توقعات بتجاوز مدارس الخليج 50 ألفًا بحلول 2020

السعودية في الصدارة.. وتزايد ملحوظ في الطلب

نمو متزايد لقطاع التعليم في دول الخليج متزامن مع ارتفاع الطلب وشرائح كبرى من الميزانيات (رويترز)
نمو متزايد لقطاع التعليم في دول الخليج متزامن مع ارتفاع الطلب وشرائح كبرى من الميزانيات (رويترز)
TT

توقعات بتجاوز مدارس الخليج 50 ألفًا بحلول 2020

نمو متزايد لقطاع التعليم في دول الخليج متزامن مع ارتفاع الطلب وشرائح كبرى من الميزانيات (رويترز)
نمو متزايد لقطاع التعليم في دول الخليج متزامن مع ارتفاع الطلب وشرائح كبرى من الميزانيات (رويترز)

أشار تقرير بحثي حديث إلى أنه من المتوقع أن يفوق عدد المدارس المنتشرة في جميع أنحاء منطقة الخليج الـ50 ألف مدرسة بحلول عام 2020، مستندا إلى سعي كل من أصحاب المصلحة العامة والخاصة إلى الاستفادة من سوق التعليم المتنامية في جميع أنحاء المنطقة.
ووفق نتائج تقرير صناعة التعليم في دول مجلس التعاون الخليجي، التي نشرتها «ألبن كابيتال»، أفاد منظمو منتدى التعليم في المدارس الخاصة والدولية المقبل في الشرق الأوسط أن إنشاء هذا العدد الإضافي من المدارس يهدف إلى استيعاب عدد الطلاب المتزايد الذي يُتوقع أن يصل إلى 15 مليون طالب بحلول عام 2020.
وتقول رونا غرينهيل، الشريكة المؤسسة لمنتدى التعليم في المدارس الخاصة والدولية: «يتوقع الخبراء أنّه سيكون هناك حاجة إلى 51 ألف مدرسة بحلول عام 2020 لتلبية الطلب المتزايد على المدارس في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. وسيشكّل ذلك إضافة 7 آلاف مدرسة أخرى إلى العدد الحالي لاستيعاب عدد الطلاب المتزايد في المدارس في جميع أنحاء المنطقة».
ووفق التقرير، فإنه بحلول عام 2020، سيكون قد تم إنشاء 41678 مدرسة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي في قطاع التعليم الرسمي، و9301 مدرسة في سوق التعليم الخاص. وتتصدّر المملكة العربية السعودية القائمة، حيث يتوقع أن تضمّ 44441 مدرسة، تليها 2054 مدرسة في عمان، و1497 في الكويت. ويليها دولة الإمارات العربية المتحدة مع 1406 مدرسة، وقطر مع 1107 مدرسة، والبحرين مع 503 مدرسة.
وفي العام الماضي وحده، أشارت أرقام نشرها تقرير البناء في قطاع التعليم في دول مجلس التعاون الخليجي إلى وجود أكثر من 500 مشروع تربوي في مراحل إنجازها المختلفة، تبلغ قيمتها مجتمعة أكثر من 50 مليار دولار أميركي في جميع أنحاء منطقة الخليج.
وقد دفعت الفجوة في القدرة المتوقعة الجهات المعنية في القطاعين الرسمي والخاص، بما في ذلك مشغلي المدارس الدولية، إلى التركيز على سوق التعليم من خلال استراتيجيات زيادة الإنفاق الحكومي، والتنمية على المدى الطويل. وعلى سبيل المثال، خصصت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان أكثر من 20 في المائة من ميزانيتها الإجمالية هذا العام لقطاع التعليم، وهي نسبة أعلى من تلك التي تخصصها معظم الدول المتقدمة، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، مما يدل على جدية الجهود التي تبذلها دول الخليج هذه لتطوير قطاع التعليم. ويقول مارك رايدر، مستشار في مجال التعليم من مجموعة دايمر: «يتطلّب تسليم المدارس الجديدة 24 شهرًا على الأقل، من أجل إنجاز التصميم والحصول على الموافقات المسبقة قبل البدء بمرحلة البناء النموذجية الأولى التي تستغرق 14 شهرًا على الأقل. وهذا يفترض أيضًا تسليم المدرسة للمشغل في شهر مايو (أيار)، الذي يسبق بدء العام الدراسي في سبتمبر (أيلول)».
ويضيف رايدر، وهو أحد أبرز المتحدثين في هذا الحدث الذي سيُنظم من 27 إلى 29 سبتمبر 2016، في فندق جميرا كريك سايد في دبي: «وإذا أخذنا هذه التفاصيل بعين الاعتبار، يمكننا أن نقدّر عدد المدارس التي تخطط لفتح أبوابها في سبتمبر للعام الدراسي 2016/ 2017. والجدير بالذكر أنّ المهلة اللازمة لافتتاح المدارس في سبتمبر 2018 ستنتهي بعد أشهر قليلة. وهناك مدارس ستفتتح أبوابها في أبوظبي والشارقة، ولكن عددها لا يوازي عدد المدارس التي ستُفتتح في دبي. وأنا أعلم أيضًا أنّ قطاع بناء المدارس الرسمية الجديدة ناشط جدًا في المملكة العربية السعودية، وفي قطر أيضًا، أمّا عدد المدارس الجديدة في سلطنة عمان والبحرين والكويت فمحدود».
ويضيف الخبراء أن المشغلين والمدارس الذين يخططون لدخول السوق يدركون أنّ الأجواء تنافسية بامتياز، وعلى الصعيد العالمي لن تُسجّل على الأرجح معدّلات النموّ السابقة للالتحاق بالمدارس. وقد ذكر حتى بعض المشغلين في القطاعين البريطاني والأميركي أنّ هناك مبالغة في العرض. ومع ذلك، ما زال هناك على ما يبدو فجوة في سوق البكالوريا الدولية (IB) والتعليم العالي الجودة بأسعار معقولة.
واختتمت غرينهيل قائلة: «مع استمرار نموّ أسواق المدارس الدولية والخاصة، وتزايد المنافسة، من المهمّ أن تعمل المدارس والمستثمرون الذين يخططون لإنشاء مشاريع جديدة في قطاع التعليم على وضع استراتيجيات مناسبة لتحقيق النجاح. ولدعم تلك الحاجة، يوفر منتدى التعليم في المدارس الخاصة والدولية نقطة مرجعية فريدة لجميع المشاركين في تمويل مشروع مدرسة جديد، والتخطيط له، وتصميه، وتنفيذه، وإدارته. فمن خلال جمع مجتمع متنوع مشارك في عملية جديدة، يهدف منتدى التعليم في المدارس الخاصة والدولية إلى تزويد المشاركين بدراسة حالات قيمة خاصة بمدارس من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى مجموعة من المعارف الجديدة الذين سيقدمون لهم المساعدة للتخطيط لمشروعهم بكل ثقة».



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.