شغف البرازيليين بالرياضة الأمل في نجاح أولمبياد «ريو»

كرة القدم المسابقة المغضوب عليها في الأولمبياد تنتظر استعادة بريقها في أرض «السامبا»

ملعب كرة الطائرة الشاطئية لم يكتمل رغم بقاء 5 أيام على افتتاح الأولمبياد (إ.ب.أ) - نيمار أمل البرازيل في حصد ذهبية كرة القدم (رويترز)
ملعب كرة الطائرة الشاطئية لم يكتمل رغم بقاء 5 أيام على افتتاح الأولمبياد (إ.ب.أ) - نيمار أمل البرازيل في حصد ذهبية كرة القدم (رويترز)
TT

شغف البرازيليين بالرياضة الأمل في نجاح أولمبياد «ريو»

ملعب كرة الطائرة الشاطئية لم يكتمل رغم بقاء 5 أيام على افتتاح الأولمبياد (إ.ب.أ) - نيمار أمل البرازيل في حصد ذهبية كرة القدم (رويترز)
ملعب كرة الطائرة الشاطئية لم يكتمل رغم بقاء 5 أيام على افتتاح الأولمبياد (إ.ب.أ) - نيمار أمل البرازيل في حصد ذهبية كرة القدم (رويترز)

رغم المشكلات والأزمات التي تحاصر مدينة ريو دي جانيرو منذ فترة طويلة، فما زال مواطنو المدينة البرازيلية على شغفهم الرياضي في انتظار انطلاق فعاليات دورة الألعاب الأولمبية.
واتسمت استعدادات البرازيل لأولمبياد ريو بأجواء من الفوضى، حيث نفدت السيولة المالية لدى المدينة، وأصبح الشعور بالأزمة المالية ملموسًا وواضحًا في كل مكان. ولكن هذا لم يقلص من حماس وترقب البرازيليين للأولمبياد.
وفيما يمثل الملعب الذي يستضيف فعاليات الكرة الطائرة الشاطئية والمدرجات المؤقتة له على رمال شاطئ كوباكابانا أحد المراكز التي يترقب البرازيليون أن تبهر المشاركين والزائرين خلال فترة الأولمبياد، لا يمكن التغاضي عن السلبيات التي تطفو على هذا الشاطئ والقمامة التي تغطي رماله بل وفي المدينة بأكملها وفي المياه المحيطة.
وها هو جونيور نيتو يجمع القمامة من على رمال كوباكابانا لكنه لا يستطيع التزام الصمت أو الكف عن الحديث عن المشكلات التي تعانيها المدينة قبل انطلاق الأولمبياد.
وتعاني البرازيل حاليا واحدة من أسوأ فترات الركود الاقتصادي في تاريخها، بما ينذر بخروجها من قائمة أبرز عشرة اقتصادات في العالم. كما ترك هذا الركود أثرًا سلبيا واضحا على استعدادات الأولمبياد. ورغم هذا، يظل الأمل قائمًا في أن تتغلب ريو على هذه المشكلات المالية من خلال روح ومعنويات البرازيليين وشغفهم الرياضي.
وعندما فازت البرازيل في 2009 بحق استضافة أولمبياد ريو، كانت نظرة العالم كله إلى هذا البلد على أنه قوة اقتصادية هائلة على الخريطة العالمية.
والآن، تحكم الفوضى قبضتها على البرازيل حيث تعرضت ديلما روسيف، رئيسة البلاد، للإيقاف في مايو (أيار) الماضي لاتهامها بالتلاعب في حسابات حكومية. ومنذ إيقافها، فقد نائبها ميشيل تامر القائم بأعمال الرئيس ثلاثة من وزرائه لاتهامهم بالفساد. وتسبب افتقاد السيولة المالية في إضرابات بجامعات ومستشفيات ريو، فيما تعرضت حكومة الولاية لضربة قوية بسبب الانخفاض الحاد في أسعار النفط. ونتيجة لهذا، منحت الحكومة الفيدرالية حكومة ريو قرضًا بلغ 825 مليون دولار، وهو ما كان أمرا ملحا للغاية عندما ذكرت الشرطة أنها لا تستطيع أن تضمن الناحية الأمنية خلال فترة الأولمبياد دون وجود حوافز مالية إضافية.
ووسط هذه الظروف، تزايدت المخاوف من إمكانية احتجاج بعض المواطنين على القدر الهائل من الإنفاق على استعدادات واستضافة الأولمبياد، والذي يقدر بنحو 11 مليار دولار (رغم أن أكثر من نصف هذا المبلغ جاء عبر التمويل الخاص).
ويرى كثيرون من مواطني ريو أن الأولمبياد في مدينتهم ستحقق نجاحًا، ويسترشدون على هذا بأن العناوين السلبية التي سبقت بطولة كأس العالم 2014 لم توقف المسابقة عن النجاح ولم تمنع الاحتفال بها بروح معنوية عالية.
ومن العقبات الرئيسية التي ظهرت في استعدادات ريو للأولمبياد، كان خط مترو الأنفاق الذي بلغت تكلفته 75ر2 مليار دولار ليربط بين وسط المدينة وضاحية بارا، التي يقع فيها المتنزه الأولمبي ومعظم المنشآت التي تستضيف المنافسات، حيث لم يكتمل العمل به تماما، لكن تم افتتاحه أمس، مع وعد بأن يكون في أفضل حالاته مع بدء الدورة.
وسادت حالة من خيبة الأمل في ريو لانسحاب عدد من النجوم الرياضيين من فعاليات الأولمبياد، بسبب المخاوف من فيروس زيكا المتفشي في البرازيل. لكن يظل الخطر الأكبر الذي يزعج المنظمين والمشاركين هو الناحية الأمنية. وتأمل السلطات البرازيلية في عدم تكرار واقعة السطو المسلح التي تعرض لها بطل الشراع الأولمبي الإسباني فيرناندو إتشيفاري في مايو الماضي. وبخلاف هذا، تسببت الحالات المتزايدة للهجمات الإرهابية في أوروبا في الآونة الأخيرة في رفع حالة الاستعداد والتأهب لدى قوات الأمن البرازيلية إلى درجة عالية للغاية، أعلى من درجات التأهب المعتادة في أي وقت آخر.
ويشارك في تأمين أولمبياد ريو 85 ألف شرطي وجندي ورجل أمن، كما ستستخدم مئات الكاميرات والطائرات من دون طيار والمروحيات في مراقبة شواطئ المدينة.
(كرة القدم أمل البرازيل)
وتحظى كرة القدم بتراث كبير في البرازيل، وستكون المسابقة التي تنطلق مبكرًا مقياسًا لنجاح التنظيم. وأدرجت كرة القدم ضمن الرياضات الأولمبية بداية من الدورة الثانية التي أقيمت عام 1900.
وعلى مدار تاريخ الدورات الأولمبية، نجح عدد من أبرز نجوم الساحرة المستديرة في خطف الميدالية الذهبية للعبة بأكثر من دورة أولمبية مثل المجري فيرنك بوشكاش في أولمبياد 1952، وليف ياشين حارس مرمى الاتحاد السوفياتي السابق في أولمبياد 1956، والمهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في أولمبياد بكين 2008.
ورغم ذلك، ما زال البعض يرى أن كرة القدم بمثابة «اللعبة الدخيلة» في عائلة الرياضات الأولمبية.
وخلال الدورات الأولمبية الماضية، كانت كرة القدم اللعبة الوحيدة التي لم تنفد تذاكرها مباشرة فور طرحها للبيع، ما جعل بعض المسؤولين يطالب بإخراجها من الدورات الأولمبية.
ولكن أولمبياد ريو قد تحول كرة القدم من «لعبة دخيلة» إلى جوهرة التاج بالنسبة لهذه الدورة الأولمبية.
ويقول المؤرخ والروائي الأولمبي الشهير ديفيد والتشينسكي: «هناك أسباب قليلة لذلك.. في الوقت الحالي، ما زالت كرة القدم إحدى رياضتين فقط لا تفتحان الطريق للمشاركة في الدورة الأولمبية أمام أفضل ممارسيها. الرياضة الأخرى هي الملاكمة. لدينا نوع من التهجين في كرة القدم، حيث تسمح اللوائح بمشاركة ثلاثة لاعبين من أي سن في كل منتخب، بينما يشترط أن يكون باقي اللاعبين تحت 23 عامًا».
وأضاف: «لم يكن هذا لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لا يرغب في خسارة كرة القدم بالدورات الأولمبية، وإنما لا يرغب في أن تنافس مسابقة كرة القدم الأولمبية بطولات كأس العالم».
وجاءت إقامة البطولة الأولى لكأس العالم لكرة القدم في 1930 بأوروغواي لتحض على استبعاد اللعبة من فعاليات الدورات الأولمبية بداية من أولمبياد 1932. وبينما اتسعت دائرة الاحتراف في مجال كرة القدم في جميع أنحاء العالم، ظلت المشاركة في الدورات الأولمبية مقصورة على اللاعبين الهواة.
ويقول الرافضون للعبة على المستوى الأولمبي إنها لا تستحق أن تكون في الدورات الأولمبية، لأن المسابقة لا تجد اهتمامًا كبيرًا كما في مناسبات أخرى، في إشارة إلى سطوة بطولات كأس العالم وبعض البطولات القارية بل وبطولات الأندية الأوروبية.
وصرح لاعب التنس البريطاني السابق جريج روسيدسكي قائلاً: «ما هو الأكثر أهمية، الفوز بكأس العالم أم الميدالية الذهبية لكرة القدم في الأولمبياد؟». وأضاف: «المسابقة الأولمبية ليست الأبرز حتى الآن في هذه الرياضة. يجب أن تكون هي الأهم وأن تكون ميداليتها الذهبية هي الجائزة الأبرز في عالم كرة القدم». ولكن المكانة المتواضعة لمسابقة كرة القدم في الدورات الأولمبية ستتغير بلا شك خلال ألعاب ريو دي جانيرو، لأنها هذه المرة في معقل الساحرة المستديرة. ولهذا حرص المهاجم البرازيلي الخطير نيمار دا سيلفا على أن يكون ضمن المشاركين في هذه الدورة، مفضلاً خوض المسابقة الأولمبية على المشاركة في النسخة المئوية من بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2016)، التي استضافتها الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) الماضي.
ولا تتوقع البرازيل رصيدًا هائلاً من الميداليات الذهبية في أولمبياد ريو، ولا يتوقع حتى أكثر المتفائلين من أصحاب الأرض أن تنافس بلادهم على لقب الدورة وصدارة جدول الميداليات، لكن البلاد تتطلع للتتويج بذهبية كرة القدم للمرة الأولى في تاريخها.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».