وجه حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في تركيا انتقادات حادة إلى حملة الاعتقالات والإقالات الموسعة، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو (تموز) الماضي.
وقالت الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي فيجن يوكسك داغ إن الحملات الأمنية التي أطلقتها السلطات التركية عقب محاولة الانقلاب الفاشلة لا تختلف عن حملات الانقلابيين، مضيفة: «انتهى انقلاب أصحاب النياشين، ويستمر حاليا انقلاب أصحاب ربطات العنق».
كان حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزبا الشعب الجمهوري والحركة القومية المعارضان قد بدأوا عقد اجتماعات بمقر البرلمان التركي، الجمعة، لبحث حزمة تعديلات دستورية مصغرة. وجاءت هذه الاجتماعات بعد لقاء عقده الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع رؤساء أحزاب العدالة والتنمية الحاكم والشعب الجمهوري والحركة القومية، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، وكمال كليتشدار أوغلو، ودولت بهشلي، على هامش تجمع «الديمقراطية والشهداء»، في ميدان يني كابي، في إسطنبول، الأحد الماضي.
واستثنى إردوغان من الدعوة إلى اجتماعات دراسة تعديل الدستور حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الذي يتهمه بدعم منظمة «حزب العمال الكردستاني» الإرهابية، كما استثناه من الدعوة للمشاركة في تجمع يني كابي، وقبلها من دعوته للقائه بالقصر الجمهوري مع رؤساء الأحزاب الثلاثة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، لتقديم الشكر لهم على إبداء روح التضامن ودعم الديمقراطية في مواجهة الانقلاب، على الرغم من أن الحزب الكردي هو ثالث أكبر حزب يمتلك عدد مقاعد بالبرلمان بعد العدالة والتنمية والشعب الجمهوري، حيث يمثله 58 نائبا في البرلمان. وتعليقا على غياب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي عن أعمال تعديلات الدستور، قال رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو إن «السياسة تصنع في الأطر الشرعية، وليس في الميادين والمجالات غير الشرعية. ومهمة السياسيين، ومهمتنا في أحزاب العدالة والتنمية والشعب الجمهوري والحركة القومية أن نأخذ حزب الشعوب إلى هذه الميادين الشرعية».
وعلقت فيجن على تصريحات كيليتشدار أوغلو التي أدلى بها للتلفزيون الرسمي التركي (تي آر تي)، قائلة: «إنه يدعونا إلى أرضية ديمقراطية مشروعة، في حين أن ديمقراطيتكم تعتبر ديمقراطية زائفة في ظل سلب الحرية من المواطنين الأكراد».
ويتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حزب الشعوب الديمقراطي بدعم منظمة «حزب العمال الكردستاني» المصنفة كمنظمة إرهابية في تركيا، وفتحت النيابة العامة تحقيقا بحق رئيس الحزب صلاح الدين دميرتاش ونائبه سري ثريا أوندر بتهمة الدعاية للمنظمة، ويواجه الاثنان عقوبة الحبس 5 سنوات.
وفي سياق مواز، عثرت قوات الأمن التركية، مساء السبت، على جثة ناجي أدي يامان، رئيس تنظيم الشباب بحزب العدالة والتنمية الحاكم، في بلدة بيت الشباب بمحافظة شيرناق، عقب اختطافه مع شقيقه «فكرت» على يد مسلحي منظمة «حزب العمال الكردستاني».
وقالت مصادر أمنية إن عناصر من المنظمة «الإرهابية» اخطتفوا الشقيقين ناجي وفكرت، أول من أمس (السبت)، بعد اعتراض طريقهما، وإيقاف سيارة كانا يستقلاناها، في بلدة بيت الشباب، وعثرت السلطات على جثته على بعد كيلومتر واحد من مكان الاختطاف، فيما تواصل فرق الأمن البحث عن شقيقه.
وصعدت منظمة «حزب العمال الكردستاني» من هجماتها في تركيا في الأيام الأخيرة، بعد تصريحات من قيادييها عن نقل العمليات إلى داخل المدن الكبرى، واستهداف قوات الأمن في هذه المدن. وكان القيادي في المنظمة، الرئيس المشارك لاتحاد المجتمعات الكردستانية جميل باييك، قد أعلن من جبال قنديل، في شمال العراق، الأسبوع الماضي، أن «نمطا جديدا من الحرب ضد تركيا قد تم تطويره».
وأضاف باييك، في تصريحات نقلتها وكالة الفرات للأنباء، التابعة للمنظمة: «من الآن فصاعدا، ستخاض هذه الحرب في كل مكان دون تمييز بين جبل وواد ومدينة». ورد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على تصريح باييك، قائلا: «الإرهابيون يدلون بتصريحات، ويقولون إنهم سينزلون إلى المدن.. ليعلموا أنهم إن فعلوا هذا فسنكون لهم بالمرصاد».
الحزب الكردي بتركيا: لا فرق بين انقلاب الجيش وانقلاب الحكومة
مقتل مسؤول بالحزب الحاكم على يد مسلحين أكراد
الحزب الكردي بتركيا: لا فرق بين انقلاب الجيش وانقلاب الحكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة