وزير يمني لـ «الشرق الأوسط» : الأعضاء صفعوا الانقلاب

قال إن البرلمان شبه متعطل

وزير يمني لـ «الشرق الأوسط» : الأعضاء صفعوا الانقلاب
TT

وزير يمني لـ «الشرق الأوسط» : الأعضاء صفعوا الانقلاب

وزير يمني لـ «الشرق الأوسط» : الأعضاء صفعوا الانقلاب

أوضح مسؤولون وسياسيون يمنيون أن فشل الانقلابيين الذريع في إقناع أعضاء مجلس النواب حضور الجلسة التي دعوا إليها لإضفاء شرعية على مجلسهم السياسي، يمثل صفعة قوية لهم ويوجه رسالة واضحة برفض الشعب اليمني لانقلابهم وسلطة الأمر الواقع التي فرضوها من 21 سبتمبر (أيلول) 2014.
وقال عثمان مجلي وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى لـ«الشرق الأوسط» إن ما حصل يؤكد استمرار الفئة الانقلابية في مشروعها ورفضها لكل مشاريع السلام وإنهم يريدون فرض أمر واقع وهو ما لن نرضى به ولن يرضى به المجتمع اليمني. وأضاف: «هي محاولات يائسة للفت الأنظار والظهور إعلاميًا ليس إلا، لم يتبق لهم شيء إلا عمليات التظليل ولن يستطيعوا عمل أي شيء بعد فشلهم الذريع في جلسة مجلس النواب يوم أمس».
واعتبر مجلي أن الموضوع أكبر من حجمهم أصلاً، وتابع: «مجلس النواب هو شبه معطل من بداية التوافق والتوقيع على المبادرة الخليجية، حيث عطل الجانب الدستوري في الجانب التشريعي، وأصبح الوضع في مجلس النواب توافقيا وليس بأغلبية الأعضاء سواء حضر كثير أم قليل، وأصبحت الأمور توافقية ويعود الرأي فيها للقوى السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية، وفي حالة وجود أي خلاف كان يعود الأمر لرئيس الجمهورية».
وزاد وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى بقوله: «في المحصلة النهائية حضر كثير أم قليل للجلسة لا يؤثر في الأمر شيئا، إلا أنهم حاولوا أن تصبح هذه المؤسسة الدستورية أداة من أدوات الانقلاب، وحتى الذين حضروا الجلسة تواصلنا مع كثير منهم وهم مغلوبون على أمرهم، فنحن نعرف أساليب الحوثيين ووسائل القتل والضغوط المالية واستهداف منازلهم وأبنائهم، لا شك أنها صفعة لهم، وأؤكد أنه حتى من حضر يعرفون أنهم لم يحضروهم إلا بالقوة والإرهاب».
إلى ذلك، يشير عبد الله إسماعيل الكاتب والسياسي اليمني إلى أن ما يقوم به الحوثي وصالح من خطوات ليس لها أي شرعية أو دستورية لأن القائم عليها أصلاً غير دستوري ولا شرعي، وعليه ما نتج عنها هو أمر غير مقبول في القوانين المحلية أو الاتفاقيات الحاكمة للفترة الانتقالية في اليمن.
ويؤكد إسماعيل أن هذه الجلسة لا تكتسب أي أهمية حتى في حال نجاحها، لكنها ترسل بدلالة مهمة جدًا وهي أنه حتى المخلوع صالح لم يستطع إقناع كثير من النواب المحسوبين على حزبه للحضور.
وأردف «هذه الجلسة فشلت بشكل كبير ليس فقط على مستوى العمل الإجرائي من قبل رئيس المجلس الذي لم يعلن من هم الحضور، وظهور بعض الأسماء وهم غير موجودين إما توفوا وإما خارج اليمن أصلاً، لكن أيضا عدم قدرة صالح على استقطاب الثلثين، وبالتالي ظهرت الجلسة باهتة اضطرت الانقلابيين للمسارعة في رفعها بشكل واضح».
الرسالة الأهم - بحسب عبد الله إسماعيل - أن الجلسة تؤكد مواصلة الانقلابيين تحدي المجتمع الدولي وكل جهوده لحل المشكلة اليمنية، وجهوده في رعاية المسار السياسي في اليمن، وتؤكد أنهم غير معنيين بكل ذلك، وأضاف: «هذا يلقي بواجب على المجتمع الدولي، وأن سكوته يرسل رسائل تشجيع لهم لمواصلة اتخاذ خطوات أحادية الجانب».
ويرى الكاتب والسياسي اليمني أنه بالشجاعة نفسها التي ذهبت به الشرعية وأعطت فرصة 112 يومًا للسلام، لا بد أن يكون لديها الشجاعة نفسها باتجاه الحسم والضغط العسكري، معتبرًا أن ما يمارسه الانقلابيون عبث بمؤسسات الدولة ومستقبلها، وأن بعض الجبهات العسكرية سترغمهم على الجلوس أمام طاولة المفاوضات والانصياع للسلام.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.