إسرائيل تشكو حماس إلى الأمم المتحدة

بدعوى تجنيد نشطاء الأمم المتحدة في خدمة مصالحها

إسرائيل تشكو حماس إلى الأمم المتحدة
TT

إسرائيل تشكو حماس إلى الأمم المتحدة

إسرائيل تشكو حماس إلى الأمم المتحدة

توجهت الحكومة الإسرائيلية بشكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ضد أجهزة التخابر في حكومة حركة حماس في قطاع غزة، تدعي فيها أن حماس باتت تكثر، في الآونة الأخيرة، من سلب أموال وبضائع موجهة إلى مؤسسات إنسانية وجمعيات خيرية، وتسخيرها لمصالح الحركة الفئوية، أو مصالح قادتها المادية الفردية. وقد رفضت حماس هذه الاتهامات واعتبرتها «محاولة لتبرير سياسة الحصار، وربما النية لتشديدها».
وكان ناطق بلسان المندوب الإسرائيلي الدائم في الأمم المتحدة، داني دنون، الذي نقل الشكوى إلى الأمين العام، قد صرح بأنه «في الوقت الذي تصارع فيه مؤسسات الأمم المتحدة من أجل تحصيل أموال ومواد دعم للفلسطينيين، وتبذل جهودا خارقة حتى لا تذهب الأموال فقط للاجئين السوريين في العالم، وحتى يحظى اللاجئون الفلسطينيون بحصة ما، تقوم حماس بممارساتها هذه، وتسيء إلى سمعة المؤسسات الدولية والأمم المتحدة التي تساندها. ويصبح أصعب فأصعب تجنيد الأموال للسكان الفلسطينيين».
وقد جاءت هذه الشكوى، أمس، حسب مصادر إسرائيلية، بعد أن اعتقل جهاز المخابرات العامة في إسرائيل (الشاباك)، موظفا في وكالة التنمية التابعة للأمم المتحدة (UNDP)، بشبهة استغلال منصبه للقيام بنشاطات لصالح حركة حماس في قطاع غزة. وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية، عمانوئيل نحشون: إن «إسرائيل أبلغت الوكالة، قبل أيام، بنبأ اعتقال الموظف والتهم الموجهة إليه، كما أبلغت الأمر إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون».
وحسب بيان نشره «الشاباك»، أمس، فإن الموظف وحيد البرش، من سكان جباليا (38 عاما)، اعتقل في الشهر الماضي، بشبهة القيام بنشاطات لمساعدة حماس. وتنسب له لائحة الاتهام، التي جرى تقديمها إلى المحكمة المركزية في بئر السبع، مساعدة الحركة. وحسب ادعاء «الشاباك»، فقد جرى في 2014 توجيه برش من قبل شخصية رئيسية في حماس، لكي يركز في عمله مهندسا في الوكالة الدولية المسؤولة عن هدم المباني التي تضررت خلال المواجهات مع إسرائيل، بشكل يفيد الحركة. ويدعي «الشاباك» أنه ساعد على بناء مرفأ لحركة حماس على شاطئ غزة بواسطة موارد الوكالة الدولية.
كما يدعي «الشاباك»، أن البرش منح الأولوية لترميم وإخلاء البيوت في المناطق التي أقام فيها نشطاء حماس. ويدعي «الشاباك»، أن حماس استغلت نشاط البرش في «UNDP» لمصالحها الخاصة: عندما جرى العثور على وسائل قتالية أو فتحات أنفاق في البيوت التي قدمت لها الوكالة المساعدة، سيطرت حماس على مواقع العمل خلافا لنظم عمل الوكالة. وحسب بيان «الشاباك»، فإن «التحقيق في هذه القضية، يثبت طريقة استغلال حماس لأموال المساعدات التي تحولها التنظيمات الدولية إلى قطاع غزة للأغراض الإنسانية». وقال نحشون: إن «إسرائيل أوضحت للمسؤولين في الأمم المتحدة، بأنها تتوقع التحقيق في الموضوع واتخاذ الخطوات من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها، وليس مساعدة نشاطات حماس الإرهابية». وقال: إن «إسرائيل أوضحت أيضا، بأنها تتوقع من الأمم المتحدة شجب حماس لاستغلالها السيئ لآليات المساعدة الدولية لغزة».
من جهته، رد الناطق بلسان حركة حماس في قطاع غزة، حازم قاسم، على المزاعم الإسرائيلية، بالنفي القاطع. واعتبرها «افتراءات تهدف إلى تشديد الحصار على غزة». وقال: «الاتهامات الإسرائيلية حول تسريبات مالية من مؤسسة (UNDP) الدولية لصالح حركة حماس، هي ادعاءات باطلة لا أساس لها من الصحة، وتأتي في سياق مخطط إسرائيلي لتشديد الخنق والحصار على قطاع غزة عبر ملاحقة المؤسسات الإغاثية الدولية العاملة في القطاع والتضييق عليها. ونحن في حركة حماس نحذر الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في هذه السياسة، وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في مواجهة هذه الممارسات الإسرائيلية التي سيكون لها عواقب خطيرة في حال استمرارها».
وأما المنظمة الدولية التي يعمل فيها البرش، فقد أصدرت بيانا قالت فيه، إن «السيد البرش متهم من قبل السلطات الإسرائيلية بالامتثال لأوامر من حركة حماس، بنقل 300 طن من الركام من موقع لمشروع إزالة الركام الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى موقع الميناء الذي تديره الحركة في محافظة الشمال. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لا يتسامح مطلقا تجاه أي خطأ يحصل في برامجه أو مشروعاته، وينظر بعين الاعتبار إلى الادعاء الإسرائيلي تجاه المتعاقد مع البرنامج، الذي كان يقدم خدمات مهنية فقط ضمن مشروع إزالة الركام. لقد تم إنشاء برنامج إزالة الركام للاستجابة لتبعات حرب عام 2014 والتي أنتجت 2 مليون طن من الركام، ومن خلاله قام البرنامج بإزالة أكثر من مليون طن، بالإضافة إلى 2761 جسما غير منفجر. إن الادعاءات المتعلقة بالسيد وحيد البرش من قبل السلطات الإسرائيلية، تشير إلى نقل 300 طن من الركام من نحو مليون طن من الركام تمت إزالتها، أي سبع شاحنات من أصل ما يقارب 26.000. أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يود أن يطمئن شركاءه ومموليه والمستفيدين منه، أنه يملك إجراءات مشددة للتأكيد على أن الركام الذي تجري إزالته وطحنه، يستخدم في الأغراض المخطط لها، وأن الركام الذي تمت إزالته وإعادة تدويره، جرى نقله إلى أماكن ومواقع محددة، بطلب وموافقة من وزارة الأشغال العامة والإسكان».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.