منبج: نقطة تجمع المقاتلين الأجانب

منبج: نقطة تجمع المقاتلين الأجانب
TT

منبج: نقطة تجمع المقاتلين الأجانب

منبج: نقطة تجمع المقاتلين الأجانب

يُفسّر تأكيد مسؤولين أكراد أن خسارة تنظيم داعش مدينة منبج الواقعة في الشمال السوري سيعني إسقاط مركز أساسي لتصدير واستيراد المقاتلين الأجانب تماما، الاندفاعة الدولية لدعم «قوات سوريا الديمقراطية» و«مجلس منبج العسكري» جوا وبرا بالعملية العسكرية التي انطلقت نهاية شهر مايو (أيار) الماضي.
فبحسب مستشار القيادة العامة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، ناصر الحاج منصور، فإن المدينة التي كان يتخطى عدد سكانها الـ400 ألف نسمة قبل اندلاع الأزمة في سوريا، باتت بعد سيطرة تنظيم داعش عليها في العام 2014 «نقطة تجمع للجهاديين الأجانب، سواء القادمين من أوروبا باتجاه الرقة والعراق وسواء الخارجين من الرقة إلى تركيا فالدول الأوروبية»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن خسارة «داعش» هذه المدينة سيؤثر كثيرا على هذه الحركة.
وكان المتحدث العسكري الأميركي في العراق، الكولونيل كريس غارفر، أعلن في وقت سابق أن القوات المقاتلة من قرية لقرية حول مدينة منبج «جمعت كنزا ضخما من الوثائق والبيانات التي تخص (داعش) مما قد يلقي مزيدا من الضوء على عملياته». ووصف غارفر منبج بأنّها «منطقة استقبال رئيسية للمقاتلين الأجانب عند وصولهم إلى سوريا»، لافتا إلى أنّه «عندما يدخل المقاتلون الأجانب، يقومون بفحصهم ومعرفة اللغات التي يتحدثونها كما يتم تكليفهم بمهام ثم إرسالهم إلى المكان الذي سيذهبون إليه سواء كان في سوريا أو العراق».
وسلّطت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية مؤخرا الضوء على «الشبكة السرية» لتنظيم داعش في العالم، وذلك من خلال لقاء أجرته مع أحد الألمان العائدين من سوريا، والمعتقل حاليًا في سجن بريمن الألماني. وأوضحت الصحيفة أن السجين، ويدعى هاري سارفو، كان قد غادر إلى سوريا، بعد رحلة استمرت قرابة أربعة أيام متتالية، التقى هناك فور وصوله عددا من الرجال الملثمين التابعين للتنظيم.
وأضاف المعتقل الألماني: «أبلغوني فور وصولي أنهم لم يعودوا بحاجة إلى مقاتلين في العراق وسوريا، وأنهم يريدون من الأوروبيين أن يبقوا في أوروبا لتنفيذ هجمات مسلحة هناك، وكانوا يؤكدون أن لديهم كثيرا من المقاتلين في أوروبا وأنهم ينتظرون إشارة لشن هجمات إرهابية في أوروبا، كما أنهم يبحثون عن مزيد من المقاتلين».
وتابع سارفو: «سألوني؛ هل لديك مانع من العودة إلى ألمانيا لأننا لا نحتاجك هنا في الوقت الراهن؟ وأبلغوني أنهم يريدون تنفيذ سلسلة من الهجمات المتزامنة داخل أوروبا».
وبحسب إحدى الإحصائية الغربية التي يعود تاريخها للعام 2015، فإن العدد الأكبر من مسلحي «داعش» جاء من أوروبا. وتحتل فرنسا المركز الأول لتصدير المتطرفين بحيث ارتفعت الأعداد من أكتوبر (تشرين الأول) 2014 إلى فبراير (شباط) 2015 من 412 إلى 2200 مقاتل غادروا الأراضي الفرنسية وتوجهوا إلى سوريا والعراق. في حين احتلت ألمانيا المرتبة الثانية في تصدير المقاتلين المنضمين إلى «داعش»، مع ارتفاع العدد من 240 إلى 600. كما ازداد العدد أيضا من بريطانيا وبلجيكا ونيوزيلندا، والسويد، وفنلندا والدنمارك، والنرويج.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».