قبل بداية الدوري الإسباني بأيام.. معانقة اللقب أولويّة لريال مدريد

الفريق الملكي يسعى للتخلص من «لعنة» البطولة الغائبة عنه منذ سنوات

كأس السوبر الأوروبية.. حصدها ريال مدريد الأسبوع الماضي على حساب إشبيلية (رويترز)
كأس السوبر الأوروبية.. حصدها ريال مدريد الأسبوع الماضي على حساب إشبيلية (رويترز)
TT

قبل بداية الدوري الإسباني بأيام.. معانقة اللقب أولويّة لريال مدريد

كأس السوبر الأوروبية.. حصدها ريال مدريد الأسبوع الماضي على حساب إشبيلية (رويترز)
كأس السوبر الأوروبية.. حصدها ريال مدريد الأسبوع الماضي على حساب إشبيلية (رويترز)

يبدو جليا أن نادي ريال مدريد لديه قدرة خاصة على المنافسة في البطولات القصيرة، مثل بطولة دوري أبطال أوروبا، ولكن التحدي الأكبر للفريق الملكي في الموسم المقبل يتركز في التأكيد على أنه قادر أيضًا على الفوز بالبطولات الأطول أمدًا مثل الدوري الإسباني. ويعتبر تحقيق لقب الدوري المحلي مرة واحدة خلال ثماني سنوات إنجازًا ضعيفًا بالنسبة لناد يمتلك ميزانية ضخمة تصل إلى 600 مليون يورو، كما يلعب بين صفوفه بعض من اللاعبين الأفضل في العالم مثل كريستيانو رونالدو وغاريث بيل وسيرخيو راموس وآخرين. وسيبدأ ريال مدريد مشواره نحو الفوز بأول ألقابه في الدوري منذ موسم 2011 - 2012 بمواجهة ريال سوسيداد خارج ملعبه في 21 أغسطس (آب) الحالي.
وتوج ريال مدريد باللقب الأخير له في الدوري الإسباني والـ32 في تاريخه، أكثر من أي فريق آخر وبفارق ثمانية ألقاب عن برشلونة، في 2012 مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو، وهي البطولة، التي حسمها بعدما حصد عددا أسطوريا من النقاط (100 نقطة). ومنذ ذلك التاريخ أقيمت أربع بطولات للدوري المحلي، حصد برشلونة ثلاثًا منها وذهبت واحدة لخزانة أتليتكو مدريد. ورغم الاعتراف بقدرته الاستثنائية على التألق في بطولة دوري الأبطال، التي وصل إلى دورها قبل النهائي ست مرات متتالية وحصد لقبها مرتين في الأعوام الثلاثة الأخيرة، بات ريال مدريد مجبرا على التدليل على أنه قادر على القضاء على السطوة، التي وصلت إلى حد الديكتاتورية، التي يمارسها برشلونة في إسبانيا خلال العقد الأخير. وكان النادي المدريدي قريبا من تحقيق اللقب الغائب منذ أعوام في الموسم الماضي، حيث كانت تفصله نقطة واحدة عن برشلونة، الذي نجح في إجباره على الانتظار حتى المباراة الأخيرة لحسم اللقب، بفضل انتفاضته الإعجازية في الشهور الأخيرة من البطولة، رغم أنه لم ينجح في اعتلاء منصة التتويج في النهاية.
وظهر ريال مدريد مرهقا في نسخة الموسم الماضي من الدوري الإسباني بسبب المشكلات، التي أعاقت طريقه وخصوصا في النصف الأول من الموسم، الذي شهد إقالة المدير الفني السابق للفريق، الإسباني رافايل بينتيز، في يناير (كانون الثاني) الماضي، وحلول زين الدين زيدان، المدرب صاحب الخبرة القليلة، بدلا منه. وحقق اللاعب الفرنسي السابق ما لم يتوقعه أحد في بداية العام، حيث نجح في إعادة شحن طاقة الفريق، الذي تعقدت مسيرته في ذلك التوقيت، وفاز بدوري أبطال أوروبا وكان قاب قوسين أو أدني من الفوز بلقب الدوري. وأصبحت مهمة زيدان في الموسم الجديد تنحسر في الحفاظ على انتظام مسيرة الفريق الملكي في مسابقة الدوري، التي اعتاد خلالها على الانحراف عن الطريق الصحيح، مما يكلفه ثمنا باهظا في النهاية.
وقال سيرخيو راموس، قائد ريال مدريد، مؤخرا: «ليس لدينا وقت الآن للندم، لم نفز بالدوري ولكننا فزنا بدوري الأبطال، نحن جاهزون للصراع مرة أخرى مع برشلونة وأتليتكو». ويستعد ريال مدريد لتحدي الدوري الإسباني بفريق من العيار الثقيل، ضم إليه في الآونة الأخيرة لاعبين متوقعين، باستعادة المهاجم ألفارو موراتا بعد عامين مرضيين في يوفنتوس الإيطالي، بالإضافة إلى احتفاظه باللاعب الشاب الموهوب ماركو أسينسيو، الذي قضى عاما واحدا بين صفوف إسبانيول على سبيل الإعارة.
وبما أن لعنة اللقب الغائب لا تزال قائمة، يتبقى لنا أن ننتظر لنرى ما سيفعله زيدان لغرس الأفكار الإيجابية في عقول اللاعبين وفرض الانتظام على مسيرة الفريق، الذي أخفق أبرز رموزه خلال المواسم الثلاثة الماضية في تحقيق هذا الهدف.
وأكد ريال مدريد علو كعبه قبيل انطلاق الموسم الكروي عقب ظفره بكأس السوبر الأوروبية على حساب مواطنه إشبيلية الأسبوع الماضي. ولم يعمد ريال مدريد إلى تدعيم صفوفه بلاعبين مؤثرين مثلما جرت العادة، وذكر مدربه الفرنسي زين الدين زيدان خلال جولة الفريق الملكي الأميركية في هذا الإطار «من الصعوبة بمكان أن نعزز قوة المجموعة». ورغم إنفاق برشلونة وأتليتكو مدريد غريمي ريال محليا الأموال لاستقدام اللاعبين، اكتفى ريال بتعزيز صفوفه عبر استقدام لاعبه المعار موراتا الذي أبلى بلاء حسنا على امتداد موسمين مع نادي يوفنتوس. وسجل موراتا 3 أهداف مع منتخب إسبانيا في نهائيات كأس أوروبا 2016 مما دفع المدرب زين الدين زيدان لمراجعة حساباته في الخط الأمامي الذي يضم نجوما كبارا مثل رونالدو وبيل والفرنسي كريم بنزيمة. وعلق موراتا على عودته إلى ريال مدريد قائلا: «كانت سنتان طويلتي الأمد. انتظرت طويلا للعودة إلى هنا».
في المقابل، ما برح رونالدو يتعافى من الإصابة التي ألمت به في أربطة ركبته اليسرى في نهائي كأس أوروبا 2016 أمام فرنسا والذي شهد تتويج منتخب بلاده بباكورة ألقابه في المسابقة القارية الأسمى بفضل هدف قاتل حمل توقيع إيدر في الشوط الإضافي الثاني. وسيفتقد ريال هدافه الكبير رونالدو حتى بداية سبتمبر (أيلول) حسب ما ذكر النادي في وقت سابق. وفي السياق عينه، أصاب بيل نجاحا هائلا مع ويلز إذ ساهم في بلوغ منتخب بلاده نصف نهائي كأس أوروبا للمرة الأولى في تاريخه قبل أن يتهاوى أمام زميله رونالدو والبرتغال صفر - 2 في موقعة المربع الذهبي.
وأيضًا، سطع نجم الكراوتي لوكا مودريتش والألماني طوني كروس في نهائيات أمم أوروبا الأخيرة في فرنسا، مما يؤكد وفرة النجوم في تشكيلة المدرب زيدان، الطامح لخطف اللقب العتيد كمدرب بعدما خطفه كلاعب برفقة ريال في موسم 2002 - 2003. وحقق ريال 22 فوزا في 27 مباراة منذ تولي زيدان تدريبه خلفا للإسباني بينيتيز الذي أقيل من منصبة بسبب سوء النتائج. وتوج بلقب دوري الأبطال والكأس السوبر الأوروبية تحت إشراف زيدان الذي منح فرنسا كأس العالم بفضل هدفيه الرأسيين في نهائي ملتهب أمام البرازيل في 12 يوليو (تموز) 1998، وآل لمصلحة المنتخب الفرنسي 3 - صفر. ويصبو ريال أيضًا لخطف لقب بطولة العالم للأندية، لكنه لن يحيد قيد أنملة عن تحقيق هدفه المنشود المتمثل بلقب الدوري المحلي بعد 4 مواسم عجاف، خصوصًا أن مشجعيه لم يهضموا تتويج منافسيه برشلونة وأتليتكو باللقب على حساب الفريق الأحب إلى قلوبهم. ولكن آمال ريال الطامح لمعانقة لقب الدوري الإسباني تصطدم بعقبات جمة مصدرها تحديدا الغريم برشلونة البطل والجار أتليتكو. ويؤشر وجود هذا الكم الهائل من النجوم في تشكيلة المدرب زيدان على قدرة نادي العاصمة على إسقاط أي كان وفي أي زمان ومكان كما يأمل عشاقه، لكن في الوقت عينه قد يتحول إلى سلاح ذي حدين إذا لم يحسن المدرب إدارة الدفة بأفضل طريقة ممكنة. وأعرب زيدان عن تفاؤله بمستقبل ريال مدريد، حيث قال: «المجموعة هي الأهم ولدينا فريق كبير جاهز لمواجهة جميع تحدياتنا».
من جانبه لم يستبعد فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد ضم لاعبين جدد هذا الصيف لكنه يرى أن الفريق الحالي قوي بالفعل ويمكنه المنافسة على كل ألقاب الموسم الجديد. وقال بيريز لموقع النادي على الإنترنت: «حتى يوم 31 أغسطس كل شيء يمكن أن يحدث لكننا نشعر بالرضا حقا عن لاعبينا. من الصعب للغاية تطوير تشكيلتنا». ويمثل تعزيز خط الوسط أولوية لريال مدريد لموسم 2016 - 2017. ومع ذلك فشل بطل أوروبا في ضم لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا الذي عاد لمانشستر يونايتد من يوفنتوس بطل إيطاليا مؤخرا في صفقة ذكرت تقارير أنها تكلفت 89 مليون جنيه إسترليني (98ر115 مليون دولار). كما مدد لاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي الذي كان هدفا أيضًا لريال مدريد تعاقده مع باريس سان جيرمان الأسبوع الماضي حتى يونيو (حزيران) 2021. ويصر بيريز على أن ريال لديه الجودة الكافية لمنافسة الأندية البارزة في أوروبا. وقال: «لدينا تشكيلة استثنائية. نملك أفضل لاعبين في كل مركز كما سبق ورأينا في بطولة أوروبا».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».