استحوذ العشاء الذي أقامه رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، على شرف النائب السابق سمير فرنجية، ومنسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار»، النائب السابق الدكتور فارس سعيد، على اهتمام المعنيين، لا سيما أن النائب جنبلاط تقصد نشر صورة تجمعه مع فرنجية وسعيد واستذكاره وحنينه «إلى مرحلة معركة احترام الدستور وسيادة لبنان واستقلاله». كما أشار جنبلاط، رغم أنه «ليست هناك أي مبادرة على مستوى إعادة إحياء هذا الفريق وتفعيله».
وتقول أوساط مقرّبة من رئيس اللقاء الديمقراطي، إن جنبلاط «لا ينسى التاريخ المجيد ورفاقه، لا سيما من كانوا إلى جانبه في مرحلة النضال، وهذا ما يمارسه مع بعض قادة الحركة الوطنية التي تربطه بهم صداقة وثيقة مثل محسن إبراهيم وتوفيق سلطان ونديم عبد الصمد وغيرهم من قادة تلك المرحلة»، مشيرة إلى أن الأمر «ينسحب أيضًا على النائبين السابقين فرنجية وسعيد، بحيث كان لهما دورٌ رئيسي بدءًا من سنة 2000 في إطار التنسيق الذي جرى من قبلهما مع النائب جنبلاط وبين البطريرك الماروني السابق مار نصر الله بطرس صفير، وصولاً إلى محطة لقاء قرنة شهوان (2001) ومؤتمر البريستول (2004)، وما تلاه من تطورات ومواقف حصلت آنذاك في مواجهة النظام السابق»، في إشارة إلى نظام الوصاية والنظام الأمني الذي كان يقوده الرئيس السابق إميل لحود، وتحديدًا بعد اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005. إضافة إلى الحلف مع الرئيس سعد الحريري ومعظم قادة «14 آذار».
اليوم تتساءل أكثر من جهة سياسية ماذا عن «14 آذار»؟ وهل حقًا انتهت في ظل الانقسامات والخلافات والتباينات في صفوفها، كما سائر التنظيمات اللبنانية، وبينها ما يجري داخل مكونات «8 آذار»؟
يقول النائب السابق سمير فرنجية لـ«الشرق الأوسط»، إن العشاء «كان وديًا، ونحن أصدقاء قدامى مع وليد بك، وتربطنا به علاقات وثيقة منذ زمن طويل»، مشيرًا إلى أن «اللقاء استكمال لما جرى في المختارة في ذكرى المصالحة التي حصلت برعاية البطريرك نصر الله صفير والنائب جنبلاط (2001)، ومن الطبيعي كانت هناك جولة أفق عامة لكل المحطات السياسية».
لكن اللقاء، لا يبدو أنه أسفر عن وجود صيغة جبهوية جديدة وتحريك لفريق «14 آذار»، بحسب ما يقول فرنجية نافيًا تلك الأنباء، ويؤكد أن «وضع (14 آذار) غير سليم»، و«ليس هناك من شيء على مستوى إعادة إحياء هذا الفريق وتفعيله أو صيغة جبهوية معينة، بل قمنا بتهنئة وليد بك بهذا اليوم الوطني الجامع في المختارة، وكان اللقاء معه في منتهى الودّ».
وتلتقي تصريحات فرنجية مع ما أكده الأمين العام لقوى «14 آذار»، الدكتور فارس سعيد، قائلا إن عشاء كليمنصو «كان وديًا للغاية وجمع أصدقاء تربطهم علاقات قديمة»، لافتًا إلى أن اللقاء مع جنبلاط «تناول كل عناوين المرحلة السابقة من قرنة شهوان إلى البريستول ومرحلة (14 آذار)»، مشيرًا إلى «أننا استذكرنا سويًا تلك الحقبة الرائعة التي أنهت عهد الوصاية وأتت بالاستقلال الثاني إلى لبنان».
وعما إذا كانت هناك خطط لإعادة إحياء هذا الفريق، ينفي سعيد ذلك، قائلاً: «لا شيء إطلاقًا في هذا السياق، وبالتالي لا أقوم بأي دور حاليًا بغية جمع قوى (14 آذار) مجددًا أو ثمة حركة معينة في المرحلة الراهنة»، لافتًا إلى أن العشاء على مائدة النائب جنبلاط «كان وديًا وتناول المرحلة السابقة وأيضًا المرحلة الراهنة من خلال ما يجري اليوم في لبنان والمنطقة، وبالتالي كل الأمور جامدة، ونحن الآن في مرحلة ترقب لما يحصل إقليميًا من تحولات ومتغيرات».
ويشدّد سعيد على أن النائب جنبلاط كان أساسًا في قوى «14 آذار»، وقام بدور سيادي كبير في معركة الاستقلال، ويخطئ من يظن عكس ذلك باعتباره كان رأس حربة في تلك الحركة الاستقلالية.
قيادي في «14 آذار» لـ «الشرق الأوسط»: وضع الفريق غير سليم وليست هناك مبادرة لتفعيله
أسئلة عن إعادة إحيائه بعد لقاءات جمعت جنبلاط بقياديين فيه
قيادي في «14 آذار» لـ «الشرق الأوسط»: وضع الفريق غير سليم وليست هناك مبادرة لتفعيله
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة