غوارديولا.. طريق النجاح بدأ من المكسيك

6 شهور فقط كلاعب في فريق دورادوس المغمور وضعت المدرب الكتالوني في قائمة العظماء

غورديولا يبدأ مهمته في مانشستر سيتي وسط تحديات كبيرة  - غوارديولا  مدافع برشلونة - تتلمذ غوارديولا على يد كرويف.. ولكن تبقى «مدرسة المكسيك» الأهم  - صاحب مطعم مكسيكي مازال يحتفظ بذكرياته الجميلة مع غوارديولا («الشرق الأوسط»)
غورديولا يبدأ مهمته في مانشستر سيتي وسط تحديات كبيرة - غوارديولا مدافع برشلونة - تتلمذ غوارديولا على يد كرويف.. ولكن تبقى «مدرسة المكسيك» الأهم - صاحب مطعم مكسيكي مازال يحتفظ بذكرياته الجميلة مع غوارديولا («الشرق الأوسط»)
TT

غوارديولا.. طريق النجاح بدأ من المكسيك

غورديولا يبدأ مهمته في مانشستر سيتي وسط تحديات كبيرة  - غوارديولا  مدافع برشلونة - تتلمذ غوارديولا على يد كرويف.. ولكن تبقى «مدرسة المكسيك» الأهم  - صاحب مطعم مكسيكي مازال يحتفظ بذكرياته الجميلة مع غوارديولا («الشرق الأوسط»)
غورديولا يبدأ مهمته في مانشستر سيتي وسط تحديات كبيرة - غوارديولا مدافع برشلونة - تتلمذ غوارديولا على يد كرويف.. ولكن تبقى «مدرسة المكسيك» الأهم - صاحب مطعم مكسيكي مازال يحتفظ بذكرياته الجميلة مع غوارديولا («الشرق الأوسط»)

تقع مدينة كولياكان شمال غربي المكسيك وتشتهر بكونها معقل عصابة سينالوا سيئة السمعة التي يتزعمها الملياردير تاجر المخدرات جواكين غوزمان، المعروف بـ«إل شابو» أو (القصير). وبذلك، بدت المدينة مكانًا غير محتمل لأن يبدأ فيه مدرب مانشستر سيتي الجديد، جوسيب غوارديولا، مسيرته التي بلغت ذروتها بتحوله إلى أكثر المدربين المطلوبين على مستوى العالم.
على مدار فترة طويلة، شكلت كرة البيسبول، وليس كرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية هنا. وكان نادي دورادوس دي سينالوا محصورًا داخل صراع بائس للفرار من الهبوط عندما وصل إليه غوارديولا - وكان قد أتم الـ35 من عمره. لم تكن تلك وجهة مألوفة للاعب كرة قدم مخضرم يسعى على ما يبدو للحصول على آخر شيك في مشواره داخل الملاعب، ليختتم بعد ذلك مسيرته التي فاز خلالها بأكثر من 20 ميدالية في برشلونة وحقق ثروة من وراء مشاركته في دوري نجوم قطر (دوري الدرجة الأولى القطري)، بجانب حصوله على ميدالية ذهبية بدورة الألعاب الأوليمبية وفوزه بالكأس الأوروبية. ومما سبق يتضح أن هذا الانتقال لم يكن بدافع السعي وراء مزيد من المكاسب المالية أو اقتناء ميدالية جديدة.
إلا أنه هنا، وتحت رعاية صديقه القديم خوان مانويل ليلو، الذي تولى مهمة تدريب دورادوس الصيف السابق لقدوم غوارديولا، بدأ غوارديولا في الاستعداد لما ثبت لاحقًا أنه واحدة من أكثر مسيرات التدريب إبهارًا في تاريخ كرة القدم الحديث.
وعن هذه الفترة، تحدث مؤسس نادي دورادوس والرئيس السابق له، خوان أنطونيو غارسيا، قائلاً: «كنا في العام الثاني لنا بالدوري الممتاز، وكنا قد استقدمنا خوان مانويل ليلو منذ فترة قصيرة كمدرب للفريق. وقد أخبرني أن هناك إمكانية حقيقية لأن نضم إلينا غوارديولا، الذي كان قد بلغ لتوه نهاية تعاقده في قطر. وكان الهدف الأكبر بالنسبة له من وراء انتقاله إلى المكسيك أن يكون قريبًا من خوان مانويل».
كان الرجلان قد التقيا للمرة الأولى عام 1998، عندما لعب غوارديولا لحساب برشلونة في المباراة التي انتهت بفوز النادي بأربعة أهداف مقابل هدفين أمام نادي ريال أوفييدو الذي كان ليلو يتولى تدريبه. وعن هذا اللقاء، قال ليلو: «بعد انتهاء المباراة، طرق غوارديولا باب غرفة تبديل الملابس وقال لي: أحببت فريقك، وقد سمعت أمورًا رائعة عنك، فهل يمكن أن نصبح أصدقاء؟» وتساءل ليلو: «كيف يمكن أن أرفض صداقة لاعب كنت أكن له بالغ الإعجاب مثل غوارديولا؟»
واستمر الرجلان على صلة وثيقة وعندما تولى ليلو مهمة تدريب دورادوس، وجد أنه من السهل إقناع غوارديولا بالانضمام إليه. وتحت قيادة ليلو، تولى غوارديولا مهمة حماية الدفاع في إطار خطة 3 - 4 - 3 المفضلة لدى ليلو. وسجل غوارديولا هدفًا واحدًا، لكنه عانى من الإصابة باستمرار الأمر الذي حصر مشاركاته مع الفريق في 10 مباريات فقط. وقال ليلو: «كان يملك بالفعل عقلية مدرب». وكان الصديقان يتحدثان إلى بعضهما بالساعات بعد التدريب يوميًا حول أهمية الاستحواذ على الكرة والسبل المختلفة لقراءة المباراة.
أما الحياة داخل دورادوس، فكانت مختلفة كل الاختلاف عن تلك التي اعتادها غوارديولا داخل نادي برشلونة، حيث كان الفريق يتدرب في متنزه محلي به غرفة شديدة الصغر تستخدم لتغيير الملابس. ولم يكن حتى باستطاعة اللاعبين تهدئة حرارة أجسادهم بعد التدريب تحت أشعة شمس الصباح المحرقة لعدم توافر مرافق مجهزة لذلك. وأوضح غارسيا أنه في تلك الفترة، تقاضى غوارديولا «أقل أجر حصل عليه على الإطلاق»، لكن دورادوس كان على شفا الإفلاس، وعند فترة ما اضطر النادي للتوقف عن سداد رواتب لاعبيه. وأضاف غارسيا: «لم يحدث هذا الأمر قط من قبل مع غوارديولا. لم نكن ندفع له أجره ولا أي من اللاعبين الآخرين. لذا اعترض اللاعبون بامتناعهم عن ارتداء الزي الرسمي للنادي أثناء التدريب. وانضم إليهم غوارديولا لرغبته في إبداء تضامنه مع زملائه».
واستطرد غارسيا بأن غوارديولا كان «لاعبًا محترفًا عظيمًا نجح في توحيد صفوف اللاعبين. وحتى في ذلك الوقت البعيد، كانت رؤيته كقائد واضحة. لقد كان قائدًا دومًا داخل أرض الملعب، ونجح دومًا في تنظيم صفوف الفريق. وكان جل اهتمامه مركزًا على الاستعداد للمرحلة التالية من مسيرته الرياضية كمدرب».
من ناحية أخرى، فإنه في الوقت الذي تعرف غوارديولا جيدًا على أساليب اللعب التي تركز على الاستحواذ على الكرة في ظل قيادة يوهان كرويف، فإن المساعد السابق لمدرب دورادوس، راؤول كانيدا، يعتقد أنه وليلو ساعدا غوارديولا صاحب الجذور الكتالونية في تعزيز إدراكه واستيعابه لمفاهيم التمركز الجماعي والدفاع من المقدمة وفكرة أن الدفاع والهجوم ليسا أمرين منفصلين.
وقال كانيدا: «حاولنا أن نكون فريقًا منظمًا ومنضبطًا بدرجة كبيرة. ولم نترك الأمور للارتجال، وإنما رغبنا في أن يعمل الجميع على نحو متناغم. وكان لدينا أسلوب واضح في اللعب وامتلكنا روحًا تنافسية للغاية رغم أننا فريق متواضع». من جانبه، حرص غوارديولا دومًا على دراسة خصوم دورادوس القادمين عن قرب، وفي أي وقت كان يغيب عن الملاعب بسبب الإصابة كان يحرص على الجلوس بجوار ليلو ومعاونته في توجيه اللاعبين. وعن هذا، قال كانيدا: «لقد أصبح الكثير من اللاعبين مدربين اليوم بفضل أسمائهم، لكن غوارديولا كان مدركًا لأن الاسم وحده ليس كافيًا، وسرعان ما أصبح مدربًا ماهرًا للغاية لديه معرفة عظيمة بالكرة».
بعد عقد من فترة الشهور الستة التي قضاها في المكسيك، لا يزال بعض السكان المحليين القلائل ممن عرفوه عن قرب يتذكرونه بإعزاز. من بين هؤلاء، إليسيو مارتينيز، سائقه الخاص السابق الذي قال عن غوارديولا: «كل أسبوعين كان يسلمني مظروفًا مليئًا بالمال لتوزيعه على أقل الموظفين أجرًا بالنادي. واعتاد أن يدفع لي راتبًا يبلغ 3.000 بيسو كل أسبوعين، وكان هذا مبلغًا ضخمًا في ذلك الوقت.» ولا يزال الكثيرون يتذكرون الكتالوني كشخصية متحفظة، لكن مارتينيز يتذكره كشخص كان يعشق إجادة اللهجة المحلية. وأضاف ضاحكًا: «لم يفلح قط في إجادتها على النحو الصائب».
ونادرًا ما كان يتعرف أحد على شخصية غوارديولا في الأماكن العامة. وحرص هو من جانبه على قضاء أغلب وقته في الاسترخاء داخل المطاعم والمقاهي المفضلة لديه. ولا يزال مطعم «لا كوكينيتا ديل ميديو» الصغير يعلق صورته بفخر على جدرانه، حيث اعتاد غوارديولا ارتياد المطعم معظم الأيام بعد التدريب لتناول الغداء.
وقال خوزيه لويز براكامونتيس، صاحب المطعم: «كان شخصًا خلوقًا وسخيًا للغاية. وكثيرًا ما كان يأتي إلينا برفقة زملائه بالفريق ولم يكن يسمح لأي منهم بدفع فاتورة الطعام. وأحيانا كان يحمل الأطباق إلى المطبخ بنفسه بعد الانتهاء من تناول الطعام». ورغم أن غوارديولا لم يستسغ الأطباق المكسيكية التي تتميز بقوة التوابل بها، شعر براكامونتيس أنه تأقلم جيدًا مع الحياة داخل مدينة مضطربة تنصح الولايات المتحدة مواطنيها بتجنب زيارتها.
ولأنها موطن لعصابة سينالو كارتل الشهيرة، فقد اقترن اسم مدينة كوليكان طويلا بثقافة المخدرات والإدمان. فقد كان من المعروف أن رجل العصابات الشهير إل شابو، الذي ألقي القبض عليه مجددا في يناير (كانون الثاني) الماضي بعد هروبه مرتين من سجون شديدة الحراسة، يمتلك على الأقل سبعة منازل بنفس المدينة، وقام بربطها ببعضها عن طريق أنفاق سرية تمر عبر شبكة الصرف الصحي. وكان غوارديولا قد وصل للمدينة في الوقت الذي كانت مدينة كاليكان تمر فيه بأشد فتراتها اضطرابا. وبعد تلك الفترة من العام حدث أن أطلقت الحكومة يد الجيش للتصدي للعصابات.. معلنة حربا شعواء حصدت أرواح نحو 200 ألف مواطن على مدار العقد التالي.
عاش غوارديولا في فندق وحيدا في البداية ثم لحقت به عائلته فيما بعد، لكن لم يشر أبدا بالحاجة لطلب حماية أمنية. «كان هنا في وقت عصيب»، وفق براكامونتيس الذي يجاور منزله أحد بيوت إل شابو المؤمنة والمحاطة بالأسوار، مضيفا: «كان عاما عصيبا جدا بالنسبة لكاليكان التي شهدت إطلاقًا للنار في الشوارع، إلا أنه لم يشكو من ذلك ولم يبدُ عليه أي قلق».
كان رادولف جيمينيز أحد أقرب الأصدقاء لغوارديولا في المكسيك، وكان يمتلك مقهى راقيا يعرف باسم «كافي ميرو» الذي كان يتوجه له الصديقان لتبادل الكتب وسماع الموسيقى الكتالونية التي عشقاها من العازف لويس لاش. دعا غوارديولا بعد ذلك جمينيز وعائلته للعيش في شقته بنيويورك خلال فترة الإجازة عام 2013. ويضيف جيمينيز: «كان غالبا ما يحضر بمفرده لقراءة الكتب واحتساء كوب من البيرة أو كأس من النبيذ»، . وتابع جيمينيز: «في ذلك الوقت لم يكن يتخيل أبدا ما سيحدث فيما يخص عمله كمدرب، فقد أخبرني أن حلمه كان أن يدرب الأطفال الصغار في أكاديمية برشلونة».
أنهى دورادوس ذلك الموسم في المركز الثامن، وكان ذلك أفضل ترتيب في تاريخ النادي القصير. كان ذلك سيكون كفيلا للنادي للاستمرار في مسيرته حتى المرحلة الحاسمة من الموسم، لكن ما حدث هو أن الفريق تراجع للقاع وهبط للقسم الثاني بسبب النظام المعقد الذي يضع في الحسبان النقاط الضعيفة التي حصل عليها الفريق في المواسم الثلاث الأخيرة. كانت نهاية مشؤمة لغوارديولا تلك التي أنهى بها مسيرته الكروية اللامعة هناك. «عاني كثيرا من اقتراب شبح الهبوط من فريقه»، بحسب جيمينيز، مضيفا: «مر بأيام عصيبة لكنه اجتاز الجحيم ليصل للمجد عندما فاز بدوري أبطال أوروبا بعد ذلك بثلاثة أعوام فقط».
وفي نهاية عام 2011، ومع حصد فريقه لثلاثة ألقاب بالدوري الإسباني ولقبي أبطال أوروبا، اعتبر غوارديولا أفضل مدربي العالم. قد ينظر غوارديولا خلفه ليستعيد ذكريات تجربته في المكسيك ليصف ليلو «كعلامة مؤثرة» في مراحل تطوره. وعن هذا يقول غوارديولا: «أقدره بشكل كبير وأشعر بالامتنان الكبير له لأنه كان كريما جدا معي وأعطاني الكثير من تجربته».
لكن لسوء الحظ، فإن روح المنافسة لدى صديقه سوف يكون لها دائما الأولوية قبل أي عاطفة أخرى فوق أرض الملعب. فقد اجتمعا مجددا في إسبانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010 عندما فاز فريق برشلونة الذي لا يقهر والذي يقوده غوارديولا على فريق ألميريا الذي يدربه ليلو بنتيجة 8 – صفر. تسببت النتيجة في الاستغناء عن خدمات ليلو بعد ذلك بساعات. وعند تذكيره بالنتيجة، أصر ليلو على أنه لا يضمر غلا لأحد «فالمساعدة في تطوير خبرات غوارديولا كانت أمرًا يثلج صدره» مضيفا :«أراه ابنا لي».
وساهم الصحافي الإسباني مارتي بيرارناو بالكشف عن تفاصيل كثيرة تتعلق بمسيرة غوارديولا منذ أيامه الأخيرة في برشلونة وصولاً لنهاية موسمه الأول مع بايرن ميونيخ، إضافة لخفايا مثيرة تتعلق بشخصية المدرب وهوسه بكرة القدم وطريقة تعديله لأساليبه ونقلها للاعبيه ليطرح كتابًا بعنوان «الموسم الأول لغوارديولا في بايرن ميونيخ». كتاب بيرارناو كشف عن الكثير من التفاصيل الخفية سواء من حيث التكتيكات التي اتبعها بيب وتعامله مع لاعبيه وعلاقته بالإدارة لكن بالجزء الأول خصص بيرارناو جزءًا كبيرًا للحديث عن خبايا الأيام الأخيرة لغوارديولا مع برشلونة.
بيرارناو تحدث عن العلاقة الطيبة التي كانت تربط غوارديولا بخوان لابورتا لكنه أكد أن العمل مع الأخير لم يكن سهلاً، مشيرًا إلى لعب غوارديولا لدور كبير سواء بنقل التمارين للمدينة الرياضية الجديدة أو تمديد عقد الرعاية للكوادر الفنية وتنسيق تصوير الإعلانات وأخذ القرارات بشأن السياسة المتوجب اتباعها عند أي نزاع مما جعل الإعلام الكتالوني يلقب المدرب بـ«الرئيس الظاهري».
ويضيف الكاتب أنه بعد انتهاء رحلة لابورتا تولى ساندرو روسيل رئاسة النادي مما زاد من مشكلات الإدارة ومن الصعوبات البيروقراطية، وإلى جانب ذلك كان الرئيس الجديد يعامل غوارديولا بشيء من عدم الثقة نتيجة تعاون الأخير واتفاقه مع لابورتا سابقًا حتى أن روسيل كان يلقب غوارديولا بغيابه بـ«الدالاي لاما» ويُشاع بأن فكرة الألقاب الستة التي حققها غوارديولا بعهد لابورتا كانت تغيظه، أما بدء اتساع الفجوة بين الرجلَين فتم بعد إقناع روسيل لمجموعة من الشركاء المندوبين لاتخاذ إجراءات قانونية ضد لابورتا بوقت امتنع فيه روسيل عن التصويت وهنا كانت بداية سلسلة من خلافات طويلة انتهت بالوداع.
بيرارناو لم يخفِ شعور غوارديولا بالتعب مع نهاية موسمه الرابع ببرشلونة، مؤكدًا أن دفع غوارديولا للاعبيه لبذل أقصى ما لديهم لسنوات تسبب في كثير من المشاحنات مع نجوم اعتقدوا بأنهم باتوا الأفضل بالعالم كما أدى هذا لاستنزاف طاقات بيب الذي شعر بالنهاية بحاجة ماسة للراحة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».