كيف تتحايل على غلاء باريس؟

نصائح لتفادي دفع مبالغ طائلة في واحدة من أغلى عواصم العالم

كيف تتحايل على غلاء باريس؟
TT

كيف تتحايل على غلاء باريس؟

كيف تتحايل على غلاء باريس؟

من المعروف عن عاصمة النور باريس، أنها واحدة من أغلى عواصم العالم من حيث المعيشة والزيارة، ولكن روعتها وغناها الثقافي يجذبان الزوار على الرغم من التلكفة الباهظة لزيارة معالمها، والتسوق في محالها، والأكل في مطاعمها الراقية صاحبة أرفع النجوم، ولكن تبقى هناك بعض النصائح والحيل التي تجعلك تتنعم بروعة المدينة دون تكبد مبالغ طائلة.
كما تعلم الأشياء في باريس باهظة الثمن، فإذا كنت من محبي الفنون فستدفع 15 يورو (17 دولارا) لمشاهدة الموناليزا، و17 يورو للقيام بجولة إلى أعلى برج إيفل، ولكن الفرنسيين يعرفون بعض الطرق الجيدة للاستمتاع بالمقاصد بتكلفة منخفضة. وفيما يلي بعضها:

المتاحف

الدخول مجانا إلى المعارض الدائمة في 14 متحفا بالمدينة، ومن بينها منزل فيكتور هوجو في «بلاس دي فوج» ومتحف «كارنافاليه» للتاريخ في باريس، الواقع في حي ماريه ومتحف الفن الحديث.
ويشير مؤلف كتب الترحال ميخائيل نويباور إلى أنه في أول أحد من كل لشهر تفتح الكثير من المتاحف الوطنية أبوابها مجانا أمام الجمهور، وهذا يشمل اللوفر بما ذلك الموناليزا، رغم أن الحشود ستكون هائلة في الشهور من أبريل (نيسان) إلى سبتمبر (أيلول).

القهوة

إنها باهظة الثمن في باريس، ولكن هناك خدعة ليست بالجديدة، ويقول نويباور «لا تذهب إلى مقهى يقع بجوار متحف اللوفر، ولكن توجه إلى آخر على بعد شوارع عدة منه» حيث الأسعار أرخص.
وتقول القاعدة العامة «إنه كلما كان المقهى قريبا من مقصد سياحي مهم، كانت الأسعار أعلى، وبالتالي دائما ما يستحق الأمر أن تسير لدقائق قليلة للعثور على مقهى آخر».

الطعام

في عاصمة الطبخ الراقي، أنت لا تريد أن تقصر نفسك على القهوة والخبز الفرنسي، ولكن على الأقل ادع نفسك ولو لمرة إلى وجبة ملائمة في الخارج، إلا أنها يمكن أن تؤثر في ميزانيتك.
ويقدم مكتب السياحة هذه المعلومة: لِمَ لا تحجز طاولة لتأكل عليها في مدرسة تعليم طهي؟ وهنا حيث يتعلم طهاة المستقبل كيفية إعداد وجبات راقية يمكنك العثور عليها في مطاعم ثلاث نجمات. ويمكن أن تراوح تكلفة الوجبة ما بين 15 و30 يورو.

الإقامة

الغرف الفندقية في باريس ليست رخيصة تماما؛ فلقد بلغ متوسط الإقامة في الليلة العام الماضي 138 يورو، بحسب بوابة «هوتل برايس رادار». وقال دينيس أوبراخ، وهو ناشر دليل السفر الإلكتروني «هيلب توريستس» (ساعد السياح): إن «الإقامة في شقة في العطلة يمكن أن توفر أموالا محتملة للعائلات أو الجماعات الصغيرة».

التنقلات

ومن أجل التنقل، يوصي «دليل السفر» بشراء تذكرة أسبوعية تسمى «نافيجو ديكوفير»، وتغطي التذكرة التي تبلغ تكلفتها 25.‏21 يورو المناطق (واحدة إلى خمس)، وتشمل أيضا الانتقال إلى المطار، ورحلات إلى قصر فرساي وديزني لاند.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».