الحكومة المغربية تعلن عن القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الوطني للغات

رفع الستار عن قانون يستوعب مطالب 5 ملايين مهاجر مغربي

الحكومة المغربية تعلن عن القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الوطني للغات
TT

الحكومة المغربية تعلن عن القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الوطني للغات

الحكومة المغربية تعلن عن القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الوطني للغات

أنهت الحكومة المغربية أمس إعداد جميع القوانين التنظيمية الواردة في دستور 2011، والتي نص على إخراجها خلال الولاية التشريعية الحالية التي سيسدل الستار عليها يوم الجمعة المقبل، ووزعت الأمانة العامة للحكومة على الوزراء آخر مشروع قانون تنظيمي يتعلق بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، الذي يتمتع بسلطة واسعة في اقتراح التوجهات الاستراتيجية للدولة في المجالين اللغوي والثقافي، والسهر على انسجامهما وتكاملهما.
ونص مشروع القانون التنظيمي، الذي ينتظر عرضه على أنظار المجلس الوزاري الذي يرأسه العاهل المغربي الملك محمد السادس، على حماية اللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية، وكذا اللهجة الحسانية الصحراوية، ومختلف التعبيرات الثقافية.
وحسب نص مشروع القانون التنظيمي، فإن المجلس الوطني يضطلع بمهمة اقتراح التوجهات الاستراتيجية للدولة في مجال السياسات اللغوية والثقافية، مضيفًا إلى ذلك «السهر على انسجامها وتكاملها، ولا سيما ما يتعلق منها بحماية وتنمية اللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية، وكذا الحسانية واللهجات ومختلف التعبيرات الثقافية المغربية».
ووفق المشروع الحكومي، يتألف المجلس الوطني للغات، من أكاديمية محمد السادس للغة العربية، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والهيئة الخاصة بالحسانية واللهجات والتعبيرات الثقافية، والهيئة الخاصة بالتنمية الثقافية وحفظ التراث، والهيئة الخاصة بتنمية استعمال اللغات الأجنبية.
وبخصوص تشكيل المجلس فإنه يتألف من 26 عضوًا بمن فيهم الرئيس، الذي نص المشروع على تعيينه من طرف العاهل المغربي لفترة انتدابية، مدتها خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.
ويعهد للمجلس إبداء الرأي في كل قضية يحيلها عليه العاهل المغربي في مجال اختصاصه، واقتراح التوجهات الاستراتيجية للسياسات اللغوية التي سيتم اعتمادها في مختلف مجالات الحياة العامة، وإحالتها على الحكومة قصد دراستها وعرضها على المصادقة. وتشمل اختصاصات المجلس إبداء الرأي بمبادرة منه، أو بطلب من الحكومة أو أحد مجلسي البرلمان في المشاريع والمقترحات البرلمانية، مع اقتراح التدابير الواجب اتخاذها لحماية وتنمية اللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية.
في سياق ذي صلة، رفعت الحكومة المغربية الستار عن القانون المتعلق بمجلس الجالية الذي سيكون فضاء لاستيعاب مطالب نحو خمسة ملايين مغربي يقيمون في المهجر، وصيانة مصالحهم المشروعة، وذلك في إطار احترام القانون الدولي، والقوانين الجاري بها العمل في بلدان الاستقبال.
وكلف المشروع الحكومي المجلس في صيغته الجديدة مهمة رصد وتحليل واقع هجرة المغاربة خارج الوطن، واستشراف تطورها المتوقع، وتقييم انعكاساتها على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية، وذلك بطلب من الحكومة.
ويتوخى مجلس الجالية، وفق المشروع الحكومي، كما تؤكد ذلك المذكرة التقديمية المرفقة به، تطوير عمل المجلس وتعزيزه بإطار تنظيمي يحدد صلاحياته وتأليفه، وقواعد سيره، وكذا حالات التنافي لأعضائه، مشددًا على ضرورة رفع عضوية المجلس مقارنة مع وضعه الحالي بشكل يراعي الجهات الحكومية، والمؤسسات الوطنية المعنية بقضايا المغاربة المقيمين بالخارج، بالإضافة إلى ممثلي جمعيات المجتمع المدني الأكثر نشاطًا في مجال قضايا مغاربة العالم.
وشدد مشروع القانون على إحداث ممثليات للمجلس خارج المغرب، بتنسيق مع السلطات العمومية المعنية، مع مراعاة التوزيع الجغرافي للمغاربة في العالم والمناصفة بين الجنسين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».