تونس: الشاهد يعرض تركيبة حكومته على الرئيس بداية الأسبوع

توقع انعقاد جلسة نيل الثقة من البرلمان نهاية الشهر الحالي

تونس: الشاهد يعرض تركيبة حكومته على الرئيس بداية الأسبوع
TT

تونس: الشاهد يعرض تركيبة حكومته على الرئيس بداية الأسبوع

تونس: الشاهد يعرض تركيبة حكومته على الرئيس بداية الأسبوع

يستعد يوسف الشاهد، رئيس الحكومة المكلف، لعرض تركيبة حكومة الوحدة الوطنية على الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بداية الأسبوع المقبل، وهو الموعد الذي سيتزامن مع عودة البرلمان إلى نشاطه المعتاد منتصف أغسطس (آب) الحالي بعد عطلة برلمانية امتدت لنصف شهر.
وفي انتظار ردود الفعل التي سترافق الإعلان عن الحكومة الثامنة، التي يتم تشكيلها بعد ثورة 2011، يتوقع أن يعقد البرلمان التونسي جلسة عامة لنيل الثقة قبل نهاية هذا الشهر.
ويمنح الدستور التونسي مهلة زمنية مدتها شهر كامل تنتهي في الثالث من سبتمبر (أيلول) المقبل على رئيس الحكومة المكلف؛ للإعلان عن حكومة الوحدة الوطنية التي دعا لها الرئيس التونسي.
ويقف الرئيس التونسي في منطقة وسطى لتعديل أوتار العمل السياسي، على اعتبار أنه هو الذي اختار الصيد في 2015 لرئاسة الحكومة، وهو من اختار أيضا يوسف الشاهد للمهمة نفسها حاليا.
وأنهى يوسف الشاهد، رئيس الحكومة المكلف، الاثنين الماضي المرحلة الأولى من المشاورات بخصوص حكومة الوحدة الوطنية، وعقد جلسات تشاور مع مختلف الأحزاب الموافقة على المبادرة الرئاسية، فيما تنتظره مهمة صعبة انطلقت فعليا، محورها توزيع الحقائب الوزارية بين الأحزاب الطامحة إلى الفوز بأكبر عدد منها.
وفي هذا الشأن، قالت لمياء مليح، القيادية في حزب النداء، إن «رئيس الحكومة المكلف تلقى كما كبيرا من المقترحات بخصوص المرشحين للمناصب الوزارية»، وتوقعت الإعلان عن تركيبة الحكومة في 15 من أغسطس الحالي إثر الاجتماع بالرئيس التونسي، وعرض تركيبة الحكومة عليه بصفة أولية قبل التوجه إلى البرلمان لنيل الثقة.
من جانبها، أكدت المنظمات النقابية الثلاث الموقعة على وثيقة قرطاج (نقابة العمال ونقابة رجال الأعمال ونقابة الفلاحين) دعمها للحكومة الجديدة دون المشاركة في تركيبتها، فيما تنتظر ستة أحزاب سياسية نصيبها من الحقائب الوزارية في حكومة جديدة، تجمع بين تحقيق الأهداف الأمنية والاقتصادية في المقام الأول.
ورغم أن أحزاب الائتلاف الحاكم (النداء والنهضة وآفاق تونس والوطني الحر) أكدت أن تحديد قائمة الأسماء النهائية لم يطرح بعد على طاولة النقاش، فإن بعضها ناقش حجم مشاركته في حكومة يوسف الشاهد، وجعل من عدد الحقائب الوزارية شرطا أساسيا لمشاركته في حكومة الوحدة الوطنية.
ووفق مصادر مشاركة في المشاورات السياسية مع الأحزاب، فإن حركة النهضة عبرت عن رغبتها في الحصول على خمس حقائب وزارية على الأقل، في حين عبر «نداء تونس»، الحزب الفائز في الانتخابات البرلمانية لسنة 2014 عن نيته الحصول على ثماني حقائب وزارية على الأقل؛ وذلك لإرضاء عشرات الطامحين لحصول على مناصب في حكومة الشاهد.
أما الاتحاد الوطني الحر، الذي يتزعمه سليم الرياحي، فقد طالب بدوره بثلاث أو أربع وزارات أو ثلاث وزارات ووزارة دولة، أما «آفاق تونس» فيأمل بالحصول على ثلاث حقائب وزارية أو وزارتين مع وزارة دولة.
ومن المنتظر تمكين حزب المبادرة بزعامة كمال مرجان من حقيبة وزارية، والشيء نفسه بالنسبة للحزب الجمهوري الذي تترأسه مية الجريبي.
وتضيّق هذه الشروط هامش التحرك على رئيس الحكومة المكلف، وتجعل قرار الحسم صعبا للغاية في أيام قليلة.
ولتجاوز حالة «التهافت» الشديد على الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة، يتجه يوسف الشاهد نحو المحافظة على نفس هيكلة الحكومة الحالية (وزارات ووزارات دولة) دون الاعتماد على أقطاب وزارية كبرى، كما تم الترويج لذلك في بداية المشاورات السياسية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.