قوات السراج تعلن عن معارك جديدة في سرت.. و«داعش» يرد بتفجيرين انتحاريين

ميليشيات مسلحة تستولي على مقر جهاز المخابرات الليبية في طرابلس

عنصر من القوات الموالية للحكومة الشرعية أثناء معركة ضد تنظيم {داعش} في حي الزعفران بمدينة سرت (أ.ف.ب)
عنصر من القوات الموالية للحكومة الشرعية أثناء معركة ضد تنظيم {داعش} في حي الزعفران بمدينة سرت (أ.ف.ب)
TT

قوات السراج تعلن عن معارك جديدة في سرت.. و«داعش» يرد بتفجيرين انتحاريين

عنصر من القوات الموالية للحكومة الشرعية أثناء معركة ضد تنظيم {داعش} في حي الزعفران بمدينة سرت (أ.ف.ب)
عنصر من القوات الموالية للحكومة الشرعية أثناء معركة ضد تنظيم {داعش} في حي الزعفران بمدينة سرت (أ.ف.ب)

أكّدت مصادر أمنية في العاصمة طرابلس وسكان محليون أن كتيبة «ثوار طرابلس» التي يقودها هيثم التاجوري، الموالي لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج، سيطرت على مقر جهاز المخابرات الليبية في منطقة الفرناج جنوب شرقي العاصمة بعد اشتباكات مسلحة دامت بضع ساعات مع «الجماعة الإسلامية الليبية»، بينما التزمت حكومة السراج الصمت.
وكانت ميليشيات الجماعة المقاتلة تتولى تأمين مقر المخابرات، بينما هيمنت كتيبة التاجوري على عدة مبانٍ تابعة للجهاز جنوبي العاصمة طرابلس بما فيها مقر إدارة الجوازات والهجرة. ونعت كتيبة ثوار طرابلس على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أحد عناصرها ونشرت صورته، لكنها لم توضح صلته بالاشتباكات الأخيرة التي تقول مصادر غير رسمية بأنها أدت إلى مقتل وإصابة سبعة أشخاص على الأقل.
وأثارت هذه التطورات مخاوف من اندلاع معارك واسعة بين ميليشيات الجماعة المقاتلة وكتيبة ثوار طرابلس حول بقية فروع جهاز المخابرات، الذي يقوده مختار نوح، الموالي لجماعة الإخوان المسلمين. وتعاني العاصمة الليبية من هيمنة ميليشيات مسلحة على معظم المقرات الحكومية والرسمية، في ظل غياب أي مؤسسة عسكرية أو أمنية رسمية قادرة على فرض الأمن والنظام داخل المدينة.
إلى ذلك، قالت القوات الموالية لحكومة السراج إنها حققت أمس تقدما في المعارك التي تخوضها ضد تنظيم داعش في مدينة سرت، على الرغم من إعلان التنظيم المتطرف أن اثنين من انتحارييه فجرا أول من أمس سيارتين مفخختين قرب تجمعين للقوات الحكومية.
وقالت ولاية طرابلس التابعة للتنظيم في بيان لها، إن الانتحاريين وهما تونسي ومصري: «تمكنا من تفجير سيارتيهما المفخختين وسط تجمعين لمرتدي حكومة الوفاق في المحور الغربي لمدينة سرت، ليحصدا منهم العشرات بين هالك وجريح ويدمرا الكثير من آلياتهم».
وأضاف التنظيم أن مقاتليه قاموا بعدها باستهداف القوات الموالية للحكومة «بعدة عبوات ناسفة مما أسفر عن هلاك عدد منهم وإعطاب دبابتين وعجلتين». لكن رضا عيسى المتحدث باسم عملية «البنيان المرصوص» اعتبر في المقابل أن الحصيلة المضخمة التي قدمها «داعش»، تندرج في إطار الدعاية التي ينتهجها التنظيم.
وقال عيسى لوكالة الصحافة الفرنسية «تعاملت قواتنا مع ما لا يقل عن سيارتين مفخختين. واحدة فقط انفجرت وأصابت قواتنا والأخرى تم قتل سائقها قبل أن يتمكن من تفجيرها»، لافتا إلى أن حصيلة تفجير السيارة المفخخة هي «شهيدان» و«ستة جرحى»، يضاف إليهم ستة قتلى ونحو 45 جريحا سقطوا في نفس اليوم في معارك سرت.
كما نفى أن يكون الانتحاري قد نجح في الوصول بسيارته إلى مقربة من تجمع للقوات وإعطاب عدد من آلياتها، مشيرا إلى أن التعامل مع السيارات المفخخة يستدعي أحيانا أن يتقدم المقاتلون باتجاه السيارة المفخخة لإعاقة وصولها إلى هدفها فتنفجر قربهم مما يؤدي إلى مقتل بعضهم أو إصابتهم. وأكد المتحدث أن «السيارة المفخخة الثانية لم تنفجر وكتيبة الهندسة تعمل على تفكيكها».
ووزع المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص صورا تظهر تقدم قوات موالية لحكومة السراج، في معارك تحرير العمارات الهندية والتقدم داخل الحي رقم 2 بمدينة سرت. وقال مصدر عسكري إن القوات أحرزت تقدما داخل الحي رقم 2 بدعم من المدفعية وقوات بحرية، مشيرا إلى أن الطائرات الليبية نفذت ضربتين جويتين، فيما أظهرت صورة مدفعا مثبتا على زورق للقوات البحرية يشارك في العملية. بينما أوضح أكرم قليوان، المتحدث باسم مستشفى مصراتة المركزي، أن أربعة على الأقل من قوات كتائب مصراتة قتلوا في اشتباكات فيما أصيب 32 آخرون.
وقالت كتائب مصراتة إنها سيطرت على مبنى للإذاعة استخدمه تنظيم داعش سابقا للبث، علما بأن المبنى قريب من مجمع واجادوجو وهو معلم رمزي في سرت سيطرت عليه الكتائب الأسبوع الماضي ورفعت عليه العلم الليبي بدلا من علم التنظيم.
ونجحت هذه القوات في استعادة عدد من المواقع الرئيسية في سرت هذا الأسبوع بدعم من ضربات جوية أميركية ضد تنظيم داعش بدأت مطلع الشهر الجاري، بينما صارت عناصر التنظيم المتشدد الآن محاصرة في مناطق سكنية في وسط مدينة سرت.
ومنذ انطلاقها في شهر مايو (أيار) الماضي، قتل في عملية «البنيان المرصوص» أكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية وأصيب أكثر من 1800 بجروح، بينهم 150 جروحهم خطرة، في حين لم تعرف حصيلة القتلى في صفوف الجهاديين.
واستولى «داعش» على سرت العام الماضي وفرض حكمه المتشدد على المدينة التي جعلها مقرا لكثير من المقاتلين الأجانب، قبل أن تشن كتائب مصراتة المدعومة من الحكومة حملة لاستعادة المدينة في سعي لوقف تقدم مقاتلي التنظيم المتشدد عبر الساحل صوب مصراتة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.