دبلوماسي روسي في صنعاء لم نعترف بـ «المجلس السياسي»

المخلافي سيلتقي بوغدانوف في جدة السبت

جنود يمنيون شاركوا في عملية مداهمة مخزن أسلحة تابع لموالين لميليشيا الانقلاب في عدن أمس (أ.ف.ب)
جنود يمنيون شاركوا في عملية مداهمة مخزن أسلحة تابع لموالين لميليشيا الانقلاب في عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

دبلوماسي روسي في صنعاء لم نعترف بـ «المجلس السياسي»

جنود يمنيون شاركوا في عملية مداهمة مخزن أسلحة تابع لموالين لميليشيا الانقلاب في عدن أمس (أ.ف.ب)
جنود يمنيون شاركوا في عملية مداهمة مخزن أسلحة تابع لموالين لميليشيا الانقلاب في عدن أمس (أ.ف.ب)

أكد أوليغ دريموف، القائم بأعمال السفارة الروسية في صنعاء، أن الموقف الروسي بشأن الأزمة اليمنية واضح منذ البداية وهو الاعتراف بالحكومة الشرعية التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي، مشيرًا إلى أنه جرت إساءة فهم تصريحه بشأن المجلس السياسي الأعلى التابع للانقلابيين.
وقال دريموف في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مقر السفارة الروسية في صنعاء، إن موسكو رسميًا وقانونيًا لا يمكنها الاعتراف بحكومتين حسب قرار مجلس الأمن الدولي «2216»؛ حيث إن روسيا تؤيد ولديها علاقات رسمية وزيارات واتصالات هاتفية مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الرئيس اليمني الشرعي.
وأشار القائم بأعمال السفارة الروسية إلى أن سفارة موسكو في صنعاء تتواصل مع الطرف الثاني في هذا النزاع لتقريب وجهات النظر ومساعدة جهود إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي إلى اليمن، لإيجاد حل سلمي وسياسي. وأوضح دريموف أن وسائل الإعلام غيرت العبارة وكتب بعضها أن «روسيا مستعدة للاعتراف بالمجلس السياسي رسميًا.. هذا غير صحيح، التصريح كان أن روسيا أيدت ولا تزال كل الجهود الرامية لإيجاد حل وسط مقبول لطرفي النزاع اليمني فقط».
وذكر دريموف أن روسيا ضمن الدول العشر الراعية للمشاورات اليمنية والعملية الانتقالية، وتابع: «مع الأسف الشديد، كثير من الصحافيين يغيرون معنى التصريحات ويكتبون ما يريدون، مما يسبب مشكلات». وكانت قناة «اليمن اليوم» التابعة للمخلوع صالح، نقلت على لسان أوليغ دريموف تأييد روسيا للمجلس السياسي الأعلى الذي أعلنه المخلوع صالح والحوثيون.
من جهته، أكد عبد الملك المخلافي وزير الخارجية اليمني لـ«الشرق الأوسط» عدم وجود أي تغير في الموقف الروسي تجاه الشرعية اليمنية، معتبرًا تصريحات القائم بأعمال السفارة الروسية في صنعاء بشأن المجلس السياسي الانقلابي الأخير، خطأ وقع فيه، ومن ثم صححه السفير الروسي بعد اعتباره هذا المجلس خطوة من طرف واحد.
وكشف المخلافي أنه سيلتقي السبت المقبل في جدة ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، وأضاف: «لا أعتقد أن هناك تغيرا، بل ما حدث هو نوع من الخطأ الذي وقع فيه هذا الشخص، وقد أعقبه تصريح للسفير اعتبر تأسيس المجلس السياسي خطوة من طرف واحد، وسيكون لي لقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي في جدة السبت المقبل، ونحن على تواصل مع الأصدقاء الروس، ولا أعتقد أن هناك أي تغير في هذا الجانب، وهذا الوضع سيصحح بإذن الله».
كما أوضح وزير الخارجية اليمني أنه أجرى اتصالاً مع سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، واتفقا على اللقاء في نيويورك الشهر المقبل، على أن يتم ترتيب زيارته إلى روسيا بعد هذا اللقاء.
وكان عبد الملك المخلافي التقى لافروف في فبراير (شباط) الماضي وبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والمستجدات على الساحات؛ اليمنية والعربية والدولية. وعبر المخلافي حينها عن تطلع الحكومة اليمنية إلى أن ترسل روسيا رسالة واضحة لتحالف الانقلاب صالح والحوثي بأن العالم موحد فيما يخص اليمن، وأن مسار العملية السياسية واضح الملامح من خلال تنفيذ قرار مجلس الأمن «2216»، واستكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، باعتبار روسيا ضمن الدول العشر الراعية للفترة الانتقالية والتسوية التي انقلب عليها تحالف الحوثي - صالح.
بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي للمخلافي ألا تعاون روسيًا مع ميليشيا صالح والحوثي، لافتا إلى أن روسيا اضطرت لوقف مشاريع في قطاع الكهرباء، وقطاعات أخرى تنموية بعد عمليات الانقلاب واجتياح ميليشيا الحوثي المدن اليمنية، متطلعًا إلى عودة التعاون مع الحكومة اليمنية بمجرد استقرار الأوضاع.
وشدد لافروف على أن «روسيا تقف إلى جانب الحكومة اليمنية الشرعية، ومع تطبيق قرار مجلس الأمن (2216)». كما أعرب عن التزام روسيا بدعم المشاورات والحل السلمي تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن روسيا ترسل رسائل واضحة لصالح والحوثي بأن روسيا تدعم الشرعية الدستورية في اليمن.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».