«داعش» يهاجم قاعدة لمعارضين سوريين قرب الحدود السورية - العراقية

تشكل «الجيش السوري الجديد» قبل 18 شهرًا من معارضين في شرق سوريا

«داعش» يهاجم قاعدة لمعارضين سوريين قرب الحدود السورية - العراقية
TT

«داعش» يهاجم قاعدة لمعارضين سوريين قرب الحدود السورية - العراقية

«داعش» يهاجم قاعدة لمعارضين سوريين قرب الحدود السورية - العراقية

قالت مصادر من المعارضة إن مهاجمين انتحاريين من تنظيم داعش، هاجموا، أمس، قاعدة عسكرية لمقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة قرب الحدود السورية - العراقية.
وقالت المصادر إن الهجوم الذي وقع قرب الفجر على القاعدة العسكرية المحصنة قرب معبر التنف الحدودي مع العراق، استخدمت فيه سيارة ملغومة واحدة على الأقل صدمت بوابة القاعدة التي أقامها «جيش سوريا الجديد» الذي دربته وزارة الدفاع الأميركية.
وقال معارض إن المتطرفين لم يتمكنوا من اجتياح القاعدة المحصنة التي وضعت حواجز رملية حولها لمنع مثل هذه الهجمات، في منطقة ينفذ فيها «داعش» هجمات خاطفة وسريعة.
وقال سيد سيف القلموني، وهو معارض يعمل في المنطقة، لـ«رويترز»: «إنها قاعدة جيدة التحصين، وحاولوا اجتياحها، لكن تم استهداف السيارة الملغومة وإصابتها». وأضاف أن قتيلا واحدا وعدة مصابين سقطوا في الهجوم.
وقال إن طائرات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، قصفت بعد فترة وجيزة عدة مركبات يعتقد أن عناصر التنظيم كانوا يقودونها في المنطقة الصحراوية قليلة السكان.
وذكرت وكالة «أعماق» للأنباء، ذات الصلة بالتنظيم المتطرف، أن مفجرين انتحاريين اثنين هاجما القاعدة وفجرا سيارة ملغومة، ثم اقتحما المجمع وفجرا سترتيهما الملغومتين.
وتشكل «الجيش السوري الجديد» قبل نحو 18 شهرا من معارضين خرجوا من شرق سوريا في أوج توسع تنظيم داعش في عام 2014. وقالت مصادر دبلوماسية ومن المعارضة، إن قوات خاصة أميركية تدرب مئات المقاتلين من أفراد «الجيش السوري الجديد» في الأردن.
ويقع معبر التنف، الذي استعيد من تنظيم داعش العام الماضي، على مسافة 240 كيلومترا من مدينة تدمر السورية.
وتوجه عشرات من مقاتلي التنظيم جنوبا إلى جنوب سوريا ومنطقة التنف بعد طردهم من تدمر في وسط سوريا هذا العام.
ويسيطر المتشددون على مساحات كبيرة من الأراضي الممتدة من العراق إلى وسط سوريا، وما زالوا يسيطرون على معبر البوكمال السوري - العراقي قرب دير الزور.
وشن «الجيش السوري الجديد»، بدعم من قوات خاصة غربية وضربات جوية تقودها الولايات المتحدة، هجوما في يونيو (حزيران) الماضي على قاعدة التنف في البوكمال شمال شرقي التنف.
لكن العملية التي كانت تهدف إلى السيطرة على البلدة وقطع خطوط إمداد التنظيم بين سوريا والعراق فشلت بعد أن تم تطويق المعارضين على مشارف البلدة بعد أن شن المتشددون هجوما مضادا.
وقال مسؤولون أميركيون إن قاعدة «الجيش السوري الجديد» في التنف قصفت مرتين من قبل في غارات جوية روسية حتى بعد أن استخدم الجيش الأميركي قنوات اتصال طارئة لمطالبة موسكو بالتوقف بعد الهجوم الأول.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».