الشاباك يتوقع تجدد تفجيرات في المدن الإسرائيلية ويتهم «حزب الله» وحماس

تغييرات أمنية وتشديد الحراسة خصوصًا في أماكن اللهو في تل أبيب

الشاباك يتوقع تجدد تفجيرات في المدن الإسرائيلية ويتهم «حزب الله» وحماس
TT

الشاباك يتوقع تجدد تفجيرات في المدن الإسرائيلية ويتهم «حزب الله» وحماس

الشاباك يتوقع تجدد تفجيرات في المدن الإسرائيلية ويتهم «حزب الله» وحماس

عمم ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بيانا صادرا عن جهاز المخابرات العامة (الشاباك) (الأمن العام)، يبين أنه يتوقع استئناف عمليات التفجير في المدن الإسرائيلية، ويتهم فيه ما يسمى «حزب الله» اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، ويدعي أن الاعتقالات الأخيرة في صفوف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ورصد حسابات «فيسبوك» للمواطنين العرب في إسرائيل (أي فلسطينيي 48)، والتحقيقات التي أجراها الجهاز مع عشرات النشطاء الفلسطينيين، تؤكد أن هناك مخططات مؤكدة لتنفيذ العمليات.
وقال بيان الشاباك، إنه جرى في الأسابيع الأخيرة، اعتقال «خلايا إرهابية عدة»، جرى تشكيلها في الضفة، بتوجيه مما يسمى «حزب الله» وحماس، لتنفيذ عمليات في إسرائيل. وجرى تجنيد أعضاء الخلايا بواسطة شبكة «فيسبوك». وقال أيضا، إن إحدى الخلايا نشطت في منطقة قلقيلية، وجرى توجيهها لتنفيذ عمليات ضد الجنود. وحسب الشاباك، فقد ترأس الخلية مصطفى الهندي، (18 عاما) من قلقيلية. وجرى تجنيده عبر «فيسبوك»، وحافظ على تواصل مع مشغله ويدعى بلال، أيضا، عبر البريد الإلكتروني. وجرى توجيه الهندي لتجنيد نشطاء آخرين وتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، خاصة إطلاق النيران على دوريات الجيش في المنطقة. وقام الهندي بتجنيد عدد من الفلسطينيين في منطقة سكناه، وبدأ بجمع معلومات حول دوريات الجيش، وإجراء تدريبات على إطلاق النار ورشق عبوات مرتجلة. وجرى اعتقال الخلية في مطلع يوليو (تموز) الماضي، قبل تنفيذ العملية المخططة، وتقديم لوائح اتهام ضد أعضاء الخلية الخمسة في المحكمة العسكرية في عوفر.
وفي حالة أخرى، قام ناشط في ما يسمى «حزب الله»، يعيش في قطاع غزة، بتجنيد أسامة نجم (36 عاما) من الضفة، الذي جرى اعتقاله وتقديم لائحة اتهام ضده قبل نصف سنة. ويدعي الشاباك، أن نجم تسلم 900 دولار مما يسمى «حزب الله» وجرى توجيهه لتنفيذ عملية انتحارية في حافلة ركاب إسرائيلية. كما اعتقل فلسطيني آخر في مايو (أيار) الماضي، بعد تجنيده من قبل ما يسمى «حزب الله»، وتوجيهه لشراء بندقية «إم 16» لتنفيذ عملية ضد قوات الجيش بالقرب من جنين. ووعد بتلقي مبلغ 30 ألف شيقل بعد تنفيذ العملية. وحسب الشاباك، فقد أجرى نشطاء ما يسمى «حزب الله» عبر «فيسبوك»، اتصالات مع مواطنين عرب من إسرائيل في محاولة لتجنيدهم. وقد بدأت عملية التجنيد من خلال محادثات بريئة ظاهرا، وفي النهاية، كشف رجال ما يسمى «حزب الله» عن هوياتهم وطلبوا من العرب العمل من أجل التنظيم. وبعد اكتشاف هذه المحادثات، حذر الشباك الإسرائيليين العرب من أهداف تلك المحادثات.
وفي السياق نفسه، قالت مصادر استخبارية في تل أبيب، إن عملية إطلاق النار التي نفذها فلسطينيان في منطقة سارونا في تل أبيب، قبل نحو شهرين ونصف الشهر، كانت مخططة بشكل مغاير. فالشابان اللذان نفذاها، كانا قد وصلا إلى منطقة اللهو الحاشدة، وهما مسلحان بالبنادق والوسائل القتالية، فقط بعد يأسهما من محاولة تنفيذ عملية أكبر. وقد حاولا في البداية، الدخول إلى مجمع تجاري ضخم (مول) قريب، لكنهما ارتدعا عن ذلك بسبب الحراس الموجودين عند المدخل، واختارا الجلوس في مقهى «ماكس بيرنر»، في القسم المفتوح من منطقة اللهو. وهناك، بعد عدم احتياجهما لاجتياز أي دائرة أمنية، وحين لم يكن هناك أي حارس يراقبهما، كان يمكنهما استلال البنادق وإطلاق النار في كل اتجاه وقتل أربعة أشخاص.
وكشفت وزارة الأمن الداخلي في إسرائيل، أمس، أن هذه العملية قادتها إلى إعادة التفكير بمنظومة الحراسة في مناطق اللهو العامة الكبيرة. فقد عين الوزير غلعاد أردان لجنة مهنية خاصة، أجرت تقييما مجددا لمفهوم الحراسة القائم وقدمت له توصياتها. وحسب تلك التوصيات تمت صياغة توصية ببرنامج حراسة جديد وشامل لمناطق اللهو العامة الكبيرة والحاشدة، والتي يمكن أن تشكل هدفا سهلا، بشكل نسبي، بالنسبة لمنفذي العمليات - كما انعكس الأمر في عملية سارونا. فقد تبين من التحقيق، وجود «فجوة في حراسة مناطق المراكز التجارية المفتوحة، والأسواق ومراكز اللهو التي تتميز بتجمع الجمهور فيها». بكلمات أخرى، تم تشخيص مناطق اللهو كنقطة ضعيفة، في وقت يمتنع فيه الفلسطينيون عن العمل في مناطق توجد فيها منظومة حراسة منظمة. ولذلك أوصت اللجنة، التي شكلها أردان، بإجراء تعديل قانوني وإلزام السلطات المحلية على المطالبة بتصريح من الشرطة حول ضمان الأمن في كل مجمع تقوم فيه، على الأقل، عشر مصالح تجارية، وتصل مساحته الشاملة إلى 1000 متر مربع في الحد الأدنى.
ويعني هذا التغيير، إلزام سلسلة كبيرة من مناطق اللهو المعروفة والشهيرة، بتطبيق نظم الحراسة المشددة، ومن بينها إضافة إلى سارونا، الميناء، شارع هيركون الذي يعج بالفنادق، سوق الكرمل، والمحطة المركزية في تل أبيب، والمجمع التجاري «كانيون همفراتس» في حيفا، وسوق محانية يهودا في القدس، ومنطقة الفنادق في البحر الميت، وسلسلة من المجمعات التجارية وأماكن اللهو. وتشمل التوجيهات الجديدة، إقامة دوائر للحراسة. الدائرة الخارجية، تشمل تعقب الوضع الأمني حول المجمع، من خلال منظومات التحذير والكاميرات، وإقامة حواجز أمنية عند النقاط الهامة، وإرسال دوريات للحراس المسلحين. وتشمل الدائرة الداخلية، بالإضافة إلى الحراس، تفعيل غرفة مراقبة على مدار الساعة، لجمع معلومات والحفاظ على تواصل مع الشرطة المحلية. وسيجري تعيين مسؤول أمني خاص لغرفة المراقبة. وتدعي الشرطة أنه جرى تسريع تطبيق الخطة في أعقاب عملية الدهس في نيس الفرنسية قبل شهر، حيث نجح سائق شاحنة بدهس عشرات الناس قبل إطلاق النار عليه.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.