منحت العداءة روث جيبيت البحرين ذهبيتها الأولى في تاريخ مشاركاتها في دورة الألعاب الأولمبية عندما أحرزت المركز الأول في سباق 3 آلاف متر موانع، أمس، في دورة ريو دي جانيرو. وقطعت جيبيت مسافة السباق بزمن 75.59.8 دقائق متقدمة على الكينية هايفن كاينغ جيبكيموي (12.07.9 د)، فيما عادت البرونزية للأميركية إيما كوبورن (63.07.9 د). وجاءت التونسية حبيبة الغريبي في المركز الثاني عشر بزمن 75.28.9 دقائق. وهي الميدالية الثانية للبحرين في الدورة بعد فضية كيروا أول من أمس في الماراثون، والثالثة في تاريخ مشاركاتها الأولمبية بعد فضية مريم يوسف جمال في 1500 م في لندن 2012.
وأعربت جيبيت عن سعادتها بالميدالية الذهبية، وقالت في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا أعرف كيف أصف مشاعري، أنا سعيدة جدا بهذه الميدالية، كنت أتوقع الفوز بها ولكن ليس بهذه الطريقة». وأضافت: «جربت حظي في البداية من خلال الانطلاق بسرعة لجس نبض باقي العداءات وعندما لاحظت غياب أي ردة فعل منهن واصلت طريقي حتى النهاية». في المقابل، أعربت الغريبي حاملة الذهب الأولمبي في لندن عن خيبة أملها، وقالت في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أيضا: «أنا مستاءة بطبيعة الحال، فأنا صاحبة اللقب الأولمبي وكنت أرغب في الاحتفاظ به، لكنني أنهيت السباق في مركز متأخر». وأضافت: «لكل سباق ظروفه، وجسمي اليوم لم يساعدني على ردة الفعل للبقاء قريبة من جيبيت، لقد كانت مذهلة، ما حققته في هذا السباق كان رائعا جدا ولا يصدق».
وهي الذهبية الأولى للعرب في الدورة علما بأن الرامي الكويتي فهيد الديحاني توج الأربعاء الماضي بذهبية مسابقة الحفرة المزدوجة «دبل تراب»، لكنها لا تحتسب لبلاده ولا للعرب كون الكويت تشارك تحت الراية الأولمبية؛ بسبب قرار الإيقاف المتخذ بحق الرياضة الكويتية منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2015 لتعارض القوانين المحلية مع المواثيق والقوانين الرياضية الدولية، وأحرز مواطنه عبد الله الرشيدي برونزية السكيت أيضا السبت. ورفعت جيبيت غلة العرب إلى 7 ميداليات بعد فضية البحرينية أونيس جبكيروي كيروا في الماراثون وبرونزيات لاعب الجودو الإماراتي توما سيرجيو والرباعين المصريين محمد إيهاب وسارة سمير والمبارزة التونسية إيناس البوبكري. وضمن الملاكم المغربي محمد ربيعي برونزية على الأقل بعد بلوغه الدور نصف النهائي لوزن 69 كلغ السبت.
وكان القطري معتز برشم والسوري مجد الدين غزال بلغا نهائي الوثب العالي، وتأهلت العداءة المغربية رباب العرافي إلى نهائي 1500 متر الأحد في ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية. وتصدر برشم التصفيات التأهيلية بعدما ارتفع 29.2 متر بالتساوي مع عشرة رياضيين من بينهم السوري غزال. وبدأ برشم على علو 17.2 متر، ثم 22.2 و26.2 و29.2، فيما تخطى غزال ارتفاع 22.2 متر و26.2 و29.2 من المحاولة الثانية، وبرشم هو صاحب برونزية لندن 2012، وفضية بطولة العالم 2013 في موسكو، وحامل ذهبية الألعاب الآسيوية في 2010 و2014، ويبلغ رقم برشم الشخصي 43.2 متر أي أقل بسنتيمترين من الرقم القياسي العالمي الصامد منذ عام 1993 بحوزة الكوبي الشهير خافيير سوتومايور الذي سجل 45.2 متر في لقاء سلمنقة الإسباني. أما غزال، فقد سجل في لقاء بكين الدولي في 18 مايو (أيار) المركز الأول محققا رقما قياسيا شخصيا هو 36.2 متر. ونجح في 15 يوليو (تموز) في لقاء موناكو الدولي المرحلة التاسعة من الدوري الماسي، في تسجيل 34.2 متر فاحتل المركز الثالث، ويخوض 15 واثبا النهائي اليوم.
وتأهلت المغربية العرافي إلى نهائي سباق 1500 متر بعد حلولها سابعة في سباقها ضمن نصف النهائي وفي المركز الحادي عشر من أصل 12 عداءة تأهلت إلى النهائي. وقالت العرافي لوكالة الصحافة الفرنسية: «كان السباق سريعا وبذلت مجهودا كبيرا للتأهل. أتمنى إسعاد المغاربة والعرب في النهائي. لم أتمكن أن أصل مع أول خمس عدءات لضمان التأهل حسابيا، لكنني دفعت بشكل كبير في الأمتار الأخيرة لتحقيق زمن جيد». وأضافت العرافي التي سجلت 60.05.4 دقيقة، فيما يبلغ رقمها الشخصي 71.02.4 دقيقة: «هذا إنجاز كبير لي أن أتأهل إلى النهائي، وهناك لكل حادث حديث، فإحراز ميدالية أمر ممكن». وحلت المغربية الأخرى مليكة العقاوي في المركز الثامن في سباقها (55.08.4 دقيقة)، والتاسع عشر في الترتيب العام.
وتأهلت أول خمس عداءات إلى النهائي بالإضافة إلى زمن أسرع عداءتين.
وتصدرت نصف النهائي حاملة الرقم العالمي الإثيوبية غنزيبي ديبابا (06.03.4 دقيقة) أمام الهولندية سيفان حسن.
وفي سباق تاريخي حطم فيه الجنوب أفريقي وايد فان نيكيرك رقما عالميا للأميركي مايكل جونسون صامدا منذ 1999. وأنهى البحريني خميس علي سباقه في المركز السادس محققا رقما وطنيا في سباق 400 متر، وسجل خميس 36.44 ثانية، فيما انطلق فان نيكرك بسرعة الصاروخ مسجلا 03.43 ثانية، وقال خميس: «كان سباقا صعبا جدا. حاولت التقدم لكن هناك رقما قياسيا. لا أعتقد أن أحدا سيحطمه في المستقبل».
العرب في مسابقات اليوم
يملك 4 رياضيين عرب فرصة من ذهب للظفر بإحدى الميداليات الثلاث في اليوم الثاني عشر من دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في ريو دي جانيرو. والرياضيون هم: السباح التونسي أسامة الملولي، والقطري معتز برشم، والسوري مجد الدين غزال (الوثب العالي)، والعداءة المغربية رباب العرافي (1500 متر). يسعى «قرش قرطاج» الملولي إلى الدفاع عن لقبه الأولمبي في سباق 10 كلم ورفع غلته الأولمبية إلى 4 ميداليات. وضحى الملولي بسباق 1500 متر عندما خرج خالي الوفاض على الرغم من صدارته لمجموعته في التصفيات، وذلك من أجل ألا يرهق نفسه ويكون في الموعد في سباق اليوم. وكان الملولي أعلن في تصريح قبل الأولمبياد أنه متردد بخصوص خوض سباق 1500 متر؛ لأن «ذلك قد يؤثر في جاهزيتي، لكنه قد يكون أيضا مؤشرا جيدا. سوف نرى مع مدربي»، مشيرا إلى أن هدفه الرئيسي «هو سباق 10 كلم». يعتبر الملولي الذي يشارك في الأولمبياد للمرة الخامسة في مسيرته الرياضية، أكثر رياضي تونسي تتويجا بميداليات في الألعاب الأولمبية، إذ حصل على ذهبية سباق 10 كلم حرة، وبرونزية سباق 1500 متر خلال أولمبياد لندن 2012، وذهبية 1500 متر حرة في أولمبياد بكين 2008، كما أنه أول سباح في تاريخ الأولمبياد يتوج بالذهب في مسابقتي 10 كلم و1500 متر، وأول سباح عربي يتوج بالمعدن النفيس في نسختين أولمبيتين.
تبدو حظوظ القطري معتز برشم والسوري مجد غزال كبيرة في الصعود على منصة التتويج اليوم في مسابقات الوثب العالي. وحجز الرياضيان بطاقتيهما إلى الدور النهائي بسهولة كبيرة حيث تصدر الأول تصفيات المجموعة الأولى بقفزه 29.2 متر في محاولته الأولى، وحل الثاني خامسا في المجموعة الثانية بالرقم ذاته كونه سجله في محاولته الثانية. يمني برشم النفس بتحقيق إنجاز أفضل من لندن 2012 عندما نال البرونزية رافعا غلة بلاده إلى 4 منها في تاريخ مشاركاتها الأولمبية.
وتبدو سوريا مع «غزالها» أقرب من أي وقت مضى إلى حصد ميدالية أولمبية رابعة بعد ذهبية غادة شعاع في السباعية في أتلانتا 1996. وفضية جوزف عطية في المصارعة اليونانية - الرومانية في لوس أنجليس 1984. وبرونزية الملاكم ناصر الشامي في أثينا 2004. وعاش غزال موسما رائعا فسجل في لقاء بكين الدولي في 18 مايو (أيار) المركز الأول رقما قياسيا شخصيا هو 36.2 متر، ونجح في في لقاء موناكو الدولي المرحلة التاسعة من الدوري الماسي، في تسجيل 34.2 متر، فاحتل المركز الثالث خلف الإيطالي جانماركو تامبيري (39.2 متر)، والأوكراني بوغدان بوندارنكو (37.2 متر)، وإمام برشم (31.2 متر)، والبريطاني روبرت غرابارز (31.2 متر أيضا).
ويقف الملاكم الأردني حسين أبو عشيش على بعد مباراة واحدة من وضع اسم بلاده على جدول الميداليات للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته الأولمبية، وذلك عندما يخوض دور الثمانية لوزن فوق 91 كلغ أمام الفرنسي توني فيكتور جيمس يوكا.
وسيضمن أبو عشيش ميدالية برونزية على الأقل للأردن في حال تأهله إلى نصف النهائي، باعتبار أن الخاسرين في دور الأربعة يصعدان معا على منصة التتويج.
ويعتبر الأردنيون أولمبياد ريو 2016 بوابة لتذوق حلاوة الفوز بأول ميدالية أولمبية رسمية بعد 3 ميداليات برونزية شرفية حصل عليها أبطال التايكواندو إحسان أبو شيخه، وسامر كمال (سيول 1988)، وعمار فهد في أولمبياد برشلونة 1992. واعتبرت الميداليات الثلاثة شرفية؛ لأن التايكواندو لم تكن وقتذاك رياضة أولمبية معتمدة رسميا. يسعى الرباع المصري جابر محمد إلى أن يحذو حذو مواطنيه محمد إيهاب وسارة سمير لحصد ميدالية في وزن فوق 105. وحصد إيهاب وسارة برونزيتين في رفع الأثقال هما الوحيدتان للفراعنة في الدورة الحالية، ويطمح إلى الصعود على منصة التتويج في اليوم الأخير من منافسات رفع الأثقال. ويشارك في الوزن ذاته أيضا السوري معن أسعد والجزائري وليد بيداني.