحاول تغيير الاسم ليكون «حركات إرهابية»؛ لأن الموجود حاليا مجرد أعداد قليلة بعد خسارتها مناطق تواجدها، ونتوقع أنه بحلول العام المقبل سوف تنتهي هذه الحركة التي يطلق عليها «الشباب المجاهدون»، وهناك فرق بين الجهاد في سبيل الإسلام والجهاد في تخريب السياسة، وبالتالي هناك جهود بذلت للتفريق والتوضيح عبر حوار منظم مع هؤلاء الشباب.
* هل تبشر بالقضاء على «حركة الشباب المجاهدين» خلال العام المقبل؟
- بكل تأكيد؛ لأننا نبذل جهودا كبيرة لاستعادة الأمن والاستقرار في ربوع الصومال.
* بالتأكيد يوجد إلى جانب الحوار أدوات استعانت بها الحكومة الصومالية لتحقيق هذا التقدم على صعيد مكافحة الإرهاب.. ما تلك الأدوات؟
- كما هو معروف، «حركة الشباب» سياسية أكثر منها دينية، وهي مستوردة من الخارج؛ لأن الصومال شعب واحد لا يؤمن بالطائفية والمذهبية وهو يحترم الاختلاف. ونحن نؤكد أن وحدة الصومال مقدسة، وقد تخلصنا من مخاطر التقسيم عبر الحكم الذاتي في بعض المناطق، ودليل حالة الاستقرار أن الانتخابات الرئاسية سيتم إجراؤها بعد شهرين.
* هل الوضع الأمني يسمح بتأمين الانتخابات الرئاسية؟
- أكيد، وقد تم تجهيز كل المؤسسات الأمنية؛ الشرطة والجيش، لهذه المناسبة. وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية سيكون وفق تجمعات آمنة في العاصمة والمدن، وللمرة الأولى سوف يتم انتخاب مجلس الشيوخ الذي يتكون من 56 عضوا و275 للبرلمان، وقد حددنا الموعد يوم 30 أكتوبر لبدء الانتخابات.
* من الشخصيات التي تتنافس في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
- لأول مرة يتنافس 3 سيدات، كما سيتقدم كل من الرئيس الحالي والرئيس السابق ورئيس الوزراء للترشح في الانتخابات الرئاسية.
* ما الدعم العربي الذي يحتاجه الصومال في هذه المرحلة؟
- الدول العربية قدمت للصومال مساعدات كثيرة، ولكن المرحلة الحالية تحتاج إلى وقوف الجامعة العربية بجوار الصومال لتحقيق التنمية وبناء المؤسسات، كي تكون أكثر صلابة من السابق، وكذلك نحتاج دعما في مجال الصحة والاقتصاد والجيش والتعليم.
* ما النتائج التي أسفرت عن زيارة الرئيس الصومالي إلى السعودية أخيرا؟
- الدعم السعودي للصومال كبير جدا ومقدر، وقد تم فتح المجال لتوظيف العمالة الصومالية، كما قدمت المملكة دعما للاقتصاد الصومالي ولميزانية الدولة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.