الرئيس المصري يبحث مع مسؤول أفريقي نشر قوة إقليمية في جنوب السودان

السيسي أكد دعم بلاده لجهود استعادة الأمن والاستقرار في جوبا

الرئيس المصري يبحث مع مسؤول أفريقي نشر قوة إقليمية في جنوب السودان
TT

الرئيس المصري يبحث مع مسؤول أفريقي نشر قوة إقليمية في جنوب السودان

الرئيس المصري يبحث مع مسؤول أفريقي نشر قوة إقليمية في جنوب السودان

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة أمس فيستوس موخاي، رئيس مفوضية تنفيذ اتفاق التسوية السلمية في جنوب السودان، حيث بحث معه الجهود الإقليمية الرامية لاستعادة السلام في جوبا، وذلك بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وتشهد دولة جنوب السودان «الوليدة» أعمال عنف وقتال منذ أكثر من عامين بين أنصار الرئيس سلفا كير ومنافسه ريك مشار، ما أثار مخاوف من انعدام الاستقرار في شرق أفريقيا، حيث أدى الاقتتال إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص ونزوح أكثر من مليونين آخرين.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، إن الرئيس السيسي رحب بموخاي، مؤكدًا دعم مصر للجهود التي تبذلها المفوضية المشتركة للمراقبة والتقييم من أجل تنفيذ اتفاق التسوية السلمية؛ بما يعيد السلام والاستقرار إلى جنوب السودان، لا سيما في ضوء العلاقات المتميزة التي تربطها بمصر، والروابط المشتركة التي تجمعهما.
كما أكد السيسي استمرار مصر في بذل مساعيها مع مختلف الأطراف، من أجل استعادة الهدوء في جنوب السودان عقب ما شهده من توتر خلال الفترة الماضية، فضلاً عن مواصلة تقديم البرامج التنموية في الكثير من المجالات، بما يساهم في دفع عملية التنمية في هذا البلد الشقيق.
وأوضح المتحدث أن موخاي أعرب خلال اللقاء عن تقديره لما تبذله مصر من مساعٍ تهدف إلى التقريب بين الأطراف المختلفة في جنوب السودان، منوهًا بأهمية دور مصر في أفريقيا، ودفاعها المستمر عن المصالح الأفريقية، خاصة في ضوء عضويتها بمجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي.
كما استعرض رئيس المفوضية المشتركة للمراقبة والتقييم التطورات الأخيرة في جنوب السودان، مشيرًا إلى الاشتباكات والاضطرابات الأخيرة التي أدت إلى تعقيد الموقف على الأرض؛ مما يتطلب حث مختلف الأطراف على تجاوز الخلافات والعمل على التنفيذ الكامل لاتفاق التسوية السلمية.
وأوضح السفير يوسف أن اللقاء شهد تباحثًا حول الأوضاع الراهنة بجنوب السودان، والجهود الإقليمية والأممية الرامية لاستعادة السلام، بما في ذلك المقترح الذي طرحه تجمع (إيجاد) لنشر قوة حماية إقليمية تحت مظلة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.
وأكد الرئيس السيسي في هذا السياق دعم مصر لجميع الجهود المبذولة من أجل استعادة الأمن والاستقرار بجنوب السودان، مشيرًا إلى حرص مصر على التشاور مع حكومة جنوب السودان، والدول الأفريقية الأعضاء في مجلس الأمن بشأن مقترح نشر قوة حماية إقليمية؛ سعيًا للتوصل إلى توافق حول أفضل السُبل لاستعادة الهدوء، ودفع عملية السلام والتسوية السياسية هناك.
يشار إلى أن الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (إيجاد) قررت نشر قوة حماية إقليمية في جنوب السودان، لمنع انزلاق البلاد مرة أخرى في هوة الحرب الأهلية، بعد اشتداد القتال خلال الشهر الماضي، وهو ما رحبت به الأمم المتحدة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.