قبل نحو 8 أعوام، كان السباق محتدما على انتزاع لقب هداف الدوري الهولندي، بين الهولندي ذي الأصول المغربية منير الحمداوي والأوروغوياني لويس سواريز، وتمكن الأول من خطفه برصيد 24 هدفا، فضلا عن حصوله على جائزة الحذاء الذهبي، بوصفه أفضل لاعب، ولقيادة فريقه إي زد آلكمار إلى معانقة اللقب.
تلك الإنجازات المثيرة التي حصدها الشاب ذو الأصول العربية كانت مثار اهتمام الجماهير الهولندية والمهتمين بكرة القدم بصورة عامة، من بين هؤلاء الهولندي داريو كالزيتش المعتزل حينها حديثا، والذي كان يعمل مساعدا لمدرب فريق جرافشاب الذي استقبلت شباكه هدفين من أقدام الهداف منير الحمداوي في ذلك الموسم.
كان ذلك الموسم مصدر فرح للهداف منير الحمداوي الذي جمع فيه المجد من كل أطرافه بعدما قاد فريقه إي زد آلكمار إلى معانقة لقب الدوري، ونجح على صعيده الشخصي بتجاوز الهداف الأوروغوياني لويس سواريز وانتزع لقب هداف الدوري، قبل أن يختتم مجده بالحصول على جائزة الحذاء الذهبي. على النقيض تماما كان ذلك الموسم سيئا للهولندي داريو كالزيتش الذي هبط فيه فريقه جرافشاب لدوري الدرجة الثانية.
وفي صيف العام الحالي أعلنت إدارة نادي التعاون عن التعاقد رسميا مع المدرب الهولندي داريو كالزيتش الذي تدرج في عمله الفني من مساعد إلى أن تمكن من اعتلاء دفة الجهاز الفني في فريقه جرافشاب، مرورا بكثير من التجارب المميزة في بلجيكا وإنجلترا وحتى هولندا، صادف قدوم كالزيتش إلى العمل في السعودية رحيل هداف الفريق المهاجم الكاميروني بول إيفولوا.
وكان البحث عن بديل للهداف إيفولوا أمرا مزعجا لإدارة نادي التعاون ومدرب الفريق كالزيتش، ولكن يبدو أن الأخير استعاد ذاكرته جيدا عندما كان يعمل مساعد مدرب لفريق جرافشاب في موسم 2008-2009، وطرأ عليه التعاقد مع هداف ذلك الموسم ولاعبه الأبرز منير الحمداوي الذي كانت آخر تجاربه الاحترافية في صفوف فريق أم صلال القطري.
وبالفعل نجحت إدارة نادي التعاون في ضم اللاعب الحمداوي بدعم من الشرفي تركي آل الشيخ، ولكن يبدو أن مهمة المدرب الهولندي كالزيتش ستكون أكثر صعوبة في مساعدة لاعبه الجديد والذي اختاره بعين ثاقبة، وذلك لاستعادة حاسته التهديفية التي افتقدها كثيرا في مواسمه الأخيرة.
الحمداوي المولود في الرابع عشر من يوليو (تموز) 1984 بمدينة روتردام الهولندية ينحدر من أصول مغربية، وتحديدا من مدينة الحسيمة المطلة على شاطئ كيمادو والشهيرة محليا بمسمى بيا، وهي المدينة المفضلة صيفا للعاهل المغربي الملك محمد السادس، ليمارس فيها رياضته المفضلة وهي قيادة الدراجات المائية.
وبرز الحمداوي في صفوف فريقه إي زد آلكمار الهولندي، الذي شارك معه في 81 مباراة خلال الفترة من 2007 وحتى 2010، حيث سجل فيها 49 هدفا، من بينها موسمه الذهبي الذي حصل فيه على لقب الهداف وقاد فريقه لمعانقة لقب الدوري الهولندي.
وكانت بداية الحمداوي في ملاعب كرة القدم الأوروبية غير مستقرة، حيث تنقل فيها بين كثير من الفرق التي لم يكمل فيها فترات طويلة حتى نجح في إيجاد نفسه في صفوف فريق آلكمار بعد مشوار طويل من التنقلات، حيث كانت البداية عبر فريق إكسيلسيور الهولندي، قبل أن ينتقل إلى توتنهام الإنجليزي، ثم إلى مواطنه ديربي كاونتي، ومنها إلى فيليم تيلبورغ الهولندي، الذي قضى معه عاما قبل أن يحط رحاله في صفوف آلكمار.
بعد مشواره المميز مع فريق إي زد آلكمار الهولندي، وجد الحمداوي كثيرا من الأندية التي تخطب وده للانتقال إليها، وكانت وجهته إلى فريق أياكس أمستردام الهولندي أحد أبرز الأندية هناك، حيث توج معه الحمداوي بلقب الدوري الهولندي في الموسم الذي سجل فيه 13 هدفا فقط.
وعصفت مشكلات بين المدرب فرانك دي بورا المدير الفني لفريق أياكس أمستردام الهولندي وبين الهداف منير الحمداوي الذي ابتعد عن الملاعب فترة طويلة بسبب هذا الخلاف، قبل أن يعلن نادي فيورتينا الإيطالي في يوليو 2012 التعاقد رسميا مع الحمداوي.
ولم تكن مسيرة الحمداوي مع فريق فيورتينا الإيطالي مميزة، حيث سجل 3 أهداف فقط في الدوري الإيطالي، ليجد نفسه في العام الذي يليه معارا إلى صفوف ملقة الإسباني لمدة عام واحد، ويبدو أن ابتعاده عن أجواء المباريات لم يساعده على تقديم نفسه بصورة جيدة، حيث كان الأبرز في مسيرته بالدوري الإسباني هو تسجيله لهاتريك في مباراة الفريق أمام رايو فاليكانو.
وواصل الحمداوي الابتعاد عن أجواء المباريات بعدما عاد إلى فريق فيورتينا الإيطالي بعد نهاية فترة إعارته إلى صفوف ملقة الإسباني، الذي لم يجدد تعاقده مع اللاعب، حيث ظل الحمداوي بعيدا عن القائمة الأساسية لفريقه حتى نهاية عقده في يونيو (حزيران) 2015، والذي فضل معه العودة إلى ناديه إي زد آلكمار الهولندي.
وبعد شهرين قضاهما الحمداوي مع فريقه آلكمار، فضل حزم حقائبه والبحث عن تجربة احترافية مغايرة تماما، بعدما وصله عرض من نادي أم صلال القطري، الذي أعلن عن تعاقده رسميا مع الحمداوي في يناير (كانون الثاني) الماضي، وأكمل معه بقية الموسم الماضي لينجح في تسجيل 7 أهداف خلال الفترة التي قضاها قبل رحيله إلى نادي التعاون.
المتتبع لمسيرة الهداف الحمداوي، يجد أنه قد ضل الطريق إلى الشباك في المواسم الأخيرة، ولكن من له ماض فسوف يعود إليه، والحمداوي هداف مميز تعرفه الشباك جيدا، وحضوره إلى التعاون كان بتوصية من مدرب الفريق كالزيتش الذي يعرف الإمكانات التي يملكها اللاعب جيدا، وقد يكون هذا أحد العوامل التي تساعده على البروز مجددا وتقديم موسم مميز مع فريق التعاون، الذي يملك أسماء مميزة في صناعة اللعب، يبرز من بينهم السوري جهاد الحسين.
الحمداوي.. نجم الدوري الهولندي يبحث عن العودة بقميص التعاون
اللاعب المغربي ضل طريق الشباك في المواسم الأخيرة
الحمداوي.. نجم الدوري الهولندي يبحث عن العودة بقميص التعاون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة