300 أسير من حماس يعلقون إضرابهم بعد استجابة إسرائيل إلى مطالبهم

تل أبيب تواصل منع 400 سلعة من دخول غزة

300 أسير من حماس يعلقون إضرابهم بعد استجابة إسرائيل إلى مطالبهم
TT

300 أسير من حماس يعلقون إضرابهم بعد استجابة إسرائيل إلى مطالبهم

300 أسير من حماس يعلقون إضرابهم بعد استجابة إسرائيل إلى مطالبهم

قال نادي الأسير الفلسطيني إن أسرى حركة حماس علقوا إضرابهم المفتوح عن الطعام، بعد أن توصلوا إلى اتفاق مع إدارة سجون الاحتلال.
وذكر نادي الأسير، في بيان أصدره أمس، أن الاتفاق شمل وقف التفتيش العاري المهين، وإعادة بعض الأسرى الذين جرى نقلهم مؤخرًا، وتلبية مجموعة من المطالب الحياتية، وتحديدًا في سجن «نفحة».
وكان نحو 300 أسير من حركة حماس شرعوا في إضراب منذ أيام بعد حملة اقتحامات وتفتيشات مهينة، وتنقيلات جرت بحقهم في سجون «نفحة، وإيشل، وريمون».
وأكد رياض الأشقر، الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات، أن أسرى حماس الذين خاضوا إضرابًا عن الطعام على مدار يومين علقوا إضرابهم بعد اتفاق مع إدارة السجون يقضى بالاستجابة لمعظم مطالبهم الإنسانية العادلة.
وأضاف الأشقر موضحا «أن قادة استخبارات السجون دعوا إلى لقاء مع قادة الحركة داخل السجون، حيث توصل الطرفان إلى اتفاق يقضي بتعليق أسرى حماس إضرابهم مقابل الاستجابة إلى معظم مطالبهم، التي تمثلت في وقف كل أشكال التفتيش المهين والمذل، ومنها التفتيش العاري، وتحسين شروط حياة الأسرى في سجن نفحة، بزيادة التهوية وتخفيف الازدحام وغير ذلك. وكذلك إنهاء عزل رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس محمد عرمان، وعودته إلى سجن نفحة في مدة أقصاها ثلاثة أشهر، إضافة إلى إعادة الأسرى الذين تم نقلهم إلى أماكنهم، والاستجابة لبعض المطالب الحياتية الأخرى، مثل السماح بإضافة قناة فضائية أخرى، وإدخال الكتب للأسرى على طريق زيارات الأهل».
وعد الأشقر ما تمخضت عنه هذه المعركة بأنه إنجاز للأسرى وانتصار لإرادتهم في وجه السجان، الذي يسعى لفرض المعاناة المستمرة عليهم، وتحطيم كل معاني الصمود في نفوسهم، وكسر إرادتهم، خصوصا أن الإضراب لم يستمر سوى يومين فقط.
لكن إدارة مصلحة السجون نفت ما وصفته «ادعاء مصادر حمساوية بأن وقف إضراب سجناء حماس المحتجزين في إسرائيل عن الطعام جاء في أعقاب التوصل إلى اتفاق يقضي بتحقيق معظم مطالبهم».
وقالت المصلحة في بيان مقتضب إن «السجناء أوقفوا الإضراب من دون شروط».
وفي كل الأحوال لا يشمل ذلك إضراب عشرات من أسرى الجبهة الشعبية، وفي مقدمتهم النائب أحمد سعدات، الذين يخوضون إضرابًا منذ ثلاثة أسابيع تضامنًا مع الأسير بلال كايد، الذي يخوض إضرابا مفتوحا منذ 54 يومًا متواصلة، احتجاجا على تحويله إلى الإداري بعد انتهاء فترة محكوميته، والطبيب محمد البلبول وشقيقه الملازم محمود المضربين منذ الرابع من الشهر الماضي، والأسيرين مالك القاضي وعياد الهريمي المضربين منذ 15 يوليو (تموز)، إضافة إلى أحمد البرغوثي، ومحمود سراحنة، وزياد البزار، وأمين كميل، المضربين منذ 18 يوليو الماضي، احتجاجا على قرار «الصليب الأحمر» بتقليص الزيارات إلى زيارة واحدة شهريا، والأسير وليد ملوح مسالمة المضرب منذ 18 يوليو الماضي أيضا، احتجاجا على عزله، منذ أكثر من 10 أشهر، والصحافي عمر نزال من جنين، الذي بدأ إضرابه أمس.
والاعتقال الإداري هو نظام بريطاني قديم لا يخضع للإجراءات القانونية، ويتيح للمحاكم العسكرية الإسرائيلية اعتقال الفلسطينيين إلى أجل غير مسمى، ولفترات قابلة للتجديد دون إبلاغهم الأسباب. وهناك قرابة 700 فلسطيني معتقلون إداريا لدى إسرائيل.
في غضون ذلك، قالت غرفة التجارة والصناعة في قطاع غزة إن إسرائيل تواصل منع إدخال أكثر من 400 نوع من السلع إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم)، وتواصل كذلك التضييق على التجار من خلال مواصلة سحب تصاريح الخروج من عدد كبير منهم. وأكد مكتب «منسق الأعمال في المناطق»، وهو المسؤول الإسرائيلي عن المناطق المحتلة، «أنه يُمنع فعلا إدخال المواد الخام ذات الاستخدام المزدوج بعد أن ثبت استخدامها في صنع وسائل قتالية مختلفة». وفيما يتعلق بتصاريح التجار، قال: «نعم، ألغي بعضها بسبب سوء الاستخدام».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».