غطى علم تركيا بلونيه الأحمر والأبيض ميدان يني كابي في إسطنبول الذي اكتظ بأكثر من مليون مواطن تركي من مختلف التوجهات والأطياف السياسية في تجمع «الديمقراطية والشهداء» الذي دعا إليه الرئيس رجب طيب إردوغان في ختام مظاهرات «حراسة الديمقراطية» التي شهدتها ميادين تركيا في محافظاتها جميعا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو (تموز) الماضي وحتى الأمس.
وفي 80 محافظة تركية أخرى ارتبطت الميادين الموجودة فيها مع ميدان يني كابي بشاشات عملاقة للمشاركة في الحدث حيث تجمع المواطنون في الوقت نفسه في هذه المحافظات.
وبدأ المواطنون الأتراك بالتوافد على ساحة يني كابي بإسطنبول منذ صباح الأمس الأحد ودخلوا إلى الساحة بعد عبورهم نقاط وأجهزة التفتيش، وقامت طواقم تابعة لبلدية إسطنبول بتوزيع الأعلام والقبعات عليهم.
وقامت حافلات بالانطلاق من مختلف بلديات وأحياء إسطنبول في حركة دائبة منذ الصباح لنقل المواطنين للمشاركة في التجمع، الذي يعد الأول من نوعه، حيث ضم أنصار الحكومة والمعارضة معًا، وشارك فيه كل من الرئيس إردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، ورئيس البرلمان إسماعيل كهرمان، ورئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو، ورئيس حزب الحركة القومية المعارض دولت بهشلي فيما لم توجه الدعوة إلى حزب الشعوب الديمقراطية الكردي الذي يتهمه إردوغان بدعم منظمة حزب العمال الكردستاني والإرهاب في تركيا.
كما حضر رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال خلوصي أكار ورئيس الجمهورية السابق عبد الله غل ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو وأبناء الرئيس إردوغان ووزراء الحكومة وزوجاتهم.
وظهرت بعض الأعلام القليلة من جمهوريات العالم التركي مثل أذربيجان وجمهورية شمال قبرص التركية وفي أحد الأركان ظهرت صورة للرئيس رجب طيب إردوغان بجانب مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك يتوسطهما علم تركيا.
وأقام منظمو التجمع منصتين على يمين ويسار المنصة الرئيسية من أجل جلوس المسؤولين وأسر الشهداء والمصابين في المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وتم تنظيم دخول لإردوغان ويلدريم وكهرمان ورئيسي حزبي المعارضة ليتمكنوا من الظهور أمام الحشود وتحيتهم من على المنصة أثناء دخولهم إلى مكان التجمع.
ووفر المنظمون خيمة طبية ومسجدًا وميضأة ودورات مياه متنقلة، ومواقع لتوزيع مياه الشرب على المشاركين.
واتخذت السلطات الأمنية تدابير مشددة، من أجل تأمين الفعالية، وشارك فيها 15 ألف شرطي من مديرية أمن إسطنبول، إضافة إلى دعم من سلطات المحافظة والبلدية.
كما خصصت مديرية أمن إسطنبول قوارب لخفر السواحل والشرطة البحرية، لتأمين التجمع من جهة البحر، ومروحيتين للتأمين الجوي.
وأطلقت في سماء التجمع آلاف البالونات بلوني العلم التركي الأحمر والأبيض وعزفت فرق المهتار بزيها العثماني الموسيقى والأناشيد العثمانية وبدأت مراسم التجمع بعزف السلام الوطني التركي وتلاوة آيات من القرآن الكريم.
وقال الكثير من المعلقين إن الفعالية التي اختتمت بها مظاهرات «نوبات حراسة الديمقراطية» التي انطلقت منذ ليلة محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا في 15 يوليو الماضي بدعوة أطلقها الرئيس رجب طيب إردوغان للمواطنين للبقاء في الشوارع والميادين حماية للشرعية والديمقراطية من أي محاولات جديدة للانقلاب على إرادة الأمة، أريد بها توجيه رسالة إلى الخارج ولا سيما الغرب الذي اتهمه إردوغان بدعم الانقلاب والإرهاب في تركيا.
وفي ليلة محاولة الانقلاب خرج الأتراك لمواجهة الدبابات وأحبطوا المحاولة بتصديهم لها في الشوارع والميادين وحول المطارات والمؤسسات المهمة وانطلق صوت الأذان من 850 ألف مسجد في البلاد ومعه نداءات للمواطنين بترك بيوتهم والخروج إلى الشوارع.
وبعد أن استقرت الأوضاع تحولت نوبات «حراسة الديمقراطية» إلى طقس ليلي، يذهب المواطنون إلى أعمالهم صباحا وفي المساء يسهرون في الميادين بتنظيم من البلديات وحزب العدالة والتنمية الحاكم وبمشاركة من مختلف الأطياف دون تمييز حسب الانتماءات السياسية.
وتميزت نوبات حراسة الديمقراطية أيضا بتواجد النساء بصورة كثيفة وبقائهن في الميادين من المساء إلى الصباح تحت علم تركيا العلم الوحيد الذي رفع في هذا المهرجان اليومي الذي اختتم أمس بمليونية يني كابي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، دعا الاثنين الماضي، زعماء الحزب الحاكم وأكبر حزبين معارضين (الشعب الجمهوري والحركة القومية) للمشاركة وإلقاء كلمات في تجمع جماهيري يتوج المظاهرات المنددة بمحاولة الانقلاب فيما لم يوجه الدعوة إلى حزب الشعوب الديمقراطية الكردي صلاح الدين دميرطاش للحضور.
وهذه هي المرة الثانية التي يتعمد فيها إردوغان عدم دعوة دميرطاش أو أي ممثل للحزب، وكانت المرة الأولى عندما وجه دعوة لرؤساء الأحزاب الثلاثة الأخرى بالبرلمان، العدالة والتنمية، الشعب الجمهوري، الحركة القومية إلى القصر الجمهوري لتوجيه الشكر إليهم على موقفهم التضامني في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة.
وكان الحزب الكردي وقع وثيقة رفض محاولة الانقلاب مع باقي الأحزاب في البرلمان كونه الحزب الثالث في ترتيب عدد المقاعد بعد العدالة والتنمية والشعب الجمهوري، وقبل الحركة القومية.
وأعلن الحزب موقفه من محاولة الانقلاب برفضها، لكنه قال أيضا إنه يرفض الظروف التي قادت إليها ويرفض النزعة السلطوية للرئيس رجب طيب إردوغان وإنه سيقاوم الاثنين معا محاولات الانقلاب على إرادة الأمة ومحاولة جر البلاد إلى نظام ديكتاتوري.
وكرر إردوغان، مساء الجمة، اتهاماته للحزب الكردي بدعم الإرهاب ومنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية وما يسميه بمنظمة فتح الله غولن أو «الكيان الموازي» التي يتهمها بالوقوف وراء محاولة الانقلاب.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قد ذكر في تصريحات سابقة، أن 237 مواطنًا تركيًا استشهدوا، وأصيب 2191 آخرون بنيران الانقلابيين.
مليونية «الأحمر والأبيض» توحد الأتراك من أجل «الديمقراطية والشهداء»
ارتفع فيها العلم التركي فقط.. وصور أتاتورك وإردوغان
أكثر من مليون مواطن تركي من مختلف التوجهات والأطياف السياسية رفعوا علم بلادهم بلونيه الأحمر والأبيض في ميدان يني كابي في إسطنبول في تجمع «الديمقراطية والشهداء» الذي دعا إليه الرئيس إردوغان أمس (رويترز)
مليونية «الأحمر والأبيض» توحد الأتراك من أجل «الديمقراطية والشهداء»
أكثر من مليون مواطن تركي من مختلف التوجهات والأطياف السياسية رفعوا علم بلادهم بلونيه الأحمر والأبيض في ميدان يني كابي في إسطنبول في تجمع «الديمقراطية والشهداء» الذي دعا إليه الرئيس إردوغان أمس (رويترز)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة




