واصلت قوات الحزام الأمني، أمس، حملتها العسكرية لتطهير أبين من الجماعات الإرهابية، حيث حققت تقدما جديدا ضد عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» الجناح المحلي لتنظيم «القاعدة بجزيرة العرب»؛ إذ تمكنت قوة عسكرية ضخمة من الدخول إلى مناطق ساحلية وريفية جديدة، أبرزها مدن أحور والعين ولودر ومودية، وسط استقبال شعبي كبير.
وانطلقت قوة عسكرية كبيرة عبر محورين، في وقت واحد، القوة الأولى تحركت صوب الخط الساحلي حتى وصولها مركز مدينة أحور، والقوة الأخرى تحركت ناحية المديريات الريفية حتى دخولها العين ولودر، وسط فرار جماعي للعناصر الإرهابية باتجاه محافظتي شبوة البيضاء.
وأكد العميد محمد ملهم، قائد اللواء 111 ميكا بمدينة أحور الساحلية، وصول قوات من الحزام الأمني إلى مركز المديرية، أمس، وهي قوة مشكلة من عناصر اللجان الشعبية بالمديرية، وتشكل بمجملها الحزام الأمني بالمحافظة، وهي قوة رسمية مدربة ومتمكنة، حيث تم استقبالهم وترتيب سكنهم للقيام بمهامهم في حفظ الأمن والاستقرار على أكمل وجه. وأوضح قائد اللواء 111 ميكا في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» بأن المهمة الرئيسية للقوات الأمنية ستكون تأمين الخط الساحلي وتعقب الجماعات الإرهابية وحفظ الأمن والاستقرار، حتى استكمال تطهير المحافظة من عناصر التنظيم الإرهابي وعودة هيبة الدولة إلى أبين التي عانت كثيرًا من عناصر الشر والإرهاب، حسب قوله.
وقال الناشط حيدرة واقس، أحد أبناء مديرية مودية لـ«الشرق الأوسط»: إن القوة العسكرية نجحت في بسط السيطرة على المديريتين وسط ترحيب شعبي كبير، مؤكدا أن عناصر القاعدة كانت قد انسحبت صوب محافظة البيضاء وإلى الجبال والوديان المحيطة بأبين، مشيرًا بأنه من المتوقع أن تواصل قوات الجيش مسنودة بالأمن انتشارها خلال اليومين المقبلين إلى باقي المديريات بأبين، وهي الوضيع ومودية والمحفد.
وبالتزامن مع تمكن قوات الحزام الأمني من دخولها المناطق الريفية في لودر، أقدمت ميليشيات الانقلابيين (الحوثي – صالح)، أمس، على قصف عشوائي عنيف على مناطق لودر، وذلك من مكيراس والجبال المطلة على المدينة، حيث ما زالت الميليشيات تفرض كامل سيطرتها على مكيراس الحدودية مع محافظة البيضاء، وذلك منذ حرب مارس (آذار) من العام الماضي.
وقال مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن قصف الميليشيات استهدف قرية آل مزاحم أسفل ثرة، فيما تساقطت قذائف أخرى بالقرب من قرية عرفان، دون الإشارة إلى سقوط ضحايا مدنيين، حيث تزامن ذلك القصف مع صول الحملة العسكرية لتطهير أبين من الإرهابيين إلى أطراف قرى وأرياف المديرية. وقالت المصادر إن «القصف الذي شنته الميليشيات، أمس، على مناطق وقرى مديرية لودر، يأتي في إطار الدعم من قبل الميليشيات لعناصر (القاعدة) وإسنادها وفتح ممر آمن لها للمرور والهرب إلى محافظة البيضاء، الذي جاء متزامنًا مع دخول القوات الأمنية للمدينة والانتشار فيها لتعقب الجيوب الإرهابية وحفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة».
في السياق ذاته، انتشرت قوات من الحزام الأمني بمديرية لودر الريفية لحفظ الأمن والاستقرار وتعقب الجماعات الإرهابية بعد ساعات من دخولها المديرية التي تعد «معقل اللجان الشعبية الجنوبية» التي حاربت «القاعدة» في 2012، واستطاعت أن تحرر المحافظة منها بزعامة عبد اللطيف السيد، قائد قوات الحزام الأمني في أبين حاليًا، قبل أن تستغل «القاعدة» الأوضاع الأمنية وحرب مارس 2015 على أبين والجنوب لتعاود نشاطها بالسيطرة على أبين ليتم تطهيرها قبل أول من أمس.
وتعرف مدينة لودر بمديرية اللجان الشعبية، وهي المدينة الوحيدة في أبين التي شكل أبناؤها وشيوخ القبائل طوقا تصدى لمواجهة «القاعدة» حينها التي استولت على أبين إبان ثورة التغيير في عام 2011، حيث تمكنت لودر ومناطق المنطقة الوسطى في أبين من تشكيل اللجان الشعبية لقتال القاعدة بالمحافظة التي انتصرت بتطهيرها في نهاية عام 2012 بتضحيات كبيرة قدمتها بمئات الشهداء والجرحى.
وتتشكل قوات الحزام الأمني، التي نجحت في تطهير أبين من «القاعدة» بقيادة عبد اللطيف السيد قائد اللجان الشعبية، سابقا، من عناصر اللجان التي قاتلت «القاعدة» قبل أعوام وانتصرت عليها، وذلك بعد أن تمت إعادة تدريبهم وتأهيليهم من قبل قوات التحالف العربي في عدن، بصفتهم قوة رسمية مدربة تشكل نواة القوة الأمنية المكلفة بتطهير المحافظة، وتعقب الجيوب الإرهابية، واستعادة الأمن والاستقرار إلى أبين.
من ناحية ثانية، استهدف مجهولون موكب قيادي في قوات الحزام الأمني بمحافظة لحج بعبوة ناسفة أثناء مرور طقم عسكري في الشارع الرئيسي بمنطقة اللحوم بدار سعد شمال عدن، عصر أمس، وأسفر الهجوم عن سقوط عدد من الجرحى. وقالت مصادر أمنية في الحزام لـ«الشرق الأوسط» إن «المجهولين استهدفوا القيادي في الحزام الأمني بلحج صالح السيد أثناء مروره بطقم عسكري شمال عدن؛ ما تسبب في سقوط 3 جرحى من مرافقيه تم نقلهم لتلقي العلاج في أحد مشافي عدن، ولم تفصح عن تفاصيل أكثر حول الواقعة.
قوات الجيش الوطني تصل إلى مدن ساحل وريف محافظة أبين.. وتنفذ انتشارًا أمنيًا دائمًا
عناصر «القاعدة» فروا إلى جبال شبوة والبيضاء تحت غطاء قصف عشوائي للميليشيات
قوات الجيش الوطني تصل إلى مدن ساحل وريف محافظة أبين.. وتنفذ انتشارًا أمنيًا دائمًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة