لاعبو الاتحاد يسحبون شكاواهم ضد النادي

بعد نجاح إدارة مسعود في الوصول إلى تسويات مالية معهم

أحمد مسعود يتابع مباراة فريقه (المركز الإعلامي بنادي الاتحاد) - من مباراة الاتحاد الودية الأخيرة أمام نادي وج (المركز الإعلامي بنادي الاتحاد)
أحمد مسعود يتابع مباراة فريقه (المركز الإعلامي بنادي الاتحاد) - من مباراة الاتحاد الودية الأخيرة أمام نادي وج (المركز الإعلامي بنادي الاتحاد)
TT

لاعبو الاتحاد يسحبون شكاواهم ضد النادي

أحمد مسعود يتابع مباراة فريقه (المركز الإعلامي بنادي الاتحاد) - من مباراة الاتحاد الودية الأخيرة أمام نادي وج (المركز الإعلامي بنادي الاتحاد)
أحمد مسعود يتابع مباراة فريقه (المركز الإعلامي بنادي الاتحاد) - من مباراة الاتحاد الودية الأخيرة أمام نادي وج (المركز الإعلامي بنادي الاتحاد)

قرر بعض لاعبي الاتحاد سحب شكاواهم التي تقدموا بها لغرفة فض المنازعات، وذلك بعد قيام الإدارة الحالية برئاسة أحمد مسعود بالتوصل مع عدد منهم لتسويات مالية.
وفيما تسلم عدد منهم مستحقاتهم كاملة، قامت الإدارة بالاتفاق مع آخرين على تسلم دفعة وجدولة المتبقي للأشهر المقبلة. فيما أشار مصدر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن إدارة الاتحاد سرعت من عملية إنهاء المطالبات المالية لأطراف خارج أسوار النادي، ومنها مطالبات للاعبين تم التوقيع معهم بمخالصات مالية لحسمها في غضون اليومين المقبلة، ليتسنى لها الوفاء بالشرط الذي يمكنها من قيد لاعبيها.
إلى ذلك أتى أحمد عكايشي لاعب فريق النجم الساحلي التونسي بمقر نادي الاتحاد يوم أمس، بعد أن وصل في وقت لاحق إلى جدة، حيث التقى إدارة النادي، والجهاز الفني وزملاءه اللاعبين وذلك قبل إجرائه الفحوصات الطبية وتوقيع عقد انتقاله رسميًا للصفوف الفريق السعودي.
وكان عكايشي موجودا في تدريبات الفريق يوم أمس، ليكمل عقد اللاعبين الأجانب، فيما ينتظر أن يشارك في تحضيرات الفريق إلى جانب زملائه اليوم، ومرافقتهم إلى مدينة تبوك استعدادًا لخوض غمار البطولة الودية المنتظر أن يشارك بها الفريق انطلاقًا من يوم الثلاثاء المقبل بمواجهة الإنتاج الحربي المصري في مواجهة تحدد المتأهل للنهائي، حيث سيواجه الفائز منافسه المنتصر من مواجهة فريق النصر والوداد البيضاوي المغربي الجمعة المقبلة، فيما سيواجه الخاسر في ذات اليوم نظيره الخاسر قبل مباراة النهائي.
وواصل فريق الاتحاد تحضيراته يوم أمس على فترتين صباحية ومسائية، احتضنت صالة الحديد الحصة الأولى الصباحية، والتي تركزت على رفع المعدل اللياقي للاعبين، في الوقت الذي شملت الحصة الثانية تدريبات لياقية وفنية منوعة، فيما واصل اللاعبون المصابون أداء تدريبات انفرادية ضمن برنامجهم التأهيلي تقدمهم اللاعبون تركي الجلفان وفيصل الخراع وماجد الخيبري وزياد المولد.
في الوقت الذي شخصت الفحوصات الطبية التي أجراها أحمد عسيري الإصابة التي لحقت به خلال مواجهة فريقه الودية أمام وج الماضية، بأنها طفيفة.
وسيخضع اللاعب لبرنامج تأهيلي قصير تمهيدًا للمشاركة الفعلية في تدريبات الفريق الجماعية بجوار زملائه.
وستضم بعثة فريق الاتحاد المغادرة إلى تبوك خلال الساعات القليلة المقبلة قرابة الـ34 لاعبًا، بعد أن فضل الجهاز الفني الاستعانة باللاعبين كافة ليتسنى من خلال البطولة الوقوف على جاهزيتهم خلال الحصة التدريبية أو من خلال الاستعانة بهم في المواجهات التي سيخوضونها في البطولة.
وكانت اللجنة المنظمة للدورة دعت كثيرا من نجوم الكرة السعودية السابقين يتقدمهم ماجد عبد الله قائد المنتخب السعودي ونادي النصر سابقًا ويوسف خميس وصالح خليفة وحمد الدبيخي، إلى جانب وجود عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم رئيس لجنة الحكام عمر المهنا المشرف العام على حكام الدورة، وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم رئيس لجنة المسابقات الدكتور خالد المقرن، كما وجهت الدعوة للقائم بمهام رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ثروت سويلم لحضور فعاليات الدورة.
كما حددت اللجنة الفنية لدورة تبوك، يوم الاثنين المقبل موعدًا للاجتماع الفني للفرق الأربعة المشاركة في الدورة، بحضور عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم رئيس لجنة المسابقات الدكتور خالد المقرن.
في المقابل، ينتظر أن تتنقل البعثة الاتحادية في مدينة تبوك إلى ملعب التدريبات عبر حافلة خاصة يزينها شعار النادي وصور عدد من لاعبي الفريق يتقدمهم أحمد عسيري وفهد المولد.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.