في الأسبوع قبل الماضي، عندما بدأت منافسات الأولمبياد في ريو دي جانيرو، بدا وكأن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بصخبه وشتمائه، سيظل يسيطر على التغطية الإعلامية الأميركية. لكن، في الأسبوع الماضي، صار واضحًا أن اهتمام الإعلام الأميركي بالأولمبياد انتصر على ترامب. ليس ذلك فحسب، بل إن الشعب الأميركي ساعد على هزيمة ترامب في التغطية الإعلامية، وذلك لأن استطلاعات رأي كثيرة أكدت أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تنتصر على ترامب.
لكن، قال تلفزيون «فوكس» اليميني إن الإعلام الأميركي هو الذي ظلم ترامب، مع الأولمبياد أو مندونه، مع نتائج الاستطلاعات أو من دونها.
وقال موقع «538» إن هبوط نجم ترامب جعل الإعلام الأميركي يغطي كلينتون أكثر مما كان يفعل. وأضاف الموقع: «يبدو أن الإعلام الأميركي صار ينصف هيلاري كلينتون، بعد شهور من حماسه لترامب، رغم تصريحات وشتائم ترامب. يبدو أن خبراء الإعلام الذين يقولون إن الإعلام، في نهاية المطاف، ما هو إلا انعكاس لرأي الشعب على حق. السؤال هو: كيف يحدث ذلك؟ هل يقول الصحافيون: ما دامت شعبية كلينتون تزيد، نحن معها؟ أو مادامت شعبية ترامب تزيد، نحن معه؟ هذا هو السؤال.»
هل تقود الإثارة الشعبية الإعلام؟ أو هل يقود الإعلام الإثارة الشعبية؟
قالت صحيفة «هافنتغتون بوست» إن الإعلام يقود الإثارة الشعبية، وذلك لأنه يريد أن يزيد مشاهديه وقرائه ومستمعيه، وبالتالي، أرباح الشركات التي تملكه. وأشارت الصحيفة إلى تغطية تلفزيون «إن بي سي» للألعاب الأولمبية (يحتكر ذلك). ولاحظت الصحيفة أن هناك تركيزًا على أجسام المنافسات في السباحة والجمباز. لم تقل الصحيفة إن نسبة كبيرة منهن شقراوات، لكنها قالت ما يفهم منه ذلك.
عرض تلفزيون «إن بي سي» مرات كثيرة صور المنافسات في السباحة وهن يضحكن ويبتسمن. ومرة قال مذيع: «كأن هؤلاء البنات في مركز تجاري».
وانتشر الموضوع في صفحات «تويتر»، وكتب واحد ينتقد، وقال: «لم تقولوا ذلك عندما نشرتم صور سباحين يقفون (صامتين)».
واهتمت الصحف الأوروبية بملفات عدة تصدرتها تطورات الوضع في سوريا، وسفر بعض الفتيات للانضمام إلى «داعش»، والوضع في تركيا، وتأثيرات الإرهاب على السياحة، إلى جانب أزمة اليسار الحاكم في أوروبا.
ونبدأ من لندن، حيث اتهمت صحيفة «الغارديان» في افتتاحيتها نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام أسلحة كيميائية، وتلوم الحكومة البريطانية على صمتها إزاء ذلك. حملت الافتتاحية العنوان «الأسد يستخدم أسلحة كيميائية، ومن العار الصمت على هذا». ترى الصحيفة في افتتاحيتها أن «المليون ونصف المليون نسمة، وهم الناجون حتى الآن من سكان حلب، لا بد أنهم عانوا الأمرين في المأساة التي تتعرض لها مدينتهم التي كانت يوما جميلة». بعد مضي خمس سنوات من الحرب الأهلية، حيث البراميل المتفجرة التي ألقيت على المدينة من المروحيات، والقصف العشوائي، والمعارك التي دارت من شارع إلى شارع، يبدو أن نظام الأسد بدأ الآن باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد سكان المدينة، كما ترى الصحيفة.
وتقول الافتتاحية إنه كانت هناك أدلة على استخدام غاز الكلور على مدى سنتين، من قبل النظام السوري وكذلك تنظيم داعش. عادة يستخدم الكلور في تنقية المياه، وفي التعقيم، في المستشفيات تحديدا. في العام الماضي، وبسبب كثرة التقارير عن استخدام أسلحة كيميائية، شكلت الأمم المتحدة لجنة للتحقيق في استخدامها. ومع أنه من الصعب إثبات استخدام غاز الكلور، فإن أي دليل على استخدامه لإيذاء المدنيين قد يكون أساسا لتوجيه تهمة جرائم الحرب لمن استخدمه. وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول: «منذ تجاوز خطوط الرئيس أوباما باستخدام غاز السارين في دمشق قبل ثلاثة أعوام، بدا النظام واثقا بشكل متزايد من أن بإمكانه استخدام الأسلحة الكيميائية في هجماته دون الخوف من العقوبة».
وفي صحيفة «الديلي تلغراف» نطالع مقالا بعنوان: «كيف نحول دون اقتداء الفتيات بخديجة؟» كتبه طاهر عباس. وخديجة هي إحدى الفتيات البريطانيات اللواتي التحقن بـ«داعش»، وقتلت في انفجار في مدينة الرقة. ويقترح الكاتب خمسة إجراءات لمنع تكرار المأساة، منها إزالة عوائق اندماج المسلمين بالمجتمع البريطاني، ووضع برنامج لاستخدام الإسلام السياسي لتشجيع المسلمين على الاندماج في المجتمع وممارسة نشاطات فاعلة، ودعم المبادرات الشبابية، ومراجعة البرامج الأمنية في بريطانيا. صحيفة «التايمز» اختارت لافتتاحيتها عنوان «سياح وإرهابيون». وتشير الافتتاحية إلى عمليات إرهابية ارتكبت في منتجعات في تايلاند يرتادها سياح بريطانيون. وتركيا أيضا كانت من أهداف الهجمات الإرهابية، وكذلك مصر وتونس. ولم تستثن الهجمات أوروبا، فقد شهدت باريس وبروكسل ونيس بعض تلك الهجمات. وتقول الصحيفة إن السياح غيروا وجهتهم باتجاه اليونان وإيطاليا وإسبانيا، لكن هذه البلاد هدف لموجات اللاجئين القادمين من منطقة الشرق الأوسط.
وفي نهاية الافتتاحية تناقش الصحيفة أهداف الإرهابيين، فتقول إن أحدها منع المواطنين الغربيين من السفر والتنقل، وجعلهم يترددون قبل الصعود إلى طائرة أو قطار أو حافلة. وإذا ما سمح السياح بحدوث ذلك فإنهم يكونون قد حققوا أهداف الإرهابيين.
وفي بروكسل اهتمت الصحف البلجيكية بما يعرف بحادث الساطور وقالت صحيفة «ستاندرد» إن جزائريا من دون أوراق إقامة اعتدى على شرطيتين أمام مركز شرطة شارلروا جنوب البلاد، ولكن منفذ الحادث تلقى عدة رصاصات أودت بحياته.
وننتقل إلى باريس، حيث نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية مقالا لـ«فتح الله غولن» ينفي فيه جميع الاتهامات التي وجهت له. الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الأخيرة في البلاد، أدان تلك المحاولة بشدة، وكذلك حملة التطهير التي تلتها، وذلك لعدم استنادها إلى الأدلة. «فتح الله غولن» نفى في مقاله التي نشرته صحيفة «لوموند» الاتهامات الموجهة له وأعلن عن استعداده للخضوع للتحقيق، لكن شرط أن تقوم به لجنة دولية مستقلة لعدم ثقته باستقلالية القضاء التركي، وتعهد بالعودة إلى بلاده والخضوع لأقصى عقوبة إذا تم إثبات التهم الموجهة له.
أوروبيا، أحزاب اليسار الحاكم تواجه مأزقا حقيقيا. «لوموند» لفتت إلى خطورة الوضع وخصصت له المانشيت: «الاشتراكية الديمقراطية تراجعت في معظم الدول الأوروبية وباتت تشكو من منافسة الأحزاب الراديكالية». وعزت «لوموند» الأسباب إلى «اعتماد الأحزاب اليسارية سياسة ليبرالية اعتبرت نضجا في مرحلة ما قبل أزمة السوبرايمز وخيانة لا بل سذاجة في أفضل الأحوال فيما بعد»، أضف إلى ذلك أزمة اللاجئين والإرهاب وكلها عوامل «وضعت أحزاب اليسار الحاكم في أوروبا أمام الحائط المسدود».
الأزمات على أنواعها لم تغيب أخبار فوز عملاق الجودو الفرنسي «تيدي رينير» بالذهب في ريو، وقد خصصت له «لوبالريزيان» الغلاف: بـ«ذهب خالص» كما عنونت، في حين اختارت «ليبراسيون» أن تخصص الغلاف للزعيم الكوبي «فيديل كاسترو» الذي يحتفل اليوم بعيده التسعين.
8:18 دقيقة
أميركا: الأولمبياد ينتصر على ترامب
https://aawsat.com/home/article/714306/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D9%8A%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8
أميركا: الأولمبياد ينتصر على ترامب
الصحف الأوروبية تتساءل: لماذا الصمت على استخدام الأسد الأسلحة الكيميائية؟!
- بروكسل: عبد الله مصطفى
- بروكسل: عبد الله مصطفى
أميركا: الأولمبياد ينتصر على ترامب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة