الرئيس المصري يدافع عن مشروعاته القومية ويحذر من المشككين

خلال الاحتفال بمرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة

الرئيس السيسي يتفقد موقع العمل الخاص بالأنفاق.. وفي الاطار خلال الاحتفال بمرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة (تصوير: محمد عبد المعطي)
الرئيس السيسي يتفقد موقع العمل الخاص بالأنفاق.. وفي الاطار خلال الاحتفال بمرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة (تصوير: محمد عبد المعطي)
TT

الرئيس المصري يدافع عن مشروعاته القومية ويحذر من المشككين

الرئيس السيسي يتفقد موقع العمل الخاص بالأنفاق.. وفي الاطار خلال الاحتفال بمرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة (تصوير: محمد عبد المعطي)
الرئيس السيسي يتفقد موقع العمل الخاص بالأنفاق.. وفي الاطار خلال الاحتفال بمرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة (تصوير: محمد عبد المعطي)

دافع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، عن المشروعات الكبرى التي نفذتها حكومته، محذرًا مما عده «محاولات تشكيك»، معتبرًا أن الهدف من وراء هذا التشكيك إضعاف الروح المعنوية للمصريين.
وتحدث الرئيس السيسي من مدينة الإسماعيلية خلال مشاركته احتفالية بمناسبة مرور عام على افتتاحه مشروع قناة السويس الجديدة، التي وضعت عليها الحكومة المصرية آمالاً كبيرة في دفع مسيرة اقتصادها المتعثر.
وقال السيسي، في مداخلة أثناء كلمة لرئيس هيئة قناة السويس: «خلال السنة اللي فاتت من بعد الحفر حصل اضطراب طفيف نتيجة انخفاض التجارة العالمية وركود الاقتصاد العالمي، اللي كان ممكن يكون له تأثير سلبي على قناة السويس».
وأضاف السيسي: «بمنتهى الشفافية رئيس الهيئة بيقولنا بالأرقام حجم الدولار اللي تم التحصل عليه من رسوم السفن، وده بيروح للبنك المركزي اللي بيضخه لوزارة المالية بالجنيه».
ومنذ افتتاحه، أثار مشروع قناة السويس الجديدة جدلاً بشأن جدواه الاقتصادية، في ضوء بيانات رسمية أشارت إلى أن القناة لم تصل خلال السنوات الماضية لأقصى طاقتها الاستيعابية، مما أثار تساؤلات بشأن الحاجة للمشروع.
وكان مسؤولون مصريون قد بشروا قبل عام بعوائد ضخمة للمشروع الذي أنجز في عام واحد فقط، وبلغت تكلفته الأساسية نحو 4 مليارات دولار (31.3 مليار جنيه)، وفقًا لبيانات الحكومة.
ووجه السيسي كلمة للمصريين قائلاً: «أقول كلمة للمصريين، خلوا بالكم كل إنجاز بيتحط جنب منه محاولة للتشكيك في نجاح هذا الإنجاز، عشان ميبقاش فيه أمل ويبقى فيه إحباط دايمًا، إحنا عاملين الاحتفال ده عشان نقولكم لأ طبعًا».
وكان الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس قال إن القناة حققت زيادة بنسبة 4 في المائة في إيراداتها بالدولار، خلال الفترة من أول يناير (كانون الثاني) الماضي، وحتى أغسطس (آب) الحالي، لتسجل نحو 3.2 مليار دولار.
وخلال كلمته أشار الرئيس السيسي إلى محاولة الاغتيال التي تعرض لها الدكتور علي جمعة مفتي البلاد الأسبق أول من أمس. وقال إن الهدف من محاولة اغتيال الدكتور جمعة، محاولة إفساد فرحة المصريين بذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة، داعيًا المصريين إلى الحذر من مخططات الجماعات الإرهابية.
وأكد الرئيس أنه يجب أن يعلم الجميع «الفرق بين النقد الهدام والنقد البناء»، مطالبًا مؤسسات الدولة بالتواصل مع الإعلام والشعب المصري. وتابع قائلاً: «كل اللي اتعمل واتقال مفيش (لا يوجد) أمل، مش واخدين بالكو إن المصريين عندهم من القدرة والوعي والذكاء يقدروا يميزوا الطيب من غير الطيب والحسن من غير الحسن».
وأضاف أن «أعداء الوطن يشككون في المشروعات القومية، مثل مشروع المليون ونصف المليون فدان، وشبكة الطرق القومية والمليون وحدة سكنية، وذلك من أجل إحباط المصريين».
وافتتح الرئيس السيسي في 6 أغسطس العام الماضي في احتفال رسمي حضره رؤساء ومبعوثون من عدة دول، قناة السويس الجديدة، وهي تفريعة موازية للقناة الرئيسية، يهدف إنشاؤها إلى تقليص الفترة الزمنية لعبور السفن.
وقبل مشاركته في الاحتفالية التي تتزامن أيضًا مع مرور 60 عامًا على تأميم القناة، تفقد الرئيس السيسي أيضًا موقع مشروع أنفاق قناة السويس، وقال إن المشروع الذي يتم تنفيذه حاليًا هو خطوة من خطوات بناء الدولة.
وأضاف السيسي، أثناء تفقده مصنع إنتاج الحلقات الخرسانية بمشروع الأنفاق أن «البلاد لا تبنى بالكلام، ولكن تبنى بالعرق والجهد والصرف والتضحية». وتابع: «نقوم بإنشاء 4 أنفاق أسفل قناة السويس في وقت واحد».
ووجه الرئيس السيسي حديثه لعدد من الشباب داخل مصنع إنتاج الحلقات الخرسانية قائلاً: «المشروعات فرصة لأولادنا، لازم تبقوا عارفين بلدكم بيتعمل فيها إيه، ومحدش يضحك عليكم».
ويهدف مشروع أنفاق قناة السويس التي تشمل أنفاقًا للسيارات والسكك الحديدية، إلى ربط سيناء وشرق القناة بالوادي والدلتا، وتسهيل حركة عبور الأفراد والبضائع من وإلى سيناء.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة في بيان أمس، إن الرئيس السيسي تفقد خلال الزيارة جميع مراحل التنفيذ وأماكن الحفر، واستمع إلى شرح تفصيلي من اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية وعدد من مهندسي المشروع لمراحل العمل بحفر الأنفاق وطرق تشغيل وآليات عمل ماكينات الحفر العملاقة، التي تقوم بحفر الأنفاق.
ووجه الرئيس الشكر للعاملين في المشروع، منوهًا بأهمية إنجاز المشروع وفقًا للمدى الزمني المقرر له. كما أشار إلى أن جميع العاملين في هذا المشروع يساهمون في إنجاز وطني كبير لمصر، بحسب بيان الرئاسة. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس تحدث أثناء تفقده المشروع مع عدد من طلاب كليات الهندسة، الذين يتلقون التدريب العملي في موقع المشروع، والذين أعربوا عن الشكر والتقدير لإتاحة الفرصة لهم للتعرف عن قرب وبطريقة عملية على تكنولوجيا حفر الأنفاق، كما عبروا عن اعتزازهم بتنفيذ المشروع من خلال عقول وسواعد مصرية.
وتفقد الرئيس مصنع إنتاج الحلقات الخرسانية سابقة التجهيز الذي تم إنشاؤه بجوار موقع المشروع (الأنفاق)، لتوفير الوقت والجهد والتكلفة المالية اللازمة لنقل الحلقات الخرسانية. ويضم المصنع محطتين لإنتاج الخرسانة، إحداهما أساسية والأخرى احتياطية، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع 15 حلقة خرسانية يوميًا.
وخلال الاحتفالية، قال الفريق مميش رئيس هيئة قناة السويس، إن القناة حققت زيادة بنسبة 4 في المائة في إيراداتها بالدولار، خلال الفترة من أول يناير الماضي وحتى أغسطس الحالي، لتسجل نحو 3.2 مليار دولار.
وأضاف مميش، أن القناة حققت زيادة في إيراداتها بالعملة المصرية خلال نفس الفترة بلغت 6 في المائة، مشيرًا إلى أن قناة السويس أدخلت لخزانة الدولة العام الماضي أكبر عائد لها بلغ 41 مليار جنيه، بزيادة قدرها 2 مليار جنيه.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».