السلطات المصرية توقف مهاجرين غير شرعيين رغم تلويحها بمراجعة التعاون مع إيطاليا

إصابة 5 مواطنين و3 مجندين في عملية إرهابية غرب القاهرة

السلطات المصرية توقف مهاجرين غير شرعيين رغم تلويحها بمراجعة التعاون مع إيطاليا
TT

السلطات المصرية توقف مهاجرين غير شرعيين رغم تلويحها بمراجعة التعاون مع إيطاليا

السلطات المصرية توقف مهاجرين غير شرعيين رغم تلويحها بمراجعة التعاون مع إيطاليا

أعلن الجيش المصري، أمس، توقيف عشرات المهاجرين غير الشرعيين، غرب البلاد، في ظل شكاوى إيطالية من تضاعف أعداد المهاجرين القادمين إليها من سواحل مصرية بطرق غير شرعية. وينظر مراقبون ودبلوماسيون للأمر من منظور التوترات السياسية بين القاهرة وروما، على خلفية قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، أوائل العام الحالي.
وتوترت العلاقات المصرية الإيطالية، بعد فترة ازدهار قصيرة، بعد العثور على جثة ريجيني، طالب الدكتوراه في جامعة كمبريدج، وعليها آثار تعذيب وحشي، في القاهرة، في فبراير (شباط)، مما دفع إيطاليا لفرض عقوبات اقتصادية على مصر.
وفي مواجهة التصعيد الإيطالي، قالت الخارجية المصرية إن القاهرة قد تراجع تعاونها الأمني مع السلطات الإيطالية في ملفي الهجرة غير الشرعية، والأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا.
لكن رغم تلويح الخارجية المصرية بمراجعة التعاون الأمني مع الجانب الإيطالي، أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش العميد محمد سمير، خلال الشهرين الماضيين، توقيف عشرات المهاجرين غير الشرعيين.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة، أمس، إن قوات حرس الحدود في نطاق المنطقة الشمالية العسكرية ضبطت 147 فردا، خلال محاولتهم للهجرة غير الشرعية بمناطق الإسكندرية - أبو قير.
وأضاف العميد سمير، في تقرير نشره أمس عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن القوات ضبطت أيضًا، في نطاق المنطقة الغربية العسكرية (السلوم)، 179 فردا من جنسيات مختلفة، خلال عمليات التسلل والهجرة غير الشرعية بمنطقة بحر الرمال الأعظم.
ورغم ما تعلنه القاهرة، قال رئيس دائرة الاستخبارات والأمن الداخلي الإيطالي ماريو بارينتي، الخميس الماضي، إن أعداد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين من مصر قد تضاعفت.
ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن بارينتي قوله إن «تدفق المهاجرين الذين ينطلقون من السواحل المصرية سجل زيادة حادة بنسبة 104 في المائة»، لافتا إلى أن «70 في المائة من أولئك الوافدين إلى إيطاليا يأتون من بلدان أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى».
وقال بارينتي، خلال حديثه أمام اللجنة البرلمانية لأمن إيطاليا، إن «الأمر يتعلق على أي حال بمهاجرين لأسباب اقتصادية، أكثر من كونهم أشخاصا يمكنهم طلب اللجوء السياسي بسبب الحرب».
ولوحت مصر بمراجعة التعاون القائم مع إيطاليا في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط، عقب قرار البرلمان الإيطالي وقف إرسال قطع غيار حربية إلى مصر، على خلفية مقتل ريجيني.
وتعمل السلطات المصرية على إقرار مشروع قانون «الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين»، الذي يهدف لمكافحة الجريمة المنظمة لتهريب المهاجرين عن طريق البر أو البحر أو الجو.
وأوصت لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري بانتهاج سياسة عقلانية ورشيدة، واعتماد دبلوماسية هادئة تجاه الأزمة السياسية بين القاهرة وروما التي تعد شريكا اقتصاديا رئيسيا لمصر.
وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان، كمال عامر، وهو لواء سابق في الجيش، إن بلاده «ليس لديها رفاهية إفساد علاقتها مع دول حليفة في ظل الأوضاع التي تمر بها، ويجب أن نتعامل بحكمة مع الجانب الإيطالي».
إلى ذلك، أعلن مسؤول مركز الإعلام الأمني في وزارة الداخلية المصرية أن سيارة تابعة لقوات أمن الجيزة، تقل عددا من المجندين، تعرضت في أثناء سيرها، صباح أمس (الثلاثاء)، أعلى محور 26 يوليو، بمنطقة ناهيا، دائرة قسم شرطة كرداسة (غرب العاصمة القاهرة)، لإطلاق نيران من قبل مجهولين.
وأضاف المسؤول، في بيان صادر عن الوزارة أمس، أن أفراد القوة قاموا بمبادلتهم إطلاق الأعيرة النارية، مما دفعهم للهرب بالزراعات المتاخمة للطريق، مشيرا إلى أن تبادل إطلاق النيران أسفر عن إصابة 3 من المجندين، بالإضافة إلى 5 مواطنين (موظفون بأحد البنوك) كانوا يستقلون أتوبيسا تابعا لجهة عملهم تصادف مروره بمحل الواقعة.
وأشار إلى أنه تم نقل المصابين للمستشفى لتلقى العلاج، لافتا إلى أنه تم خروج المواطنين من المستشفى عقب تلقيهم العلاج، بينما تقوم الأجهزة الأمنية حاليا بتمشيط المنطقة محل الواقعة لضبط الجناة.
وتتهم السلطات المصرية جماعة الإخوان المسلمين، والتنظيمات الإرهابية التابعة لها، بالوقوف وراء تلك العمليات المسلحة التي تزايدت منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، في يوليو عام 2013، رغم نفي الجماعة التي تم تصنيفها رسميا جماعة إرهابية.
وكسر هذا الحادث فترة الهدوء والاستقرار الأمني الذي تشهده العاصمة القاهرة وضواحيها منذ عدة أشهر، حيث سبق أن وقع كثير من التفجيرات وأعمال العنف على مدار العامين الماضيين، وأعلن تنظيم داعش - فرع مصر، مسؤوليته عنها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.