مدير أمن عدن يكشف عن خلايا التفجيرات الإرهابية والاغتيالات

إجراءات أمنية مشددة تشهدها المحافظة

مدير أمن عدن يكشف عن خلايا التفجيرات الإرهابية والاغتيالات
TT

مدير أمن عدن يكشف عن خلايا التفجيرات الإرهابية والاغتيالات

مدير أمن عدن يكشف عن خلايا التفجيرات الإرهابية والاغتيالات

كشف اللواء شلال شايع، مدير أمن محافظة عدن جنوبي البلاد، عن توصل أجهزة الأمن إلى معرفة جميع أفراد الخلايا الإرهابية التي أقدمت على تنفيذ سلسلة الاغتيالات، وفي مقدمتها اغتيال الضابط الإماراتي الشامسي الموظف بالهلال الأحمر الإماراتي وكبار الضباط الجنوبيين ورجال الدين والمرور والمدنيين الذين تم اغتيالهم على يد أفراد إحدى هذه الخلايا الإرهابية.
وقال المتحدث باسم شرطة عدن، عبد الرحمن النقيب، إن الكشف عن الخلايا الإرهابية جاء في اجتماع موسع عقده اللواء شلال بقيادات شرطة عدن وحضره قائد القوات الخاصة بعدن العميد ناصر سريع العنبوري وعدد كبير من القيادات الأمنية بالمحافظة.
وأضاف النقيب أن اجتماع أول من أمس بمديري مراكز الشرطة بمديريات المحافظة والمناطق والإدارات الأمنية للبحث الجنائي والوحدات الخاصة وإدارة مكافحة الإرهاب كرس لمناقشة جملة من القضايا الأمنية ذات الصلة بتعزيز الحالة الأمنية ورفع مستوى جاهزيتها للقيام بدورها المنوط بها في مديريات المحافظة الثمانى وفرض هيبة الدولة وملاحقة العناصر المخلة بأمن المحافظة.
وأشار المتحدث إلى أن مدير الأمن أشاد بدول التحالف العربي، وفي مقدمتها السعودية والإمارات ومساندتها ووقوفها إلى جانب شرطة عدن ورجالها في أصعب الظروف، مؤكدا أن الدعم المقدم لشرطة عدن من دول التحالف العربي مكن أجهزة الأمن المختلفة من تحقيق إنجازات ملموسة في الجانب الأمني بالمحافظة.
وأضاف أن مدير عام شرطة عدن شدد على استمرار تفعيل نشاط مراكز الشرطة، مشيدا بكل الجهود المبذولة والإنجازات الأمنية التي تحققت من قبل إدارة البحث الجنائي ومراكز الشرط وإدارة مكافحة المخدرات ودائرة مكافحة الإرهاب بالأمن العام والوحدات الخاصة وجميع الدوائر الأخرى في حفظ الأمن والاستقرار في عموم مديريات العاصمة عدن.
وكانت شرطة عدن كشفت، قبل أيام، عن اعترافات أدلت بها الجماعة الإرهابية المنفذة مذبحة دار المسنين وحادثة الحافلة الخاصة بعمال المستشفى العسكري. وأوضحت أنه بعيد القبض على أفراد الخلية من قبل وحدة متخصصة بمكافحة الإرهاب والتحقيق معهم تبين ضلوعهم في الجريمة البشعة التي هزت مدينة عدن يوم 4 مارس (آذار) الماضي وأودت بحياة 16 نزيلا وعاملا في الدار. وأشارت إلى أن أفراد الجماعة الإرهابية اعترفوا بارتكابهم العملية الإرهابية المروعة وقيامهم بتصفية المشرفات الهنديات، وكذا قتل طاقم حراسة وسائق الحافلة التابعة للدار.
وتأتي هذه الإعلانات عن هذه الخلايا في ظل إجراءات أمنية مشددة تشهدها عدن والمحافظات المحررة المجاورة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».