وسط مخاوف أمنية من احتمال تصعيد حركة الشباب المتطرفة من هجماتها الإرهابية، يستعد الصومال لإجراء أحدث انتخابات برلمانية ورئاسية، بعدما أعلنت لجنة الانتخابات أمس أن انتخاب الرئيس الجديد للبلاد سيتم في الثلاثين من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بينما سيتم انتخاب رئيس البرلمان في الخامس والعشرين من نفس الشهر على أن تسبقه انتخابات أعضاء البرلمان.
ونجا وزير الشباب والرياضة محمد نوح من محاولة لاغتياله، حيث أبلغ وكالة الأنباء الوطنية الصومالية (صونا) أنه لم يصب بأي أذى جراء قنبلة يدوية انفجرت مساء أول من أمس على مقربة من معرض كان يتسوق فيه بالعاصمة مقديشو. ورأى نوح أن الإرهابيين يرغبون في إعاقة ما وصفه بالتقدم الكبير الذي شهدته البلاد مؤخرا.
من جهته، قال عمر طغي رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات في مؤتمر صحافي عقده أمس إن «انتخاب المجلس الأعلى سيتم في الـ25 من الشهر القادم، فيما سينتخب البرلمان في الفترة ما بين الـ24 من نفس الشهر وحتى العاشر من شهر أكتوبر المقبل».
وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على الفور تأييدها لإجراء الانتخابات في موعدها، وقال بيان صدر من مكتب وزير الخارجية جون كيري إن بلاده تساهم في العملية الانتخابية الرئاسية للوصول إلى دولة ديمقراطية في الصومال، معربا عن أمله في أن تفضي الانتخابات لاستقرار السلام والازدهار.
وكان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قد دعا قوات جيش بلاده بالإضافة إلى قوات حفظ السلام الأفريقية (أميسوم) إلى تعزيز القتال ضد ميليشيات حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وحث حسن لدى اجتماعه في وقت متأخر من مساء أول من أمس بالقصر الرئاسي في العاصمة مقديشو مع قادة الجيش الصومالي وقوات أميسوم، هذه القوات على حماية مراكز الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تستقبل الناخبين في البلاد معتبرا أنه من الأهمية بمكان تعزيز أمن العاصمة التي من المنتظر أن تستضيف خلال الشهر القادم القمة العادية لمنظمة «إيقاد».
وجاءت تصريحات الرئيس الصومالي وسط تحذيرات أمنية من أن حركة الشباب المتشددة والموالية لتنظيم القاعدة، قد تصعد هجماتها مستغلة الانشغال بالحملات الانتخابية قبل إجراء انتخابات الرئاسة هذا الشهر.
واتهمت قوات الاتحاد الأفريقي الحركة بقصف مناطق سكنية مؤخرا في مدينة بيدوة غربي العاصمة مقديشو، أصابت مستشفى وسقط ضحايا لم يعرف عددهم.
وتزامنت هذه التطورات مع وصول وحدة شرطة أوغندية مكونة من 240 عنصرا، تابعة لقوات حفظ السلام الأفريقية إلى مطار «آدم عدي» الدولي بالعاصمة مقديشو. وقالت مصادر إن هذه الوحدة ستقوم بالدور الرئيسي في تأمين وحماية المراكز الحيوية ومقرات الحكومة الفيدرالية، خلال فترة الانتخابات المرتقبة في البلاد.
وشدد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال مايكل كيتينغ على أهمية إجراء الانتخابات القادمة في موعدها قبل نهاية الشهر الحالي.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مايكل أن الدستور ينص على إجراء الانتخابات خلال هذه الشهر بغض النظر عن الصعوبات، لتحصل الحكومة على ثقة الشعب الصومالي والمجتمع الدولي. لكن أعضاء في البرلمان الصومالي قالوا في المقابل إن الظروف الأمنية في أقاليم البلاد لا تسمح بإجراء الانتخابات غير المباشرة في الوقت الراهن.
وهاجمت حركة الشباب عدة أهداف مدنية وعسكرية في الأشهر الأخيرة، حيث تريد الحركة الإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وحكم البلاد، وفقا لتفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية، كما شنت أيضا هجمات في كينيا وأوغندا اللتين أرسلتا قوات للمشاركة في أميسوم المؤلفة من 22 ألف جندي.
وكان انتحاريون من «الشباب» يقودون سيارات ملغومة هاجموا قاعدة لأميسوم ومقر إدارة التحقيقات الجنائية التابعة للشرطة في مقديشو أواخر الشهر الماضي، وخلفت الهجمات 23 قتيلا على الأقل. ويعاني الصومال العنف وانعدام القانون منذ بداية التسعينات بعد الإطاحة بالديكتاتور العسكري محمد سياد بري.
الصومال: انتخابات رئاسية وبرلمانية مرتقبة وسط مخاوف من أعمال عنف
نجاة وزير من محاولة اغتياله في العاصمة مقديشو
الصومال: انتخابات رئاسية وبرلمانية مرتقبة وسط مخاوف من أعمال عنف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة