تتسارع العمليات العسكرية شمال وشرق الموصل وجنوبها لتضييق الخناق على تنظيم داعش فيها تمهيدا لإطلاق عملية حاسمة لتحريرها. وباتت قوات البيشمركة على بعد 15 كيلومترا من مركز مدينة الموصل من الناحية الشرقية، بعد التقدم الذي أحرزته أمس من خلال العملية الواسعة التي بدأتها بمشاركة الآلاف من مقاتليها، وبإشراف مباشر من رئيس الإقليم مسعود بارزاني وإسناد الطيران الدولي من محوري الخازر والكوير لتحرير أحد عشر قرية استراتيجية شرق وجنوب الموصل.
وقال نائب قائد قوات بيشمركة الزيرفاني (النخبة) اللواء سيد هزار لـ«الشرق الأوسط»: «تمكنا حتى الآن من تحرير غالبية المناطق المحددة حسب خطة العملية، ولم تبق أمامنا أي منطقة تمثل خطرا، مسلحو التنظيم معنوياتهم ضعيفة أمام البيشمركة، وأصبحت المنطقة تحت سيطرتنا». وأضاف: «أثناء تقدمنا باتجاه تحرير هذه القرى، واجهنا الكثير من العوائق، مسلحو التنظيم أبدوا مقاومة واندلعت اشتباكات ضارية، لكن الإرادة القوية التي تتمتع بها قوات البيشمركة وإصرارها على تحرير هذه المناطق قهرت مسلحي (داعش) وهزمتهم في هذه المناطق»، كاشفا أن أكثر من 100 مسلح من التنظيم قتلوا خلال معارك أمس. وقال إن «العملية حققت أهدافها، فالمناطق التي حررناها أمس مناطق إستراتيجية تسهل عملية تحرير الموصل من قبل الجيش العراقي».
وهاجم «داعش» قوات البيشمركة بـ21 عجلة مفخخة يقودها انتحاريوه، لكن البيشمركة وطائرات التحالف الدولي دمرت هذه العجلات قبل أن تصل إلى أهدافها وتقدمت البيشمركة لمسافة تزيد عن عشرة كيلومترات نحو الموصل، وأمنت المناطق المحررة من هجمات «داعش».
وتعتبر القرى التي حررتها البيشمركة استراتيجية من الناحية العسكرية، فإلى جانب كونها مناطق زراعية، فإن مسلحي التنظيم كانوا يستغلون كثافة النباتات الموجودة فيها لشن هجمات بقذائف الهاون على مواقع البيشمركة، وفي الوقت ذاته فإن سيطرة البيشمركة على هذه المناطق تجعل تحركات «داعش» في سهل حمام العليل تحت تهديد نيران البيشمركة. وبهذا التقدم تكون البيشمركة قد اقتربت شرقا من مركز مدينة الموصل بمسافة 15 كيلومترا من جهة الخازر، وجنوبا بمسافة 23 كيلومترا من جهة الكوير.
في غضون ذلك، أوضح الناطق الرسمي لقوات البيشمركة الزيرفاني، العقيد دلشاد مولود، أسماء القرى والمناطق المحررة خلال العملية، وهي: أبزغ، وحميرة، وقرقشة، وشنف، وتل حميد، وكنهش الصغرى، والتآخي، وسطيح، والعامرية، والطريق الاستراتيجي بين قضاء الحمدانية والقرقشة، وهومرمندان، ومرتفعات كنهش، ولم يتبق سوى قرية كنهش الكبرى التي قال المتحدث إنها ستحرر قريبا.
من ناحية ثانية، أحكمت القوات الأمنية السيطرة على الكثير من أجزاء ناحية القيارة (70كم جنوب الموصل)، وقال بيان للقيادة المشتركة في وزارة الدفاع إن «قطعات عسكرية من جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة الخامسة عشرة بالجيش تمكنت من تحرير محطة القيارة الغازية وقريتي الحويجة والحواسم»، مبينا أن «القوات بدأت بالالتفاف إلى الجهة الغربية لناحية القيارة من جهة منطقة الدكازل». وأشار البيان إلى «وجود تقدم كبير للقطعات العسكرية حيث دخلت الناحية من جانب الجسر القديم بتغطية جوية من قبل قوات التحالف».
إلى ذلك، قال مصدر أمني مطلع تحدث لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الكشف عن اسمه إن «رئيس الوزراء حيدر العبادي سيوجه كلمة لأهالي الموصل سوف تتلى عليهم عند بدء المعركة، وذلك من أجل تبيان طبيعة المعركة ورفع المعنويات، حيث إن الهدف الحقيقي هو استعادة الموصل إلى حضن الوطن وطمأنة أهاليها بأنهم هم سيحكم المدينة». وأوضح المصدر أن «هناك تعاونا استراتيجيا عالي المستوى مع قوات التحالف الدولي التي سوف تكثف طلعاتها الجوية بطريقة تربك كل خطط العدو وتشل من قدراته»، موضحا أن «معركة الموصل ستكون مختلفة؛ لأن العدو يراهن كثيرا عليها، حيث تبدو خط دفاعه الأخير، بالإضافة إلى كثرة ما زج فيها من مقاتلين حيث يتجاوزون الـ15 ألف مقاتل تبلغ نسبة العرب والأجانب منهم نحو 15 في المائة، بينما نسبة العراقيين نجو 85 في المائة، علما بأن كل التوقعات تشير إلى أن من سيقاتل بشراسة هم العرب والأجانب، بينما العراقيون وطبقا للمعلومات المتوفرة لدى الجهات المختصة تراجعت معنوياتهم كثيرا لا سيما أن نسبة كبيرة منهم تم خداعهم وهو ما باتوا يشعرون به الآن».
البيشمركة تمهد لمعركة الموصل بتحرير 11 قرية.. والجيش يتقدم جنوب المدينة
«داعش» حاول صدها بـ21 عربة مفخخة يقودها انتحاريون
البيشمركة تمهد لمعركة الموصل بتحرير 11 قرية.. والجيش يتقدم جنوب المدينة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة