البيشمركة تمهد لمعركة الموصل بتحرير 11 قرية.. والجيش يتقدم جنوب المدينة

«داعش» حاول صدها بـ21 عربة مفخخة يقودها انتحاريون

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يشرف على سير المعركة مع «داعش» في منطقة الخازر قرب الموصل أمس (غيتي)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يشرف على سير المعركة مع «داعش» في منطقة الخازر قرب الموصل أمس (غيتي)
TT

البيشمركة تمهد لمعركة الموصل بتحرير 11 قرية.. والجيش يتقدم جنوب المدينة

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يشرف على سير المعركة مع «داعش» في منطقة الخازر قرب الموصل أمس (غيتي)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يشرف على سير المعركة مع «داعش» في منطقة الخازر قرب الموصل أمس (غيتي)

تتسارع العمليات العسكرية شمال وشرق الموصل وجنوبها لتضييق الخناق على تنظيم داعش فيها تمهيدا لإطلاق عملية حاسمة لتحريرها. وباتت قوات البيشمركة على بعد 15 كيلومترا من مركز مدينة الموصل من الناحية الشرقية، بعد التقدم الذي أحرزته أمس من خلال العملية الواسعة التي بدأتها بمشاركة الآلاف من مقاتليها، وبإشراف مباشر من رئيس الإقليم مسعود بارزاني وإسناد الطيران الدولي من محوري الخازر والكوير لتحرير أحد عشر قرية استراتيجية شرق وجنوب الموصل.
وقال نائب قائد قوات بيشمركة الزيرفاني (النخبة) اللواء سيد هزار لـ«الشرق الأوسط»: «تمكنا حتى الآن من تحرير غالبية المناطق المحددة حسب خطة العملية، ولم تبق أمامنا أي منطقة تمثل خطرا، مسلحو التنظيم معنوياتهم ضعيفة أمام البيشمركة، وأصبحت المنطقة تحت سيطرتنا». وأضاف: «أثناء تقدمنا باتجاه تحرير هذه القرى، واجهنا الكثير من العوائق، مسلحو التنظيم أبدوا مقاومة واندلعت اشتباكات ضارية، لكن الإرادة القوية التي تتمتع بها قوات البيشمركة وإصرارها على تحرير هذه المناطق قهرت مسلحي (داعش) وهزمتهم في هذه المناطق»، كاشفا أن أكثر من 100 مسلح من التنظيم قتلوا خلال معارك أمس. وقال إن «العملية حققت أهدافها، فالمناطق التي حررناها أمس مناطق إستراتيجية تسهل عملية تحرير الموصل من قبل الجيش العراقي».
وهاجم «داعش» قوات البيشمركة بـ21 عجلة مفخخة يقودها انتحاريوه، لكن البيشمركة وطائرات التحالف الدولي دمرت هذه العجلات قبل أن تصل إلى أهدافها وتقدمت البيشمركة لمسافة تزيد عن عشرة كيلومترات نحو الموصل، وأمنت المناطق المحررة من هجمات «داعش».
وتعتبر القرى التي حررتها البيشمركة استراتيجية من الناحية العسكرية، فإلى جانب كونها مناطق زراعية، فإن مسلحي التنظيم كانوا يستغلون كثافة النباتات الموجودة فيها لشن هجمات بقذائف الهاون على مواقع البيشمركة، وفي الوقت ذاته فإن سيطرة البيشمركة على هذه المناطق تجعل تحركات «داعش» في سهل حمام العليل تحت تهديد نيران البيشمركة. وبهذا التقدم تكون البيشمركة قد اقتربت شرقا من مركز مدينة الموصل بمسافة 15 كيلومترا من جهة الخازر، وجنوبا بمسافة 23 كيلومترا من جهة الكوير.
في غضون ذلك، أوضح الناطق الرسمي لقوات البيشمركة الزيرفاني، العقيد دلشاد مولود، أسماء القرى والمناطق المحررة خلال العملية، وهي: أبزغ، وحميرة، وقرقشة، وشنف، وتل حميد، وكنهش الصغرى، والتآخي، وسطيح، والعامرية، والطريق الاستراتيجي بين قضاء الحمدانية والقرقشة، وهومرمندان، ومرتفعات كنهش، ولم يتبق سوى قرية كنهش الكبرى التي قال المتحدث إنها ستحرر قريبا.
من ناحية ثانية، أحكمت القوات الأمنية السيطرة على الكثير من أجزاء ناحية القيارة (70كم جنوب الموصل)، وقال بيان للقيادة المشتركة في وزارة الدفاع إن «قطعات عسكرية من جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة الخامسة عشرة بالجيش تمكنت من تحرير محطة القيارة الغازية وقريتي الحويجة والحواسم»، مبينا أن «القوات بدأت بالالتفاف إلى الجهة الغربية لناحية القيارة من جهة منطقة الدكازل». وأشار البيان إلى «وجود تقدم كبير للقطعات العسكرية حيث دخلت الناحية من جانب الجسر القديم بتغطية جوية من قبل قوات التحالف».
إلى ذلك، قال مصدر أمني مطلع تحدث لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الكشف عن اسمه إن «رئيس الوزراء حيدر العبادي سيوجه كلمة لأهالي الموصل سوف تتلى عليهم عند بدء المعركة، وذلك من أجل تبيان طبيعة المعركة ورفع المعنويات، حيث إن الهدف الحقيقي هو استعادة الموصل إلى حضن الوطن وطمأنة أهاليها بأنهم هم سيحكم المدينة». وأوضح المصدر أن «هناك تعاونا استراتيجيا عالي المستوى مع قوات التحالف الدولي التي سوف تكثف طلعاتها الجوية بطريقة تربك كل خطط العدو وتشل من قدراته»، موضحا أن «معركة الموصل ستكون مختلفة؛ لأن العدو يراهن كثيرا عليها، حيث تبدو خط دفاعه الأخير، بالإضافة إلى كثرة ما زج فيها من مقاتلين حيث يتجاوزون الـ15 ألف مقاتل تبلغ نسبة العرب والأجانب منهم نحو 15 في المائة، بينما نسبة العراقيين نجو 85 في المائة، علما بأن كل التوقعات تشير إلى أن من سيقاتل بشراسة هم العرب والأجانب، بينما العراقيون وطبقا للمعلومات المتوفرة لدى الجهات المختصة تراجعت معنوياتهم كثيرا لا سيما أن نسبة كبيرة منهم تم خداعهم وهو ما باتوا يشعرون به الآن».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».